هجوم جوي إسرائيلي يقتل أربعة أشخاص في جنوب لبنان
نُشر في 2 نوفمبر 2025
أعلنت وزارة الصحة العامة اللبنانية أن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة أربعة أشخاص على الأقل وأصابت ثلاثة آخرين، في هجوم استهدف بلدة كفارسير في قضاء النبطيّة. وأكدت الوِزارة أن الحصيلة الأولية وصلت عبر المستشفيات المحلية التي استقبلت الجرحى والقتلى.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن الضربة استُخدم فيها «صاروخ موجه» واستهدفت سيارة قرب البلدة، وذلك حوالى الساعة 14:15 بتوقيت بيروت (16:15 بتوقيت غرينتش).
يأتي الهجوم في ظل ضغوط متصاعدة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصّل إليه مع حزب الله في نوفمبر 2024، بعد هدنة دامت شبه عام. واتهم رئيس الجمهورية ميشال عون تل أبيب بتصعيد الضربات رداً على عرضه التفاوض من أجل إنهاء مستدام لدوامة العنف عبر الحدود.
خلفية النزاع
بدأت الاشتباكات في 2023 عندما شرع حزب الله في إطلاق هجمات تجاه إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في غزة، عقب هجمات 7 أكتوبر التي قادتها حركة حماس. وبعد أكثر من عام من القتال اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، غير أن الانتهاكات تراجعت يوماً بعد يوم.
تواصل إسرائيل إبقاء قوات في خمس مناطق من جنوب لبنان وتشن غارات جوية شبه يومية، وهو ما اعتبره اللبنانيون وخبراء دوليون تعدياً متكرراً على شروط الهدنة. وتصرّ إسرائيل على أن غاراتها موجهة ضد بنى تحتية تابعة لحزب الله، بينما سقط مدنيون ومسعفون وصحفيون بين قتيل وجريح.
أرقام وتقارير دولية
ذكرت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية تسببت بمقتل ما لا يقل عن 111 مدنياً في لبنان منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
مواقف لبنانية وإسرائيلية
دعا عون منتصف أكتوبر إلى مفاوضات مع إسرائيل، بعد الوساطة الأميركية التي أدت إلى التوصل لوقف مؤقت لإطلاق النار، وقال إن هدف المحادثات هو «إنهاء الاحتلال الإسرائيلي». ومن جانبها، تقول إسرائيل إن الحكومة اللبنانية لم تفي بالتزاماتها لجهة تقييد وسحب سلاح حزب الله وإخضاعه لسيادة الدولة، بينما يرفض الحزب أي ضغوط للتفكيك أو النزع المسلح.
توتر متصاعد على الأرض
في مؤشر آخر على تصاعد التوترات، أصدر عون تعليمات للجيش اللبناني بمواجهة أي توغل إسرائيلي جديد في الجنوب. جاء ذلك بعد ساعات من دخول عناصر إسرائيلية إلى بلدة بليدا ومداهمة دار البلدية، حيث قُتل الموظف البلدي إبراهيم سلامة أثناء نومه داخل المبنى، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
بدورها، قالت القيادة العسكرية الإسرائيلية إن العملية هدفت إلى تدمير بنى تحتية تابعة لحزب الله، وإن الجنود فتحوا النار «رداً على تهديد فوري»، لكنها لم تقدم مزيداً من التفاصيل أو أدلة تدعم روايتها.