انطلاق الصاروخ الـ٦٠٠ من سلسلة «لونغ مارش» في الصين وسط استمرار توسع كوكبة «قووانغ»

أطلقت الصين بنجاح الصاروخ «لونغ مارش» رقم 600 مع إقلاع نسخة Long March 8A في 15 أكتوبر، حاملاً الدفعة الثانية عشرة من أقمار كوكبة «جووانغ». جاء هذا الإطلاق في سياق توسيع شبكة النطاق العريض في المدار الأرضي المنخفض التي تطمح الصين أن تنافس يوماً ما منظومة ستارلينك، ويبرز تسارع وتيرة الإطلاقات لدى الجهات الفضائية الصينية.

بعد نجاح ستارلينك، أعلنت عدة دول عن مشاريع مشابهة؛ فالصين تعمل على «جووانغ»، وروسيا تخطط لإطلاق تجارب شبكتها اعتباراً من 2027، والاتحاد الأوروبي طالب أيضاً ببناء كوكبة شبيهة لاعتبارات تتعلق بالاستقلالية والأمن القومي.

مع ذلك، لا تزال هذه الكوكبات خلف ستارلينك بفارق شاسع: ستارلينك تحتوي حالياً على أكثر من 8,000 قمر صناعي في المدار. وتُعد «جووانغ» الأقرب في وتيرة النشر بعد ستارلينك، لكنها لا تزيد على 95 قمراً على الأكثر، وفقاً لتقرير موقع SpaceNews. وتخطط الصين لرفع هذا العدد إلى ما يفوق 400 قمر بحلول 2027 وإلى نحو 13,000 في السنوات المقبلة، كجزء من توسعيٍّ طموح في البنية الفضائية.

نجاح ستارلينك وتسارعه يعودان جزئياً إلى قدرة شركة سبيسإكس على إضافة عدد من الأقمار إلى رحلات فالكون 9 عندما يتوفر لديها حمولة احتياطية، ما يمنحها مرونة وتحكماً في الجدولة لا تكاد تملكه أي دولة أو شركة أخرى ويمنحها تفوقاً كبيراً.

ومع ذلك، هناك رغبة واضحة لدى الآخرين للحاق بالركب. الصين كثفت من إطلاقاتها، ومع ضغوط الاتحاد الأوروبي لتطوير مركبات قابلة لإعادة الاستخدام في المستقبل، قد نرى بدوره زيادة في وتيرة الإطلاقات مع تحسّن التكلفة والقدرة التشغيلية.

استغرق الأمر للصين حتى عام 2007 للوصول إلى مئة إطلاق من صواريخ لونغ مارش، وحتى 2021 للوصول إلى إطلاق رقم 400. أما المئة إطلاق الأخيرة فقد جرت في أقل من عامين، وقد تحقق الصين نحو 70 إطلاقاً في 2025 وحده. ومع خطط لتطوير نسخة قابلة لإعادة الاستخدام من Long March 12A متوقعة في 2026، قد تتسارع وتيرة الإطلاقات الصينية أكثر خلال الفترة القريبة المقبلة.

يقرأ  عمر بارتوف — إبادة غزة في سياق تاريخ الاحتلال الإسرائيلي