آرت أوتيل — لماذا تسعى لأن تكون مركز الإبداع الجديد في شرق لندن؟

تخيّل نفسك تدخل ردهة فندق، ولكن بدلاً من البيج المؤسسي تصطدم بانفجار من الألوان. شخصيات القصص المصورة تحدّق من الجدران، ومنحوتات نيونية تهمهم فوق رأسك، وقبل أن تصل إلى مكتب الاستقبال تدرك أنّ هذا ليس مجرد مكان تقضي فيه ليلة عابرة.

مرحباً بـأرت أوتل لندن هوكسون، برج مكوّن من 26 طابقاً شُيّد على موقع حانة “ذا فاوندري” في شورْديتش، الحانة التي كانت في قلب حركة الفن البريطاني؛ المكان الذي ارتادته أسماء مثل بانكسي. بدل أن يتجاهل الفندق ذلك الإرث، اختار أن يغوص فيه تماماً.

رؤية طموحة
اثنان من أعمال بانكسي الأصلية نُقلت وحُفِظت وعُلّقت في واجهة المبنى ليراها الجميع. هناك صالة معرض بمساحة 135 متراً مربعاً في الطابق الأرضي تُبدّل معروضاتها دورياً، وأعمال D*Face حاضرة في كل زاوية، بما في ذلك تمثال برونزي بطول خمسة أمتار مُكلف خصيصاً للواجهة. وحتى رغبة الفندق في إدراجه ضمن جولات الفن المحلية تكشف عن أولوياته الحقيقية.

الكثير من الفنادق يضع لوحات على الجدران ويصفها بثقافة؛ لكن أرت أوتل يسعى إلى ما هو أبعد من ذلك: يريد أن يتبوأ دور مركز إبداعي حقيقي للمجتمع، وليس مجرد محطة فاخرة للسياح. تحدثنا مع لورانس ماركهام، نائب رئيس العلامات الحياتية في مجموعة PPHE (الجهة المالكة لأرت أوتل)، ليشرح ماذا يعني ذلك عملياً.

فلسفة إبداعية
معظم الفنادق في هذه الفئة السعرية تلجأ إلى الأمان بعلامات تجارية فاخرة ومواد استهلاكية أنيقة. فلماذا المخاطرة بالتحوّل إلى مركز إبداعي بدل اتباع نموذجٍ تقليدي؟ بحسب لورانس، “الفلسفة الكاملة لأرت أوتل أن الفندق يمكن أن يكون أكثر من مكان للنوم؛ يمكن أن يكون مركزاً ثقافياً، منصة للإبداع، ومساحة تُلهم.” المجيء إلى هوكسون بنموذج رفاهية تقليدي كان سيبدو منفصلاً عن السياق المحلي. في شرق لندن الإبداع جزء من الحمض النووي — الفنّانون والطاقة وإعادة الاختراع المستمرة — لذا كان لا بد من احتضان ما يميّز هذا الحي.

يقرأ  اتجاهات التعليم الإلكتروني الرائدة في ٢٠٢٦ابتكارات تشكّل مستقبل التعلم

كما يبرز لورانس، الأعمال المحفوظة لبانكسي دليل نية: احترام الروح الإبداعية الراسخة هنا لا يُصنَع من فراغ، بل يُبنى على جذور موجودة بالفعل.

إمكانية الوصول والاندماج
لم يقتصر حرص الفندق على إبقاء كل شيء وراء أبواب مغلقة للضيوف فقط. وضعوا أعمال بانكسي بحيث يراها المارة أيضاً، والجولات الفنية المشاة تدخل الفندق وتستكشفه. إيمانهم أن الفنّ يجب أن يكون متاحاً لكلٍّ هو جزء من مبدأهم.

نهج الانتقاء
كيف يختار أرت أوتل الفنّانين والفعاليات؟ “نحن نعالج برامجنا كقيّمٍ معرضي”، يقول لورانس. يبحثون عن مَن يثير الحوار، ويقحم الحدود، ويعكس تنوّع المجتمع. بعضهم أسماء معروفة، وآخرون مواهب صاعدة. من خلال برنامج art’beat، يقدم الفندق إقامات فنية ومساحات عمل للاستوديو للفنانين الواعدين. ما يجمعهم هو روح الابتكار والرغبة في التواصل — خلق تجارب تبدو جديدة ومفتوحة للجميع.

التعاون مع ثنائي التصميم المتعدّد الوسائط VIN + OMI خلال أسبوع الموضة في لندن مثال واضح: عرض DYSPHORIANA احتل “بانوراما”، مساحة الفعاليات في الطابق الرابع والعشرين، بمجموعة مصنوعة من نفايات سلاح الجو الملكي، وأقمشة صُنعت بالتعاون مع مؤسّسات ملكية، وحتى مواد أعيد تدويرها من مخلفات الفندق نفسه. VIN + OMI أصبحا سفراء الإبداع والاستدامة للفندق، يعيدان توظيف مخلفات الفندق إلى قطع فنية وموضة ويقدمان استشارات لممارسات أكثر خضرة. عندما يرى الضيوف نفاية تتحول حرفياً إلى أزياء على المنصة، تتبدّل الاستدامة من مفهوم مجرد إلى تجربة ملموسة وملهمة، وقليلة التحدّي؛ تماماً مثل هوكستون نفسه.

عالمي يلتقي بالمحلي
التحدّي الحقيقي هو التوازن: أرت أوتل علامة دولية، وساحة الفن في شرق لندن محلية بشدّة. المفتاح هو أن تكون الشبكة العالمية دعماً لا فرضاً — أن تُثري المشهد المحلي دون أن تُمسخ أصالته. هذه ليست مسألة ديكور فقط، بل علاقة مستمرة مع الفنانين والمجتمع المحليين، وبرامج تُبنى على احترام وتبادل وشفافية.

يقرأ  زاغاتو تكشف النقاب عن سيارة خارقة بأبوابٍ على شكل جناح النورس وبإصدار محدود في جراند بري زوت

في نهاية المطاف، يبدو أن الطموح هنا ليس أن يصبح الفندق متحفاً جامداً، بل أن يكون فضاءً وتتويجاً لحضورٍ إبداعي حيّ — مكان تتداخل فيه الضيافة مع الفن والحياة الحضرية، ليصير الفندق جزءاً لا يتجزأ من رواية الحي لا مجرد فصلٍ عابر فيها. فكيف تتوافق شركة عالمية مع هذا المشهد؟

«كوننا محليين جزء أساسي من هويتنا»، يقول لورنس. لذلك اختار art’otel فنان الشارع المعروف دوليًا والمتمركز في شرق لندن D*Face ليكون الفنان المميز للفندق. «أعماله تلتقط حافة هذا الحيّ، ووجودها منسوجًا داخل المبنى يربطنا فورًا بثقافة المكان.»

يعمل الفندق أيضًا مع معرض StolenSpace الخاص بـ D*Face، ويتعاون مع مجلس هاكني والشركات المجاورة، ويستضيف معارض عامة مجانية. «الهدف أن نشعر كأننا امتداد للنظام الإبداعى هنا»، يضيف لورنس. «نحن ندعم صوت الحيّ ونوفر له منصة ليتطوّر.»

ثمة أيضاً “بانوراما” في الطابق الرابع والعشرين، مساحة توفر إطلالات بزاوية 360 درجة على لندن. معظم قاعات اجتماعات الفنادق مملة ومقيِّدة؛ هذه المساحة تهدف إلى إلهام الحضور لا إلى خنقهم. «لم نرد غرف اجتماعات معقمة»، يقول لورنس. «أردنا مكانًا يدفع الناس إلى التجمع والتفكير والاحتفال.» والممارسة تؤكد نجاح الفكرة: استخدم الفنانون والمصمّمون وروّاد الأعمال هذه المساحة لإطلاق مشاريعهم وإقامة فعاليات تشعر بأنها بعيدة كل البعد عن المشهد التقليدي لاجتماعات الفنادق.

اللعبة الطويلة

فما هو الهدف البعيد المدى؟ «نريد أن يصبح art’otel الخيار الأول للفنّانين والمصممين والمبدعين»، يشرح لورنس. «مكان يشعرون فيه وكأنهم في بيتهم؛ محور حقيقي للتعاون.» على المدى الطويل، تطمح العلامة إلى الاعتراف بها كشبكة تغذّي الإبداع محليًا وتربطه عالميًا. «بما أن art’otel علامة دولية، يمكننا ربط ما يحدث في لندن بمدن أخرى، فنبني شبكة عالمية لا تزال متجذرة في الحيّ.»

يقرأ  متحف المتروبوليتان يعيّن ماريا كاسترو في قسم الفن الحديث والمعاصر

هي رؤية طموحة، لكن الفندق يبدو ملتزمًا بها. الحفاظ على أعمال بانكسي، وتكليف D*Face، وتشغيل برامج إقامة فنية، وبناء شراكات مستدامة، وإبقاء المعرض مفتوحًا للجمهور، كلها خطوات استراتيجية بعيدة المدى لا انتصارات سريعة. وفي مدينة تضغط فيها ارتفاعات الإيجارات والاستحواذات المؤسسية على المساحات الإبداعية، فإن مثل هذا الاستثمار له قيمة حقيقية.

إن استمر art’otel على هذا الطريق، فقد يتحول بالفعل إلى محور إبداعي يعتمد عليه شرق لندن. وليس سيئًا لمكان تتوافر فيه أيضًا أسرّة مريحة جدًا.

أضف تعليق