أشكال مجردة تبني شخصيات جيسون بويد كينسيلا التعبيرية والفريدة من كولوسال

جيسون بويد كينسيلا يصف نفسه بلا مواربة بأنه «جامع أشياء»، ومن هذا الامتداد النرجسي والحنون تنبثق طريقتُه في جمع الأشكال والألوان وتكوينها؛ قدرة بصرية فائقة تُترجم المشاعر الإنسانية المحددة إلى أشكالٍ تجريدية بليغة تُقرأ بكل وضوح.

المعرض الأخير له بعنوان “خيمياء الذات الأبدية” يواصل نهجه الجريء في البورتريه، مركّزًا على عناصر بنية حياتنا الداخلية. تستعلي الأشكال الهندسية في اللوحات ارتفاعًا لعدة أقدام فتطغى على متلقيها، وشخصياتها الجريئة تدعو المشاهد إلى مواجهة مباشرة وحوار شخصي.

في لوحة “لونا” (2025) — زيت على قماش، 104 × 124 سم — يوسّع كينسيلا نطاق المشهد فتظهر الشخصية المنحنية بعِقدةٍ بصرية: قصة شعر بيضاء أنيقة وعبوس دائم، وأصابع طويلة تمتد نحو الأرض بينما تلتفت خارج الإطار. إلى جانب التعبير الوجهي يستثمر الفنان لغة الجسد، مستدعيًا انحناء المرأة من لوحة جان-فرانسوا ميليه “الناشطات” كمصدر تاريخي وتأويلي، وهو اقتباس يُعيد قراءة العمل الكلاسيكي في ضوء حساسية العصر تجاه العمل والطبقات الدنيا.

تقصّ رسوم كينسيلا الكيوبية خطوطًا بين الآني والأبدي؛ حيث تتحول الإحساسات الخام إلى تعابير تُثبت أن اختلاف المظاهر لا ينفي وحدة الـDNA العاطفي الذي يجمعنا. اللوحات، بحجمها وشدّتها اللونية، تعمل كأقنعةٍ تكشف بدل أن تخفي، وتمنح المشاهد فرصة للالتقاء بذاته أمام وجهٍ مُفصّل لكنه عام في آنٍ واحد.

“خيمياء الذات الأبدية” معروضة حتى 24 أكتوبر في غاليري بيروتان في شنغهاي. للاطّلاع على أعمال كينسيلا ومتابعتها زوروا موقعه وحسابه على إنستغرام.

يقرأ  «تحت شمس الوطن»التصوير: فريدريك جورجس

أضف تعليق