«أعظم ٢٥ عملية سرقة فنية على مرّ التاريخ»

في صباح يوم الأحد، اقتحم فريق مكوّن على الأقل من ثلاثة لصوص محترفين مُقنّعين جناحاً في الطابق الأول من متحف اللوفر في باريس، واستولوا على مجموعة من الجواهر النادرة جداً، بينها قطع كانت تعود إلى نابليون الثالث والإمبراطورة أوجينية. سرقت تسع قطع بحسب التقارير، منها عقد، وبروش، وتاج يُعتقد أنها كانت لِأوجينية. لا تزال السلطات تحقق في ملابسات العملية وتطارد الخيوط، لكن سرقة الأحد تُعد واحدة من أكثر سرقات الأعمال الفنية صراحةً وجرأةً في الذاكرة الحديثة — وإن لم تكن الوحيدة بالطبع.

السرقات الفنية ظلت تتكرر عبر التاريخ بسبب القيمة «غير القابلة للحساب» التي تتحلّى بها الأعمال الفنية. من أقدم هذه السرقات ما جرى عام 1473 حين نهب قراصنة بولنديون سفينة متجهة إلى فلورنسا وأخذوا ثلاثية هانز ممبلينغ «الدينونة الأخيرة» (1467–71)، وأعادوها إلى بلادهم؛ وتُعتبر تلك الحادثة أول سرقة فنية مسجّلة. اللوحة اليوم في المتحف الوطني في جدانسك، وبقيت إيطاليا تطالب باستعادتها.

سرقة مماثلة تظهر كيف تغيّر السرقة مسار تاريخ عمل فني إلى الأبد؛ ومع أن التكنولوجيا وتدابير الحماية تغيّرت، فإن السرقات تستمر وتضيف فصولاً غريبة إلى سجلات تاريخ الفن. فيما يأتي استعراض لأبرز 25 سرقة فنية في التاريخ: أعمال من عصور مختلفة، أثرية ومعاصرة، نفّذها هواة، خبراء أمن، وربما شبكات منظمة؛ بعضها عاد إلى الظهور، وبعضها ضاع نهائياً.

معايير القائمة شملت سرقات استهدفت مؤسسات عامة ومجموعات خاصة؛ أما النهب والغارات في ساحات الحروب فستُعرض في قائمة لاحقة.

أهم 25 سرقة فنية عبر التاريخ

1) اختفاء فان جوخ من متحف هولندي أثناء إغلاق كوفيد (2020)
في مارس 2020، ومع إغلاق المتاحف بسبب جائحة كوفيد، اقتحم لصّ بمطرقة كبيرة متحف سينجر-لارن في هولندا وسرق لوحة مبكرة لفنسنت فان جوخ «حديقة القسّ في نونن في الربيع» (1884) التي كانت مُعارة من متحف غرونينغر. دخل السارق متجاوزاً طبقات أمنية متعددة؛ واعتبر البعض أن الحظة الوبائية استُغلت لصالح الجناة. حتى 2021 بقيت اللوحة مفقودة.

2) سرقة أعمال قديمة في لندن (1966)
لوحة رمبرانت 1632 «يعقوب دي خين الثالث» سُرقت مراراً، لكن حادثة 1966 في معرض دوليتش التي ضمت أيضاً أعمالاً لروبينز، وجيرارد دو، وآدم إيلشيمر، وأعمال رمبرانت أخرى، كانت لافتة. استُعيدت اللوحات لاحقاً وما زالت معروضة.

3) أكبر سرقة فنية في كندا: 18 لوحة مسروقة (1972)
في الساعة الثانية فجراً اقتحم لصوص متحف مونتريال للفنون الجميلة عبر فتحة سقفية، وربطوا الحراس، وهربوا بـ39 قطعة مجوهرات و18 لوحة من ديلكروا وروبينز ورمبرانت. لم تُستعد معظم المسروقات؛ وكان مجموع ثمنها يُقدر حينها بملايين الدولارات.

4) اختفاء كلِمت ثم عودته بعد أكثر من عقد (1997–2019)
لوحة غوستاف كلِمت «بورتريت سيدة» (1916–17) اختفت أثناء تحضيرات لمعرض في غاليريا دي آرتي مودِرنا في بياشينزا عام 1997، وعُثر عليها صدفةً في 2019 بين حشائش وسلة قمامة بمبنى تابع للغاليريا؛ اعترف رجلان مرتبطان بعمليات سرقة فنية إيطالية بأنهما أودعاها خارجيّاً لأعوام ثم «أعاداها كهدية للمدينة».

يقرأ  جون لاندو، جامع الأعمال الفنية، استوحى إلهامًا كبيرًا من معرض «سيينا» في متحف المتروبوليتان

5) سرقة في ساو باولو بسبب ثغرات أمنية (2007)
دخل لصوص بمعدات بسيطة متحف الفن في ساو باولو خلال تبدّل الحراس وسرقوا أعمالاً لبيكاسو وكانديدو بورتيناري تقدر قيمتها بنحو 50 مليون دولار؛ أُعيدت الأعمال بعد ضبط مشتبه بهم ومكان تخزينها، والتزم المتحف بعدها بتقوية أمنه.

6) أعمال تظهر في مرحاض مهجور بعد سرقة مانشستر (2003)
في ويتورث غاليري سُرقت لوحات لغوغان، وبيكاسو، وفان جوخ، لكن الجناة لم يدهشوا العالم بقدر ما فُوجئ المسؤولون عندما وُضعت الأعمال داخل أنبوب كرتوني في مرحاض عام متداعٍ على بعد نحو 200 متر من المتحف، مصحوبة برسالة تقول: «لم نرد سرقة اللوحات بل لفت الانتباه إلى فشل الأمن». أعيدت الأعمال بسرعة وبأضرار طفيفة.

7) سرقتان مبكرتان لفان جوخ من متحف أمستردام (2002–2016)
في 2002 اقتحم لصوص متحف فان جوخ عبر سلم وكسروا نافذة، وسرقوا لوحتين مبكرتين. ظهرت اللوحات عام 2016 في مزرعة قرب نابولي؛ ربطت الشرطة السرقات بعصابة الكامورا واعتقلت عدة متعاملين.

8) سرقة لوحات عصر النهضة في أوربِينو (1975)
سُرقت ثلاث قطع عصر النهضة من قصر دوقي بأوربِينو، واعتُقل مشتبه به سريعاً؛ ظنّت الشرطة أن بيعها دولياً سيكون صعباً، فاستُعيدت اللوحات في سويسرا بعد عام عادت بعدها إلى مكانها.

9) خمسة أعمال لفرانسيس بيكون تُسرق من منزل خصوصي في مدريد (2015)
أثناء غياب مالكها خوسيه كابيلو، سرق لصوص خمس لوحات لفرانسيس بيكون تقدر قيمتها بـ30 مليون يورو؛ استُرجع ثلاث منها في 2017 واعتُقل سبعة متورطين. أُطلقت عليها الصحافة آنذاك «أكبر سرقة فن معاصر في إسبانيا».

10) قيل إن لصوص رومانيين أحرقوا أعمالاً مسروقة من متحف هولندي (2012)
في متحف كونستهل بروتردام سرق لصوص أعمالاً لبيكاسو، ماتيس، مونيه، غوغان وفرويد في ثلاث دقائق فقط. اعتُقل خمسة. أمّنت أمّ الرجل المدان لاحقاً أنها أحرقَت الأعمال، لكن فحوص الرماد لم تحسم الأمر، فيما ادّعى آخرون لاحقاً أنهم عثروا على على الأقل لوحة بيكاسو.

11) عملية معقّدة في ستوكهولم تُشعل مطاردة دولية (2000)
سرق لصوص بضراوة من متحف ناتيونالموسيت أعمالاً لرمبرانت ورِينوار، مستخدمين سلاحاً وألاعيب تشتيت. قُدّرت قيمة المسروقات حينها بنحو 30 مليون دولار، وامتدت التحقيقات عبر أوروبا الشرقية؛ أُعيدت بعض الأعمال بعد سنوات عبر عمليّات مراقبة ومداهمات.

يقرأ  إسرائيل بحاجة إلى نحو ١٠٠٬٠٠٠ جندي احتياط لشن عملية عسكرية في قطاع غزة

12) تمثال هينري مور الضخم يضمحل كخردة (2005)
تمثال برونزي ضخم لِـ«ريكلينغ فيغر» اختفى من مركز الفنان في هرتفوردشاير، واعتُقد أن ثمن الخردة سبب تقطيع التمثال وبيعه مقابل مبالغ زهيدة — ما قد يعني فقدان عمل قيّم للأبد.

13) أعضاء من الجيش الجمهوري الأيرلندي ينهبون لوحات ثم يفدون بها مطلباً سياسياً (1974)
سرقة من روسبوروهوس شملت أعمالاً لفيرمير، غويا وروبينز بقيمة تُقدّر بعشرات الملايين؛ استخدمت المطالبات الفنية كرَكْن للمساومة بغرض إطلاق سراح سجناء، ومرّت اللوحات عبر عمليات استرجاع وعمليات سرقة ثانية في عقود تالية.

14) سرقة مجوهرات بقيمة مليار ومئتي مليون دولار من متحف درسدن (2019)
في دقيقة واحدة قطع لصوص الكهرباء عن الخزائن في الغروينيس غفولبه وسلطوا فأساً على زجاج عرض لينهبوا مجوهرات ثمينة بما فيها سيف مرصّع بـ800 ماسة وقطعة «الماسة البيضاء»؛ أُلقي القبض على أربعة مشتبه بهم بحلول نهاية 2020 لكن الجواهر لم تُسترد حينها، وظهرت نظريات عن محاولة بيعها في الشبكات المظلمة.

15) سرقة «الصرخة» في وضح النهار من متحف مونش (2004)
في متحف مونش في أوسلو اقتحم لصوص يعترضون الجمهور وحراس المتحف مسلحين، وسرقوا نسختيْن — «الصرخة» و«القديسة مريم»؛ أُعيدت الأعمال في 2006 بعد اعتقالات عديدة.

16) قطع من كارافاجيو تُقطَح من إطارها في باليرمو (1969)
لوحة كارافاجيو «ميلاد المسيح مع القديس فرنسيس والقديس لورانس» نُهبت من أوراتوري سان لورينزو، وطرحت فرضيات كثيرة عن مصيرها بما فيها تدخل المافيا أو إحراقها أو تدميرها؛ أعيد فتح التحقيقات في 2017 بقرائن جديدة، وما زالت البحث مستمراً.

17) سرقة تحفة بنفينوتو تشيلّيني في فيينا على يد خبير أمن (2003)
تحفة ساليرا (1543) — علبة ملح ذهبية نادرة — أُزيلت من متحف تاريخ الفن في فيينا، وكان الجاني خبير أمني اسمه روبرت مانغ الذي حاول ابتزاز المتحف فاعتُقل وبعدها دلّ المحققين على مكان دفن القطعة في غابة داخل صندوق رصاصي.

18) سرقة فان جوخ في الجيزة بسبب أعطال أمنية (2010)
لوحة فان جوخ «زهر الخشخاش» قُطعت من إطارها في متحف محمد محمود خليل لأن أنظمة الإنذار لم تكن تعمل. بعد ادعاءات متضاربة واحتجاجات استقال فيها مسؤولون، بقيت اللوحة مفقودة.

19) سرقة قادت إلى مكسب تأميني للتايت في فرانكفورت (1994)
سرقت لوحتان لتورنر من معرض شيرن فرانكفورت كانتا مُعارَتين من تايت، ثم في مفاجأة كشف عن ترتيب تأميني خاص تمكنت المؤسسة البريطانية من استرداد قيمة التأمين وتحقيق ربح بعد مفاوضات طويلة، بينما عُثر على أعمال أخرى وأُحيل متهمون للمحاكمة.

20) سرقة «الصرخة» خلال أولمبياد الشتاء في أوسلو (1994)
نسخة أخرى من «الصرخة» نُهبت من المتحف الوطني في أوسلو أثناء احتفالات الألعاب، وترك اللصوص ملاحظة ساخرة عن «الأمن السيئ». بعد تحقيق استغرق نحو عامين عُثر عليها في فندق شمال العاصمة وأُدين أربعة رجال.

يقرأ  تجربة الزجاج في سياتل عودة مرتقبة هذا أكتوبر

21) هواة يسرقون 124 قطعة أثرية من متحف آثار مكسيكي (1985)
شخصان تركا دراستهما وانخرطا في شبكة تجارة مخدّرات، وزنيا عبر مدخنة تكييف وسرقا 124 قطعة أثرية من المتحف القومي للآثار في مكسيكو سيتي، من بينها قناع قبرَي من اليشم؛ بعض القطع كادت أن تُستَبدل بكوكايين، وألهمت الحادثة لاحقاً فيلم «موزيو».

22) سرقة لوحات انطباعية من متحف في باريس أمام أنظار الجمهور (1985)
في متحف مَارموتان دخل اللصوص بالنهار بعد شراء تذاكر، وهددوا الحراس والزوار، وسرقوا «انطباع، شروق الشمس» لمونيه وأعمالاً لموريسوت ورينوار؛ عُثر على الأعمال في فيلا في كورسيكا عام 1990 واعتقل الجناة.

23) «رجل العنكبوت» يسرق خمس روائع من متحف باريس (2010)
في متحف الفن الحديث في باريس عاد ڤيران توماي مراراً إلى المكان حتى تمكن من دخول النافذة بفضل حمض أذابها؛ سرق أعمالاً لما تي́س، موديغلياني، ليجيه، بيكاسو وبراك. عُرف لاحقاً بلقب «سبايدرمان» وأدِين وحُكِم عليه بالسجن.

24) سرقة الموناليزا من اللوفر على يد عامل إيطالي (1911)
فينشنزو بيروجيا نائم في خزانة بالمتحف سرق الموناليزا عام 1911 واحتفظ بها تحت أرضية شقته ثم حاول بيعها بعد فترة بغاية «إعادة قطعه إلى إيطاليا» معتقداً أنه يسدّد ظلّ نهب نابليون؛ انتهى به الأمر بالسجن سبعة أشهر فقط بعد أن أُعيدت اللوحة إلى فرنسا.

25) أعظم سرقة فنية في التاريخ: متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في بوسطن (1990)
في صباح اليوم الذي أعقب عيد القديس باتريك، اقتحم لصان متحف غاردنر وسيطروا على الحراس ثم نهبوا أعمالاً لا تُقدّر بثمن: لوحة فيرمير «الحفل» (أحد 34 فيرمير معروف)، لوحة رمبرانت 1633، ومانيه وغيرها — مجموع يُقدّر بنحو 500 مليون دولار (حتى 2021 بقيت المسروقات مفقودة). تبقى القضية واحدة من أعقد ألغاز عالم الفن، وما زالت تُشيّد فرضيات من تورّط المافيا إلى تواطؤ داخلي أو تدمير الأعمال.

خاتمة
قضايا سرقات الفن التي استعرضناها توضح أن الهدف لا يقتصر على المال وحده بل يمتد أحياناً إلى رموز سياسية، انتقامات، أو محاولة بيع تراث ثقافي عالمي في سوق سوداء معقّدة. بينما نجحت جهود استرداد بعضها، فإن العديد من الأعمال لا تزال مفقودة، مما يذكرنا بأهمية حماية هذا الإرث وتحصينه من السلب والضياع.

ملاحظة المحرر: نُشرت هذه المادة أصلاً في 11 فبراير 2021، وتم تحديثها بمعلومات عن سرقة متحف اللوفر بتاريخ 19 أكتوبر 2025.

أضف تعليق