«الأشياء التي أستخدمها غالباً تعمل كحافظات للذاكرة»، يقول أدريان فياخيرو رومّان. «أحياناً تأتي إليّ هذه الأشياء بنفسها — قطع تحمل تاريخاً أو اندثاراً أو حضوراً — فأبني عملاً حولها. وأحياناً أبدأ بقصة أرغب في سردها فأبحث عن مواد يمكنها أن تحتضن ذلك السرد».
يحقق رومّان توازناً حدسياً بين الشيء والفكرة، سائِباً لكل منهما أن يؤثر في الآخر بينما يدمج البورتريه ثنائي الأبعاد مع أشكالٍ ثلاثية الأبعاد: إطارات خشبية، أيقونات دينية، أسلاك دجاج مهترئة، وحتى علبة فارغة من فاصولياء غويا السوداء. هذه الأشياء المكتشفة — التي قد تبدو عادية — تحوي حكايات تعكس اهتمامات الفنان الدائمة: الذاكرة، الهجرة، وسلالات الانتماء التي يمكن تتبعها عبر الأشياء التي ترافقنا أو التي نتركها وراءنا.
“Picking Up The Pieces” (2018)، بورتريه لماريا كيرياليس ألديا دي خيسوس من لاس بيدراس، بورتو ريكو — رصاص على الخشب، منشفة تيري، زجاجات بلاستيكية، صحيفة، قياس 24 × 18 بوصة.
مقيمٌ بين بروكلين ونيوجيرسي وبورتو ريكو، يتأمل رومّان كثيراً تجربة الشتات البورتوريكي والطريقة المنقسمة للحياة التي قد تنشأ عندما يغادر الناس أوطانهم. يهمه ارتباط الانتماء بالتهجير وكيف أن حفظ الماضي أساسي لرواية صدوقة عن أنفسنا ومجتمعاتنا.
تتكرر في أعماله صور الأطفال، الذين يظهرون بريئين وواعين للغاية في آنٍ معاً. يحدقون في المشاهد بعينين جادّتين؛ هؤلاء الأبطال الصغار قد ينخرطون بجدية في لعبة، أو يقفون بوضعية توحي بعدم الدوام. الطفل في “Picking Up The Pieces” مثلاً، يمسك منشفة تيري بيضاء بيده السميكة وهو جالس فوق زجاجات بلاستيكية مطمورة — مقعد هش لن يدوم طويلاً. يشاركنا رومّان قوله:
«الأطفال يصيرون حضوراً مادياً ذا أبعاد، رموزاً للإمكان والمقاومة تسكن مساحة وجودنا لتذكرنا بالأمل والخيال… كثيراً ما أمثل الأطفال لأنهم يحملون براءة الإمكان ووضوح الحقيقة. في هذه الأعمال الأطفال ليسوا سلبيين؛ إنهم يحلمون، يقاومون، ينجون. يصبحون نصباً حية، يحملون ثِقَل التاريخ وفي الوقت نفسه يشيرون بنا نحو المستقبل».
في معرضه الفردي بعنوان Archivos Vivos في المتحف الوطني البورتوريكي في شيكاغو، يعرض الفنان تماثيل ومنشآت مختلطة الوسائط كنوع من الرحلة عبر الهوية البورتوريكية. كما يدل الاسم، تظهر في المعرض صور وأشياء أرشيفية كثيراً لتوضيح التأثيرات المتعددة على هذه التجربة الجماعية.
“Niño Santo” (2011)، رصاص وفحم على خشب، إطار نافذة، سلك، حبل، قدم من حديد.
كجزء من هذا المعرض أقام رومّان ورشتين دعيتا أعضاء المجتمع للتفكير في تجاربهم مع مكتب الهجرة وإنفاذ الجمارك (ICE) ثم لصناعة طائرة ورقية أو قارب ورقي. كما تفاعل المشاركون مع سؤال أعمق وأدوم: «ماذا يعني أن تكون مواطناً—وخاصة بالنسبة للبورتوريكيين، الذين فُرضت عليهم المواطنة الأمريكية وليس اختارُوها؟»
«جاءت هذه الورشة في زمن تصاعدت فيه الحاجة إلى الكلام»، يقول رومّان، مشيراً إلى أن عملاء فدراليين زاروا المتحف دون إشعار قبل أيام من اللقاءات. «كان ذلك تذكرة مرعبة بأن مجتمعاتنا ما تزال تُراقب وتستهدف وتتعرض للتهديد. ولهذا يجب أن نستمر في سرد قصصنا—ولذلك نجتمع في هذه الأماكن لنتذكر ونبدع ونقاوم».
يستمر عرض Archivos Vivos حتى 17 يناير 2026. تنفتح تركيبَة جديدة ضمن سلسلة Caja De Memoria Viva هذا أكتوبر في المتحف الوطني للبورتريه، وسيُعرض نموذج منها لاحقاً في Puro Ritmo بالمتحف الوطني للتاريخ الأمريكي اللاتيني بالسمثسونيان في أبريل. حتى ذلك الحين، يمكن متابعة أعمال الفنان على موقعه وحسابه على إنستغرام.
“Mi Caridad” (2010)، فحم ورصاص على خشب، أشياء عتيقة (صندوق، صور، ألعاب، لوح غسيل، وكتب)، 24 × 36 × 24 بوصة.
“Caja De Memoria Viva II, Sobrevivientes: Digna Quiles” (2018)، فحم على خشب، 48 × 49 × 48 بوصة.
تفصيل داخلي لـ “Caja De Memoria Viva II, Sobrevivientes: Digna Quiles” (2018)، فحم على خشب، 48 × 49 × 48 بوصة.
“Si Yo Sueño”، رصاص على خشب، حقيبة سفر قديمة، إطار خشبي، كتاب، خيط، لعبة خشبية، 17 × 29 × 6 بوصة.
هل تهمك قصص وفنانون من هذا النوع؟ أصبح عضواً في Colossal الآن وادعم النشر الفني المستقل.
مزايا العضوية:
– إخفاء الإعلانات
– حفظ مقالاتك المفضلة
– خصم 15% في متجر Colossal
– نشرة إلكترونية حصرية للأعضاء
– تخصيص 1% لمستلزمات الفن في المدارس الأساسية والثانوية