أغنيس غوند — نصيرة الفنون والعدالة الاجتماعية، توفيت عن عمر يناهز 87 عاماً

توفيت أغنيس “آجي” غند مساء أمس، 18 سبتمبر، عن عمر يناهز سبعة وثمانين عاماً في منزلها في مانهاتن، كما أكدت ابنتها كاثرين غند لصحيفة نيويورك تايمز.

كانت غند من أبرز راعات الفنون والمدافعين الثابتين عن العدالة الاجتماعية، معتبرة الفن وسيلة فاعلة لمكافحة الظلم الاجتماعي والفوارق في التعليم. طوال عقود دعمت الفنانين المهمشين والمجتمعات المحرومة، وكان أثر عملها واضحاً في نيو يورك، حيث أسَّست قبل نحو خمسين عاماً المنظمة غير الربحية Studio in a School رداً على تقليصات ميزانيات الدوائر التعليمية التي كادت تُنهِي حصص الفن في المدارس العامة آنذاك.

«لطالما اعتقدت أن لكل طالب حقاً أساسياً في الحصول على تعليم فني ذي جودة»، قالت غند في مقابلة هذا العام، وذلك خلال معرض طلابي نظمه معهد ستوديو، التابع لـ Studio in a School.

امتد نشاطها ليشمل حملات إنهاء السجون الجماعية في الولايات المتحدة، من خلال تأسيسها لصندوق Art for Justice Fund (A4J) في 2017، مبادرة استمرت ست سنوات تهدف إلى معالجة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية في منظومة العدالة الجنائية التي تؤثر بشكل غير متناسب على الشباب والملونين. في خطوة نادرة ربطت بين الرعاية الثقافية والنشاط الاجتماعي، باعت غند عمل روي لاختنشتاين “Masterpiece” (1962) بمبلغ 165 مليون دولار، مخصِّصة 100 مليون دولار لاستثمارها في هذه المبادرة. ووزّع الصندوق أكثر من 127 مليون دولار على أكثر من مئتين من الفنانين والنشطاء والمنظمات الداعمة لإنهاء السجون الجماعية، ويستمر عمله عبر مشروعه الخلف، مركز الفن والدعوة (Center for Art and Advocacy) الذي انتقل هذا العام إلى فضاء برامجي جديد في بيدفورد-ستايفسانت.

وصف دارين ووكر، رئيس مؤسسة فورد وصديق قديم لغند، الراحلة بأنها «قوة للعدالة في العالم غيّرت المشهد الثقافي في نيويورك وخارجها». واعتبرت حِسنة محمد، رئيسة مجلس إدارة Studio in a School، غند «رائدة ذات رؤية». قالت محمد: «بإنشائها ستوديو، منحت الشباب في أنحاء المدينة أدوات لرؤية أنفسهم كفنانين ومفكرين وقادة. لقد تحوّلت بفضل رؤيتها صفوف دراسية وحياة، وإرثها سيستمر في إلهامنا للدفاع عن حق كل طفل في الوصول إلى الفنون».

يقرأ  الأمم المتحدة: حرائق الغابات الناتجة عن تغير المناخ تعمّق تلوث الهواء عالمياً — تقرير يحذّر من تزايد المخاطر الصحية والبيئية

إلى جانب نشاطها الخيري، كانت غند راعية بارزة للفن المعاصر، وبنت مجموعة فنية شملت أعمالاً بارزة لمارك روثكو وجاسبر جونز، وشغلت مناصب مرموقة في متحف الفنون الحديثة (MoMA) بصفتها رئيسة شرفية ووصية مدى الحياة. انضمت إلى المجلس الدولي للمتحف عام 1967، وصارت عضواً في المجلس خلال أقل من عقد، ثم تولت رئاسة المجلس في 1991. لعبت دوراً محورياً في دمج المؤسسة التاريخي عام 1999 مع مركز P.S. 1 للفن المعاصر (المعروف الآن بـ MoMA PS1)، وساهمت أيضاً في التوسع الكبير للمتحف عام 2004، مشروع بقيمة 858 مليون دولار شمل مبنى جديد صممه المعماري الراحل يوشيو تانيغوتشي.

شغلت غند مقاعد في مجالس مؤسسات ثقافية عدة منها متحف كليفلاند للفنون، ومؤسسة الفن والحفاظ في السفارات، ومكتبة ومتحف مورغان، ومجموعة فريك، ومؤسسة آندي وارهول، ومؤسسة روبرت راوشنبرغ، إضافة إلى مؤسسات أخرى عديدة. كما شاركت في تأسيس مركز القيادة الإدارية للمعارض (Center for Curatorial Leadership) عام 2007، وهو برنامج مكرّس لتدريب وتأهيل القيمين للعمل القيادي في المتاحف.

وصفتها القيّمة وزميلة CCL كريستا كلارك بـ«ناشطة رائدة وقوة موجهة للخير في العالم الثقافي»، مشيرة إلى فضولها الدائم ورغبتها في التعلم من الجيل القادم، وإلى سخائها الفكري والروحي.

أثارت وفاة غند موجة من التعازي وتداول الذكريات؛ من بينهم الكاتبة والقيمة لورا رايتشوفيتش التي تذكّرت في منشور على وسائل التواصل مذكرة شخصية دافئة كتبتها لها غند في أسبوعها الأول مديرةً لمتحف كوينز، مشددة على أن حضورها أعطى الكثيرين ثقة أكبر لإنجاز ما ينوون تحقيقه، وأنها كسرت العديد من القوالب بنزاهة وانخراط حقيقي.

تركت أغنيس غند إرثاً ممتداً في الحماية الفنية والعمل المدني والتعليم، وإسهاماتها ستظل مصدر إلهام للمؤسسات والفنانين والنشطاء الذين يواصلون السعي نحو مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً.

يقرأ  لويس دي غوزمانألعاب فنية ومنحوتاتالتصميم الذي تثق به — محتوى يومي منذ ٢٠٠٧

أضف تعليق