أمطار نولا السجل الحاسم لإرث بانكسي في نيو أورلينز

في صيف 2008، تسلل أحد أكثر فناني الشارع غموضاً إلى نيو أورلينز كطيف. بعد ثلاث سنوات على كارثة الكاترينا التي دمرَت المدينة — المعروفة أيضاً باسم «نولا» أو «البيغ إيزي» — ترك بانكسي وراءه سبعة عشر جدارية تشكّل تعليقاً قوياً وحسّياً على فشل الحكومة وصلابة الناس. الآن، يقدم جيسي زوفلْ كتابه NOLA RAIN: The New Orleans Banksy Story سرداً هو الأكثر شمولاً حتى الآن لهذه التدخُّل الأيقوني.

جيسي، الذي يعمل تحت اسم الشارع «بانكسي يكرهني»، يملك مؤهلات استثنائية لهذا المشروع. لأكثر من عقد، تولّى بحكم الأمر الواقع مهمة وصاية لوحة Umbrella Girl، فكان يبدّل الغلاف الواقي المصنوع من بلسيتك وينظف العبارات التخريبية والأذى الذي يلحق بالعمل. هذا الدور وضعه في موقع مثالي لتفكيك الشبكة المعقّدة من السرديات المحيطة بمغامرة بانكسي في لويزيانا.

الكتاب يَصدُر في توقيت مؤثر. كما شرحت في مقال الشهر الماضي، كان مصير هذه الأعمال مثيراً بقدر عملية إنشائها. من إنقاذ روني فريدريكس منتصف الليل لصورة الصبي على عوامة إلى ترميم شون كامينغز المركّب الذي استند إلى تقدمات كيميائية إيطالية، تليّنة حياة أعمال بانكسي في نيو أورلينز تبدو كقصة إثارة.

الغموض يتعمق

التفريق بين الحقيقة والأسطورة ليس بالأمر السهل دائماً، وبصراحة منعشة يعترف المؤلف مبكراً: «القصص التي ستقرأونها في هذا الكتاب غالباً ما هي سمعية. وبسبب الغموض الطبيعي لكل ما يتعلق ببانكسي، كان التحقق من أي شيء شبه مستحيل.» وما لا جدال فيه، طبعاً، هو حجم الدمار الذي أصاب المدينة. كانت منطقة اللوور نينث وارد، حيث ظهرت عدة قطع، من بين أكثر المناطق تضرراً بفيضانات الكاترينا، وأصبحت هذه الحيّز ذات الأغلبية الأفريقية رمزاً للتخلي الحكومي وفي الوقت نفسه للصمود المجتمعي. حي ترِيمِي، حيث عُثر على «الصبي مع البوق»، هو أحد أقدم أحياء الأمريكيين من أصل أفريقي ومهد الجاز؛ تفاصيل ثقافية تضيف ثِقَلًا رمزياً لمواقع بانكسي المختارة.

يقرأ  لا يستطيع الزوار مقاومة لمس هذه التحفة الفنية المصنوعة من الباذنجان

أكثر مما سواه، تشكل وصايته التي امتدت لعقد على Umbrella Girl النواة العاطفية للكتاب. تكشف مهامه اليومية—من تنظيف عبارات الجرافيتي إلى إزالة مخلفات بشرية من الغلاف الواقي—الواقع القاسي للحفاظ على فن الشارع. كان هذا الدور، كما يشير، رابطاً بينه وبين «مالكي الأراضي، والشرطة، والسياح، والمشردين، ومحبي الفن، والجيران، والأشخاص الفضوليين»؛ مقطع حقيقي من نسيج نيو أورلينز المجتمغ الذي يثري سرده.

كشف مهم

جيسي، مولود في بوفالو ويبلغ من العمر 54 عاماً، وقع في حب المدينة بسبب «هندستها المعمارية وجوها الفني» خلال زيارة عام 1999. في 2011 اشترى منزلاً في حي ماريني وبدأ يصنع أعمال استنسل مستوحاة من بانكسي. ظهر لقبه المستعار رغبةً في تمييز قطعه التذكارية عن التقليد المحتمل أو التزوير—نهج صريح ومنعش في ميدان غالباً ما يختلط فيه الطموح بالمستغلين.

كتاب جيسي مُحشَون بتفاصيل مثيرة واكتشافات ستشدّ متابعي بانكسي المتمرّسين. يحقق، على سبيل المثال، في الحكايات وراء ثلاث لوحات تصور أبراهام لينكولن قيل إن بانكسي أعطاها كإكرامية لمساعدين محليين، كما يستعرض القصة الغريبة لفان نقل اصطدم بالمبنى الذي يضم Umbrella Girl—ربما في محاولة لتقويض العمل الفني.

وبدرامية أكبر، يتتبع جيسي أثر قطعة «الصبي مع البوق» المفقودة طويلاً. بحسب تحقيقه، سافرا اثنان من جامعي الأعمال الفنية من نيويورك إلى نيو أورلينز عام 2008 خصيصاً لاقتناء قطعة لبانكسي. قيل إنهما نزعاه من ألواح الخشب الخارجية لمنزل في ترِيمِي ونقلاه إلى مانهاتن. عندما عثر جيسي على القطعة أخيراً في 2024، أصرّ المالكان على أن يُعصّب عينيه ويسلّم هاتفه قبل أن يراها.

كل هذه الدراما ترتبط بأسئلة أوسع عن الملكية والحفاظ على التراث الفني في فضاء عام يتصارع فيه الاعتبار الأدبي والقيمي مع المصالح الخاصة.

يقرأ  صراع نتنياهو وزامير حول عمليات غزة — رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يخرج فائزا في نظر الجمهور

أضف تعليق