استحوذ متحف الفن الحديث (موما) على لوحة أندرو وايث الشهيرة «عالم كريستينا» عام 1949، بعد سنة واحدة فقط من اكتمالها. لطالما اعتُبرت هذه اللوحة، على مدى عقود، من أكثر الأعمال الفنية تميُّزًا وشهرة وغموضًا في مجموعة المتحف، وهي الآن على وشك أن تُعرض مجددًا بعد مشروع حفظ مرموق وطويل الأمد كتب عنه آدم نيسي، المصوّر الرئيسي لمجموعات موما، بتفصيل دقيق في مجلة المتحف الإلكترونية.
اللوحة الصغيرة من نوع المشاهد اليومية، وهي مرسومة بألوان التمبرا على صفار البيض فوق غِسّو على لوح ماسونيت. عادة ما تُعرض في قاعة «تصوير أميركا» في الطابق الخامس، مُشاركةً المساحة مع صور لبرينيس أبوت وووكر إيفانز ولوحات لإدوارد هوبر وتشارلز شيلر. أُخرجت اللوحة من القاعة العام الماضي ضمن تناوب مخطط للأعمال، ما منح فرق الحفظ فرصة لفحصها عن قرب في المختبر لأول مرة منذ ما يقارب ثلاثة عقود. كانت أحدث الصور المتوافرة تعود إلى 1996 والتُقِطت على فيلم شريحة؛ ومع التقدّم الكبير في تقنيات التصوير خلال السنوات التالية، حرص فريق الحفظ في موما على دراسة ضربات الفرشاة والملمس السطحي وطبقات الطلاء بدقة أكبر في المختبر.
استُخدمت تقنيات تصويرية عدة، شملت التصوير عالي التكبير، والإضاءة الجانبية المكشوفة التي كشفت عن اختلافات ملمسية على السطح، بالإضافة إلى التصوير بالأشعة تحت الحمراء والتصوير الانعكاسي بالأشعة تحت الحمراء الذي أتاح للخبراء اكتشاف طبقات مرسومة «مخبأة» تحت السطح. واصفًا سير العمل، قال نيسي إن العملية كانت تكرارية: تساؤل من مختبر الحفظ كان يعيده إلى استوديو التصوير، ثم سؤال آخر من العلماء يقود إلى جولة تصوير بالأشعة تحت الحمراء — لقد كانت تبادلاً تكافليًا بين التصوير، والحفظ، والعلوم.
بفضل بعض الصور عالية الدقة، يرى نيسي وزملاؤه أن وايث أعاد تعديل أجزاء من «عالم كريستينا»، لا سيما حواف سقف المنزل، والمستودع، وخط الأفق، ما أثر مباشرة في «ثقلها العاطفي». تُظهر التصويرات الانعكاسية بتقنية الأشعة تحت الحمراء كيف غيّر وايث منظور اللوحة بعد أن طبّق طبقة الغِسّو، مما جعل المسافة بين كريستينا والمنزل البعيد تبدو أوسع، ومن ثم بدا داخل المشهد فراغ أكبر عزّز من إحساس العزلة لدى الشخصية. كما تمكن فريق الحفظ من دراسة التركيب الكيميائي للوحة؛ فقد وثق نيسي وزملاؤه وجود فقاعات دقيقة ضمن طبقة الصبغة العليا، ناجمة عن كمية الماء التي أضافها وايث إلى صفار البيض عند خلطه ألوانه.
«عالم كريستينا» — التي وُصفت بأنها «بما يعادل رواج لوحة الموناليزا في متحف اللوفر» — ستعود قريبًا إلى صالات عرض المجموعة بالمتحف. سيستمر الزوار في التوقف أمام المشهد الريفي لولاية مين، متعجبين من دقة ضربات الفرشاة عند وايث ومتسائلين عما الذي يختبئ وراء نظرة المرأة متغيرة العمر، التي تحدق بشوق نحو ذلك المنزل الخشبي البعيد.