أنشودةٌ لِلويس دود

أبحث عنه في ضياء النهار الدافئ، وفي ظلال القمر الباردة؛ أفتّشه بين أشواك الخرفيش المتنسّكة، وأقحوانات برتقالية مبتهجة، وزهورٍ خجولة ترتدّ عند اللمس.

أسأل عمّال المحاجر، وأجوب حظائر القرية، وأنسحب إلى أعماق الغابة. وعندما يخونني كل ذلك، أعود إلى الداخل وأنتظر.

أنتظره في سكون ممرٍ فارغ؛ أنتظره أن يعبر الباب الخلفي، أن يمر بجانب النافذة، أو أن يطلّ في المرآة. أنتظره أن ينبثق من خارج الزمن والنور والشوق — لكنه لا يأتِ.

أغتاظ. أُرْسِل عصاباتٍ من المشاكسين المقنعين ليصطادوه بين أشجار التفاح النحيلة، وليقلبوا المشتبهين وراء حبال الغسيل. آمُرهم بمعاقبة كل من يتباهى بفشلي.

أبحث وأبحث بلا كلل؛ وكلما عكفتُ على البحث أضحت المسافة بيني وبينه أعظم.

ثم، أخيراً، ألحظ طرفَه: يصلُني كتاب أحادي عن الرسامة الأميركية لويس دود. أثناء تقليب صفحاته، أمام مناظر ريفية باقية ومشاهد داخلية هادئة، أحسُّ الاقتراب. تلك السكيننة، تلك السكيننة المنتظَرة: راحة البال التي طال انتظارها.

لويس دود، «إشيناسيا وأقحوان برتقالي» (2006) © لويس دود
لويس دود، «غابة صباحية كبيرة» (1978) © لويس دود
لويس دود، «شمس في الممر» (1978) © لويس دود

كتاب «لويس دود: تأطير الزائل» يُرافق معرض الفنانة في متحف كونستموزيوم دين هاغ في لاهاي، هولندا، حتى 6 أبريل 2026؛ وهو أول استرجاع رئيسي لأعمالها في أوروبا عن عمرٍ يناهز ثمانيةً وتسعين عاماً. سينشر الكتاب عن دار هانيبال للنشر في الحادي عشر من نوفمبر، ومتوافر للطلب المسبق عبر الإنترنت ومن خلال الباعة المستقلين.

يقرأ  مهرجان نيويورك السينمائي يغوص في المشهد الفني

أضف تعليق