أوكرانيا تطالب بتسليم عالم آثار متهم بالحفر غير القانوني

طالبت أوكرانيا بتسليم عالم آثار احتُجز في وارسو أوائل هذا الشهر، للاشتباه في قيامه بحفريات غير قانونية في شبه جزيرة القرم الخاضعة للسيطرة الروسية، وفق ما نقلته وسائل الإعلام البولندية.

تلقّى مكتب مدّعي منطقة وارسو طلبَ التسليم المقدم من السلطات في كييف بشأن أوليكساندر بوتياغين، بعد توقيفه في بولندا في الرابع من ديسمبر.

بوتياغين (52 عاماً) يعمل في متحف الهيرميتاج الحكومي في سانت بطرسبرغ، ويقود قسم علم الآثار المختص بمنطقة البحر الأسود الشمالي التي تشمل القرم. اعتقلته السلطات البولندية في وارسو أثناء قيامه بجولة محاضرات في أوروبا كانت من المقرر أن تنتهي في بلغراد. وأبقت عليه محكمة بولندية الحتجاز حتى 13 يناير أثناء سير إجراءات التسليم.

مقالات ذات صلة

في نوفمبر اتهمت نيابة أوكرانيا العامة بوتياغين بإجراء حفريات غير مشروعة في المدينة القديمة ميرميكيون بمنطقة كيرتش في القرم بين 2014 و2019 من دون تصاريح من السلطات الأوكرانية، ما أسفر، بحسب الادعاءات، عن أضرار كبيرة بالموقع. وقالت خدمة الأمن الأوكرانية (SBU) في بيان إن فريق بوتياغين كان يزيل «الطبقة الثقافية لما يُسمّى شبه الجزيرة الأوكرانية إلى عمق يقارب المترين»، نقلاً عن يورونيوز. وقد قدّرت السلطات كلفة الإصلاحات بأكثر من 200 مليون هريفنا (نحو 4.75 مليون دولار).

إذا منحت المحكمة البولندية موافقتها على تسليم بوتياغين إلى أوكرانيا وأدين هناك، فقد يواجه حكماً يتراوح بين سنة وعشر سنوات سجناً.

وصف دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الحكومة الروسية، احتجازه بأنه «تعسف قانوني»، بينما وصف زملاء له في أكاديمية العلوم الروسية الاعتقال بأنه «سخيف في دوافعه». وأكد متحف الهيرميتاج في بيان أن بوتياغين التزم بالمعايير الدولية أثناء البعثات الأثرية.

يشرف بوتياغين على عمليات التنقيب في ميرميكيون منذ عام 1999؛ وهي مستوطنة يونانية قديمة أسست مطلع القرن السادس قبل الميلاد قرب كيرتش الحالية، وتعد واحدة من مواقع التراث العديدة العالقة في الجدل القانوني والأخلاقي المستمر بشأن ضمّ روسيا للقرم عام 2014 والغزو اللاحق لأوكرانيا.

يقرأ  القطع الأثرية تكشف فترة حكم فرعونٍ مصري

في مايو فرض الاتحاد الأوروبي لأول مرة عقوبات على متحف روسي بسبب أنشطته في القرم؛ متحف‑محافظة «تورايك تشيرسونيس» الواقع على أطراف سيفاستوبول في القرم ومديرته إلينا موروزوفا خضعا لعقوبات بتهمة «تقويض أو تهديد السلامة الترابية وسيادة واستقلال أوكرانيا».

وجاءت هذه العقوبات بعد طلب من مجموعة من خبراء الفن الذين دعوا المجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، وهي منظمة غير حكومية تضع معايير المهنة للمتاحف المشاركة، إلى طرد روسيا لتجاوزها مدونة أخلاقيات المنظمة.

وفي العام الماضي اتهمت أوكرانيا روسيا بتحويل تورايك تشيرسونيس، وهو موقع تراث عالمي لدى اليونسكو منذ 2013، إلى «منتزه تاريخي وآثاري» ودعت الأمم المتحدة إلى التدخل. يعُود أصل الموقع إلى مدينة يونانية أسست في القرن الخامس قبل الميلاد على السواحل الشمالية للبحر الأسود. ولا تعترف أوكرانيا وحلفاؤها بسيادة روسيا على القرم، الذي يُعد ممراً حيوياً إلى شرق البحر المتوسط، وقد سعوا منذ الضم لاستعادته.

وفي نوفمبر أثار متحف ألارد بيرسون التاريخي في أمستردام جدلاً طفيفاً عندما أعاد 400 قطعة أثرية، من بينها ذهب السكيثيين الثمين، إلى متحف في كييف. كانت المجموعة مُعارة إلى أمستردام من أربعة متاحف في القرم قبل الضم، وبعد الحادث طالبت كل من أوكرانيا والجهات المعنية في القرم بإعادة القطع.

«كانت حالة خاصة شهدت فيها التراث الثقافي ضحية لتطورات جيوسياسية»، قالت إلس فان دير بلاس، مديرة متحف أمستردام، في بيان.

أضف تعليق