في وقت سابق من هذا العام، وجدت مجموعة من ألمع رسامي الكاريكاتير السياسي في بريطانيا أنفسهم مُلغَين؛ سُحِب معرضهم «رخصة الإساءة» على يد مكان احتفى به المضيفون بدعوى الخشية من «إثارة السخط». المفارقة؟ السخط هو الغاية. تبع ذلك نزاع وطني واسع حول حرية التعبير والرقابة وما إذا كانت السخرية لها موضع في ثقافة باتت أكثر حذراً. العناوين احتدمت: «منع معرض الكاريكاتير» و«اندلاع جدل حول حرية التعبير». في لمح البصر تحوّل معرض متخصص إلى بؤرة لصراع حول الحرية الإبداعية.
الآن عاد المعرض — وبقوة. من 16 سبتمبر حتى 4 أكتوبر 2025، يستولي «رخصة الإساءة» على كولوني روم غرين في سوحو، إعادة تخييل جريئة لنادي كولوني روم الأسطوري، ذلك الملتقى الذي احتضن فرانشيس بيكون، لوسيان فرويد وأشهر المنبوذين في لندن.
بإشراف الفنان والعضو السابق في النادي دارِن كوفيلد، يمزق المعرض رسوماً سياسية من صفحات الغارديان، التايمز، التليغراف وبرايفت آي ويلصقها على جدران الصالة. هذا ليس تعليقاً مهذباً؛ إنه مواجهة مصوّرة. استدعاء لقائمة من أجرأ رسامي بريطانيا — من باتريك بلوور ونيكولا جينينغز إلى مارتن روزون ومورتن مورلاند — كلهم يصطفّون ليرموا سهام السخرية في وجه السلطة. كل رسمة بلا اعتذار، وكل خط بمثابة تحدٍّ للمؤسسة. السياسيون من كل الاتجاهات مُسخرون؛ المؤسسات تُنقَّب دون رحمة. لا موضوع مقدّس، ولا سلطة تُترك بمعزل.
السباحة الحرة آمنة © غاي فينابلز
بابا السمرَف مستاء © كليف جودارد
اختيار المكان لم يكن مصادفة. كان يُقال عن كولوني روم إنه «أحد أكثر الأماكن سوءاً في بريطانيا»، لكنه في الوقت نفسه كان قلب لندن البوهيمي النابض. جدرانه شهدت بلا ريب عقوداً من المعارضة، المشادات السكرية، والابتكار الراديكالي. الآن يُعيد كولوني روم غرين خلق تلك الروح: جدران مطلية بالأخضر، ممنوع حمل الهواتف، وقواعد تُردد وصية مؤسسته موريال بيلتشر: لا تكن مملاً. إنه الخلفية المثالية لعرض يزدهر على الاستفزاز.
الإلغاء زاد الرسالة قوة ومنحها ترويجاً عالمياً بالمجان. بمحاولتهم إسكات رسامي الكاريكاتير برهن أصحاب السلطة لماذا لا يزال شرُكهم ضرورة. كما يقول كوفيلد، «رخصة الإساءة ليست مجرد فن؛ إنها مقاومة». «لطالما ازدهر الكاريكاتير بالغضب، بالفكاهة الحادّة، وبالحق في العضّ». هذا العرض يحتفل بتلك الروح الراديكالية. توقع الضحك، والشعور بعدم الارتياح، وتذكيراً صارخاً بسبب أهمية السخرية.
حروب التجارة © إنغرام بين