إغلاق كبرى المتاحف الفرنسية على خلفية إضرابات عمالية

تُغلَق اليوم، 10 سبتمبر، عدّة متاحف ومعالم ثقافية في فرنسا—بما في ذلك متحف اللوفر ومتحف أورسي وميدان قوس النصر—كليّاً أو جزئياً أمام الجمهور، إثر إضرابٍ عامّ ينظّم على مستوى البلاد احتجاجاً على اقتراحات حكومية لخفض الإنفاق العام.

تأتي خطوات الاحتجاج هذه بعد انهيار الحكومة الفرنسية في مستهلّ الأسبوع، حين خسِر رئيس الوزراء فرانسوا بايرو تصويت الثقة في البرلمان واستقال لاحقاً. في يوليو، اقترح بايرو خطة مثيرة للجدل لخفض العجز المالي الضخم بنحو 44 مليار يورو (نحو 51.46 مليار دولار) عبر إجراءات تقشفية تشمل إلغاء يومي عطلة رسميين وتجميد معاشات التقاعد ومعونات الرعاية الاجتماعية عند مستويات 2025 بدل الزيادة الاعتيادية لمواكبة تكلفة المعيشة. هو بذلك يعتبر رابع رئيس وزراء يُطيح به في أقلّ من سنتين.

على امتداد فرنسا، شارك عمال من قطاعات عدّة—من الثقافة إلى النقل—في تظاهراتٍ حاشدة اليوم ضمن حركة متنامية عُرفت باسم “لنقفل كل شيء” (Bloquons Tout)، التي تسعى إلى إعاقة عمل الاقتصاد كأداة ضغط ضدّ إجراءات التقشّف المقترحة.

نقابة الفنّ والتصميم SNAPcgt دعت عبر منشور على إنستغرام المصمّمين والغرافيكيين والفنّانين والرسّامين إلى المساهمة بصورهم في دعم الحركة، ووصفت سياسات الحكومة بأنها “متطرّفة ومبالغٌ فيها” وتعمل على تقويض الحقوق، وتطييح بالبيئة، وإثراء الأغنياء، وتمهيد الطريق لليمين المتطرّف.

ردّاً على الإضراب، أغلقت مؤسسات ثقافية كبرى أبوابها أو قلّصت من استقبالها للزوار. أعلن متحف اللوفر أن بعض قاعاته أُغلقت استثنائياً بسبب الحركة الاجتماعية، وأُغلق متحف يوجين دلّاكروix (متحف الرسّام ومقرّه السابق) إغلاقاً كاملاً. كما أغلق متحف الفنّ الحديث في باريس أبوابه اليوم، وأشار متحف أورسي بالأمس إلى عدم قدرته على “ضمان الفتح الكلّي أو الجزئي” نتيجة الإضرابات. وأبلغ متحف الفنون الجميلة في ليون وسائل الإعلام بأن بعض أجنحته ستبقى مقفلة.

يقرأ  كيف تكشَّفَ الهجومُ المزدوجُ على مستشفى ناصر في غزة

طال الإضراب كذلك عدد من النُصُب التاريخية والمواقع الأثرية، التي تحوّلت بعضٌ منها إلى نقاط تجمع للمحتجّين مثل نافورة النخلة وساحة الجمهورية. أعلن قوس النصر إقفاله وتعهد باسترداد قيمة التذاكر المشتراة إلكترونياً. وعلى الرغم من بقاء قصر فرساي وحدائقه وحديقته العامة مفتوحة، فقد أعلن قصر تريانون وحدائقه عن إغلاقها.

المشهد الراهن يعبّر عن تصاعد الاحتقان الاجتماعي والسياسي في فرنسا، حيث تتقاطع مطالب العمال والقطاع الثقافي مع مخاوفٍ أوسع من سياسات تقشّف قد تغيّر من منظومة الضمانات الاجتماعية والحقوق المكتسبة عبر عقود، ويبدو أن أياماً حاسمة تنتظر الساحة السياسية والاقتصادية في البلاد.

أضف تعليق