إغلاق معرض في مدرسة بكاليفورنيا بعد تعديل أعمال فنية وُصفت بأنها «سياسية»

لوس أنجلوس — أغلقت جامعة مسيحية خاصة في ماليبو معرضاً قبل موعده بستة أشهر، بعدما طلب ما لا يقل عن اثني عشر فناناً سحب أعمالهم من العرض إثر قيام إدارة الجامعة بإزالة أو تعديل أعمال اعتبرتها «سياسية». جاء ذلك في ظل هجمات فيدرالية متزايدة على منظمات غير ربحية اعتبرتها سياسات إدارة ترامب مخالفة لأيديولوجياتها.

حمل المعرض عنوان «أمسك يدي بيدك» في متحف فريدريك آر. وايزمان للفن بجامعة بيبردين، وعرض مجموعة من الأعمال التي تتمحور حول اليدين كرموز للعمل والهوية والرعاية والاتصال. قامت بتنسيق المعرض أندريا غيورودي، مديرة متحف وايزمان، وافتتح المعرض في السادس من سبتمبر وكان مقرراً أن يستمر حتى التاسع والعشرين من مارس. يوم الأربعاء، الأول من أكتوبر، أبلغت غيورودي الفنانة إلانا مانّ بأن فيديوها «نداء إلى السلاح 2015–2025» (2025) قد أوقف بطلب من الجامعة.

يسجل فيديو مانّ عروضاً وتفعيلات تتضمن سلسلة من الآلات النحتية التي صنعتها الفنانة من قالب ذراع؛ وبعض هذه القطع كانت جزءاً من المعرض. هذه الأجسام تأخذ شكل يد مغلّفة ذات فتحة في أحد الطرفين تشبه المكبر، وجزء يشبه بوقاً في الطرف الآخر. يوثق الفيديو «عقداً من التعاون، أصوات فوضوية واستماع جماعي»، كما تشير بطاقة عنوان العمل؛ وقد جرت معظم هذه الأداءات داخل مؤسسات فنية، لكن أحد المشاهد في الفيديو يظهر مشاركة من مسيرة الأول من مايو 2017 في لوس أنجلوس، حيث استخدم المشاركون بوق مانّ لهتافات مثل «لا عدالة، لا سلام»، «قولوها بصوت عالٍ وواضح، المهاجرون مرحب بهم هنا»، و«No aceptaremos una América racista» — «لن نقبل امريكا عنصرية». ترافق مقاطع الفيديو عناوين فرعية توفّر سياقاً تاريخياً، بالإشارة إلى تبعات انتخابات 2016، وقرار إلغاء حكم رو ضد وايد، وما وصفته بـ«صيف الحسابات العرقية».

يقرأ  روبرت لونجو لا يرقى إلى مستوى اللحظة في المعرض الضخم لغاليري بايس

أثارت الإدارة أيضاً ملاحظة على قطعة تطريز كتبت عليها «أنقذوا الأطفال» و«ألغوا مصلحة الهجرة والجمارك» (Abolish ICE)، وهي جزء من العمل الجماعي الكبير «Con Nuestros Manos Construimos Deidades (بأيدينا نبني الآلهة)» (2023) لمجموعة Art Made Between Opposite Sides (AMBOS). بحسب ناتالي غودينيز، المديرة التنفيذية لـAMBOS، قام المسؤولون بتدوير قطعة القماش بحيث اختفى النص وأزالوا لافتة كانت تدعو الزوار للمس العمل.

نشأت تلك القطعة عن سلسلة ورش عمل تناولت قضايا الهجرة عبر الحدود أقامتها AMBOS في تيخوانا وسان دييغو ولوس أنجلوس. اشترك أكثر من 240 مشاركاً في صنع قوالب لأيديهم وخياطوا رقعاً تحمل رسائل حماية شبيهة بما يعرف بالـscapulars المسيّسة. تقول غودينيز لموقع Hyperallergic إن الفكرة كانت «صنع شيء مشترك عبر الحدود، يسمح لك بلمس يد الشخص على الجانب الآخر من الحدود. عبر رقع العمل ومنعه من التفاعل، تُضعف الرسالة».

رداً على إجراءات الجامعة، طلبت مانّ وAMBOS سحب أعمالهما من المعرض. وأخبر كلاهما موقع Hyperallergic أن إدارة بيبردين لم تشرح قرارها. وفي ردّها على استفسار الموقع، قال ممثل الجامعة إن السبب يرجع للمحتوى السياسي للأعمال. قال مايكل فريل، المدير الأول للاتصالات والعلاقات العامة في بيبردين: «بما أن الممارسة المعتمدة لجامعة بيبردين مع متحف وايزمان هي تجنب المحتوى السياسي الصريح تماشياً مع وضع الجامعة كمنظمة غير ربحية، فقد أزالت هاتين القطعتين من العرض».

على صعيد واسع، كثف الرئيس ترامب والحزب الجمهوري في الأسابيع الأخيرة الضغط على القطاع غير الربحي. ففي 25 سبتمبر وقع ترامب مذكّرة بعنوان «مواجهة الإرهاب المحلي والعنف السياسي المنظم»، التي توجه الوكالات الفيدرالية لمقاضاة المنظمات غير الربحية «المشاركة في أعمال عنف سياسي». حذّرت مجموعات ناشطة من أن صياغة المذكرة الفضفاضة تمنح الحكومة سلطة إسكات المعارضة وقمع وجهات النظر المخالفة.

يقرأ  وولمارت تسحب جمبريًا يُشتبه في كونه مشعًا بعد تحذير الجمهور من تناوله

خلال الأسبوع الماضي، طلب عدد من الفنانين المشاركين في المعرض أيضاً إزالة أعمالهم أو تغطيتها تضامناً مع مانّ وAMBOS واحتجاجاً على إجراءات الجامعة. تقول الفنانة كارا ليفين، المشاركة في «أمسك يدي بيدك»، لموقع Hyperallergic: «عمل إلانا يبدو لي دعوة للمساواة — يتعلق بحق حرية التعبير، وحق الاحتجاج، وحق ألا تُسكت. لا أراه مجادلة لصالح أو ضد موقف سياسي معيّن… إنه يطالب بقيمة حرية الخطاب السياسي نفسها».

وفي رسالة إلى غيورودي طالبت فيها بسحب عملها، كتبت الفنانة كارمن أرجوت أن «رقابة عمل إلانا مانّ والرقابة على العمل الجماعي لـAMBOS تشكّل خسارة للطلاب ولمجتمع الفن، وتشير إلى أن الصالة، في ظل هذه الظروف، لم تعد قادرة على أداء وظيفتها كمكان للفن». وأضافت الفنانة ستيفاني سيجوكو، التي طلبت سحب فيديوها «حجب الشمس» (2021): «إزالة أو رقابة أو تعديل الأعمال الفنية في ظل ظروف غامضة أمر مقلق، ولا يبشر بخير بالنسبة لحالة التعبير الإبداعي، لا سيما في سياق جامعي يفترض أن يعزز التعليم والتعلّم». أحتاج إلى النص الأصلي لأتمكّن من إعادة صياغته وترجمته إلى العربية بمستوى C2. من فضلك ألصق النص هنا.

أضف تعليق