إلغاء زيارة المتحف المتنقّل «تاريخ السود 101» في جامعة ولاية تكساس

ألغت جامعة ولاية تكساس (Texas State University) دعوة متحف «تاريخ السود 101» المتنقّل لزيارة أحد حرمها خلال شهر تاريخ السود المقرّر في فبراير 2026، ما استدعى اعتراضاً دستورياً من فرع تكساس للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية وفق تقرير صادر عن صحيفة الجامعة الطلابية University Star.

في رسالة موجّهة إلى رئيس الجامعة كيلي دامفوس، أشارت منظمة الاتحاد إلى قانون صدر عن مجلس الشيوخ عام 2023 يحظر برامج التنوّع والعدالة والشمول في الجامعات العامة بتكساس، وإلى «المناخ الراهن في ولايتنا» بالإضافة إلى «بعض الموضوعات التي يطرحها المتحف» كأسباب أدت إلى سحب الدعوة من مؤسِّس المتحف خالد الحاكم.

يستعرض خطّ زمني في مراسلات الاتحاد: في 13 أكتوبر 2025، دعا مدير أنشطة الحرم د. الحاكم لإحضار المتحف المتنقّل إلى الحرم في فبراير 2026، فقبل الدعوة وشرع على مدى أسبوعين بتنسيق التفاصيل مع الجامعة. لكن في 28 أكتوبر، ألغت ذات المسؤولة الحادث بعد استشارة «المشرفين وفريق القيادة»، وأبلغت بقرار الإلغاء عبر رسالة إلكترونية.

من جهته، قال جيمي بلاشك، مساعد مدير مكتب العلاقات الإعلامية في تكساس ستايت، إن إشعار الإلغاء الموجّه للحاكم لم يذكر صراحة حظر برامج التنوّع والعدالة والشمول على مستوى الولاية، لكنه لم يقدّم تفسيراً مفصّلاً لسبب القرار.

وأضاف بلاشك في رسالة اطلعت عليها صحيفة الجامعة أن الجامعة تخطط لسلسلة فعاليات وأنشطة للاحتفال بشهر تاريخ السود 2026، وأن عملية التخطيط كانت نتيجة تعاون بين جهات جامعية متعدّدة لوضع جداول للحرمين في سان ماركوس وروند روك. وبيّن أن قرار عدم إدراج متحف «تاريخ السود 101» اتّخِذ على مستوى القسم كجزء من عملية التخطيط تلك، مع إشارة إلى احتمال توجيه دعوة مستقبلية للمتحف دون تفاصيل إضافية.

منذ انطلاقه قبل نحو ثلاثين عاماً، يجوب متحف «تاريخ السود 101» البلاد حاملاً آلاف القطع الثقافية التي جمعها الحاكم، والتي تمتد عبر قرون من تاريخ الولايات المتحدة: من تجارة العبيد عابرة الأطلسي مروراً بعصر الحقوق المدنية وحتى حاضرنا. ويقدم المتحف «ملاقات مادية» مع قطع تتراوح بين أغطية تنظيم كو كلوكس كلان الأصلية ومواد صحفية لحركة الفهود السود وقطع تتعلق بثقافة الهيب هوب إلى لافتات احتجاجية تعكس كفاحات متعاقبة من أجل الحقوق المدنية. وقد زار المتحف أكثر من ألف مؤسسة في 43 ولاية بهدف إتاحة «مساحة آمنة للنقاشات الصريحة والصادقة حول العرق والعدالة الاجتماعية».

يقرأ  رافائيل سيلفيرايصهر الأفكار والذكريات في لوحات

واعتبرت منظمة الاتحاد في رسالتها أن «إلغاء هذا الحدث لأسباب تتعلق بمنظورٍ فكريّ لا ينتهك دستور التعديل الأوّل فحسب، بل يكمّم حرية التعبير داخل الحرم الجامعي بما يضرّ طلاب تكساس ستايت وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والزوار».

وتتصاعد تأثيرات حكومة ولاية تكساس على ميادين الفن والتعليم في السنوات الأخيرة. ففي أبريل، وبعد مصادرة صور للمصوّرة سالي مان في معرض جماعي بمتحف الفن الحديث في فورت وورث وصُنِفت على أنها «مواد إباحية»، طرحت السلطات التشريعية مشروع قانون يتضمّن عقوبات مدنية قد تصل إلى 500,000 دولار على أي متحف يعرض «مواد فاحشة أو ضارة معيّنة». وتعرّف نحو نصوص قانون العقوبات في تكساس «الفظاعة» على أنها أي عرض أو مادة تصور أفعالاً جنسية من دون قيمة أدبية أو فنية أو سياسية أو علمية — وهي تعريفات أثارت جدلاً واسعاً حول حدود الحرية الفنية والأكاديمية.

أضف تعليق