اختيار توان أندرو نغوين لتنفيذ العمل المقبل على منصة الهاي لاين

أعلنت مؤسسة High Line عن اختيار الفنان توان أندرو نغوين لتقديم العمل القادم على قاعدة العرض (Plinth)، المقرر افتتاحه في الربيع المقبل.

حمل المشروع عنوان “النور الذي يشع عبر الكون” (The Light That Shines Through the Universe)، وسيقدّم نغوين إعادة تركيب لإحدى تماثيل بوذا باميان اللتين كانتا قائمتين على جرف في وسط أفغانستان. يعود تاريخ تلك التماثيل إلى القرن السادس للميلاد، وغالباً ما تُعتبر رمزاً لتلاقح الثقافات على طول طريق الحرير.

فقدت يد التمثالين قبل قرون في سياقات من التماثيلِية (iconoclasm)، ثم دُمرت التماثيل بالكامل على يد طالبان في مارس 2001 — قبل 25 عاماً تقريباً من موعد عرض العمل. وما تبقّى اليوم من تلك التماثيل جُوفُ الأماكن التي كانت تقف فيها، والتي صُنّفت كموقع تراث عالمي لدى اليونسكو.

لن يكون نغوين مُقلّداً حرفياً للتمثال، بل سيقدّم “صدى” يهدف إلى استدعاء ذاكرة هذه الكنوز الثقافية المفقودة، وفق بيان المنظمين. وسيُعوّض الأيادي المفقودة بقطع مصنوعة من قذائف مدفعية مصهورة من النحاس الأصفر. يبلغ ارتفاع التمثال الرملي نحو 27 قدماً، أما اسمه فمأخوذ من اللقب المحلي لتماثيل باميان: “سالسال” (Salsal)، الذي يُترجم إلى «النور الذي يشع عبر الكوون».

قالت سيسيليا أليماني، مديرة وقَيِّمَةُ High Line Art، في بيان إن عمل توان أندرو نغوين “النور الذي يشع عبر الكون” يمثل نصباً تذكاريّاً في وقته للمساحة العامة. وأضافت أنه يقف اليوم كمنقوشٍ قوي وشاعري في وجه التطرف ومحاولات تحطيم الصور والرموز التي نشهدها حول العالم. ومن خلال إحياء ذاكرة تماثيل باميان المفقودة، يذكّرنا العمل بأن الكنوز الثقافية — والتاريخ المشترك — قادرة على تجاوز التعطيل المادي.

يقيم نغوين في مدينة هو تشي مينه بفيتنام، وهو معروف بممارسة فنية تمتد بين النحت والفيديو. تتناول أعماله عادة الذاكرة الثقافية والفقدان، لا سيما في سياق الشعوب والمناطق المتأثرة بالحرب، وبصفة خاصة في فيتنام. وتميل أعماله السينمائية إلى المزج بين الحقيقة والخيال لإعادة توجيه النظر إلى تاريخٍ سائد وإعادة فحص إرث الاستعمار.

يقرأ  مشروع بقيمة ١٥٫٥ مليون دولار أمريكي يكشف مستوطنة من العصر الحجري على قاع البحر قرب الدنمارك

أما عمله الأخير The Unburied Sounds of a Troubled Horizon (2022) — أو “الأصوات غير المدفونة لأفق مضطرب” — فيعالج اهتمامات مماثلة لتلك التي يطرحها مشروع النور. ويتتبع الفيلم أمّاً وابنتها اللتين تُديران ورشة لبيع الخردة على الساحل الشمالي الأوسط لفيتنام، وتعتمدان على جمع الذخائر غير المنفجرة (UXO) التي لا تزال تلوّث المنطقة. تبتكر الابنة نغويت (Nguyet) هياكل متحركة تشبه أعمال ألكسندر كالدر، وقد صنع نغوين، ضمن مجموعة أعماله، عدداً من هذه الموبيلات المستوحاة من كالدر باستخدام ذخائر غير منفجرة وقذائف مدفعية مُذابة.

وصف آلان فان كابيل، المدير التنفيذي لمنظمة Friends of the High Line، هذا التمثال بأنه نداء شاهق للذكرى يبلغ ارتفاعه 27 قدماً، يؤكد أن ذاكرتنا الجماعية وإنسانيتنا المشتركة تظلان أقوى الدواء ضد من يسعون إلى تفتّت الروح البشرية. وأضاف أن ما حلّ بتماثيل باميان ليس حالة فريدة، وأنه يرنّ صداها لدى كثيرين داخل هذا البلد اليوم الذين يواجهون خوفاً حقيقياً من المحو والاضطهاد الثقافي. وختم قائلاً إن عملاً بهذه الضخامة يحتاج إلى منصة تضاهيها، معبّراً عن أمله أن يوفّر عرض العمل على القاعدة للناس مكاناً قوياً للالتقاء واستجماع القوى في هذه اللحظة.

أضف تعليق