استشهاد فنان أوكراني خلال معركة ضد القوات الروسية

ديفيد تشيتكان، فنان معروف في أوكرانيا بأعماله السياسية الصريحة التي تعرَّضت أحيانًا للرقابة، توفي عن عمرٍ يناهز 39 عاماً. قالت وزراة الثقافة الأوكرانية إن قلبه توقف بعد أن جُرح أثناء القتال ضد القوات الروسية.

تصدر تشيتكان عناوين الصحف في أوكرانيا بمناسبات عدة لعرضه معارض من خلال مبادرة بحثية أسّسها عام 2014 باسم “نادي التحرّريين للدياlektics تحت الأرض” (Libertarian Club of Underground Dialectics). ركّزت المبادرة إنتاجها الفني على الأيديولوجيا اليمينية وجهود مواجهتها.

في عام 2017 في كييف أقام تشيتكان معرضًا عن ثورة ميدان 2013–2014 التي شارك فيها، والتي كانت احتجاجًا ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي قراره عدم توقيع اتفاقية تجارة مع الاتحاد الأوروبي قرب أوكرانيا أكثر إلى موسكو. انتهت الثورة في نهاية المطاف بإطاحة يانوكوفيتش.

مقالات ذات صلة

عندما افتُتح معرض تشيتكان، شنَّ مدوّنون هجومًا حادًّا عليه وحرّضوا في النهاية على اعتداءات فعلية: اقتحم ملثمون المعرض وتلفت معظم الأعمال تقريبًا. قال تشيتكان آنذاك: «يجادل كثيرون بأن من دمر المعرض لم يكونوا نازيين جدد، بل عملاء للكرملين. لكن معرضي يتناول جزئيًا حقيقة أن النازيين الجدد يعملون لصالح الكرملين. هذا التناقض سهل الاستهانة به».

كان يميل إلى الإدلاء بتصريحات جريئة من هذا النوع، من دون أن تظهر عليه مخاوف تُذكر أمام القوى القمعية. كونه أناركيًا معلنًا واشتراكيًا شيوعيًا، ظل ناشطًا سياسيًا طوال مسيرته المهنية.

ولد في كييف عام 1986 في عائلة فنية؛ أنتج لوحات مخصّصة للمعارض وملصقات مخصّصة للتداول في شوارع المدينة. تناولت أعماله كثيرًا الثقافة الأوكرانية، مستعيرًا من عناصرها ثمّ يقلبها على نحو نقدي.

في سلسلةٍ عُرفت باسم «هريفنيا بديلة» (Alternative Hryvnias) التي بدأها في 2021، أعاد تشيتكان إنتاج فئات من العملة الأوكرانية الحقيقية التي تظهر عليها شخصيات مثل الروائي إيفان فرانكو والكاتبة ليسيا أوكرينكا. لكن نسخته من الأوراق النقدية احتوت أيضًا شخصيات لا تظهر على الهريفنيا الحقيقية، من بينها ميخايلو دراهومانوف، الاقتصادي في القرن التاسع عشر الذي أثّرت نظرياته الاشتراكية في دستور أوكرانيا لعام 1991.

يقرأ  من الريشة إلى الشاشةتطور ملصقات الأفلام المرسومة يدوياً في غانا

سلسلة أخرى (2020–2022) جاءت في شكل أكاليل تستخدم لوني العلم الأوكراني الأصفر والأزرق. بعنوان «شرائط ومثلثات»، تضمنت السلسلة أيضًا ثلاثة ألوان أخرى اختارها تشيتكان: «الأسود يقابل فكرة اللاسلطوية واللامركزية؛ البنفسجي يرمز إلى النسوية والتقدّم الثقافي؛ والأحمر يشير إلى المساواة الاجتماعية والديمقراطية المباشرة»، حسب متحف M HKA في أنتفيرب الذي يملك قطعًا من السلسلة.

وحتى العام الماضي واصل تشيتكان مواجهة معارضة داخل أوكرانيا. في 2024 ألغى متحف أوديسا الوطني للفنون عرضه الفردي بعد اتهامات بأنه قد شوّه التاريخ العسكري الأوكراني في أعمال سابقة. ردّ تشيتكان على ذلك في تصريح لقناة “سوسبلنه” قائلاً: «أنا حامل لوجهات نظرٍ يسارية مناهضة للسلطوية. وبالمقابل يحاول من يعتنقون وجهات نظر يمينية سلطوية تعطيل عملي؛ ولهذا يسيئون تفسير نتاجي عمداً».

ووفقًا لصحيفة Kyiv Independent، حاول تشيتكان الانضمام إلى القوات المسلحة الأوكرانية في 2022، العام الذي غزت فيه روسيا أوكرانيا، لكنه لم يتمكن لأسباب صحية. وفي 2024 نجح أخيراً في الالتحاق واختار دورَ عامل مدافع الهاون.

ربما بدا للبعض غريبًا أن يلتحق أناركي بالقوات المسلحة، غير أن تشيتكان بدا يرى قراره توجّهًا متسقًا مع مواقفه المناهضة للسلطوية. نشر على إنستغرام مائيّات تُصوّر جنودًا آخرين وصفهم بأنهم مناوِئون للسلطوية. تظهر لوحة واحدة جنودًا يلوحون بعلم الأناركية؛ ونوّه تشيتكان إلى أن هذه النظرة جزئية تمثل نحو 10% فقط من الجنود المناهضين للسلطوية الذين التقاهم، وأضاف: «سأرسم يومًا ما كلّ الـ100%».