اعتدنا على تنافس السلاسل البريطانية الكبرى في صناعة أرقّ وأشدّ الإعلانات الميلادية تأثيرًا كل عام، لكن كيّرا وكونستانتين من استوديو Passion Pictures قد تفوقا هذه المرّة بإعلان لهما لصالح السوبرماركت السويسري ميغروس. الإعلان، الذي يحمل عنوان “بابا”، يروي قصة قزم صغير اسمه فاين وعائلته — قصة تلامس الحناجر والقلب بلا رتوش.
فاين صار معروفًا لدى الجمهور السويسري وتحول إلى تقليد سنوي لدى المخرجة كيّرا بوشور وكونستانتين بايبلو. في هذا الفصل من السلسلة، تشكل أجواء الاحتفال الميلادي خلفيةً لموضوعات العائلة، مرّ الزمن، الفقد والبدايات الجديدة المفرحة. مصحوبًا بأغنية كات ستيفنز “Father and Son”، نتابع فاين طفلاً يلازم والده، ثم مراهقًا يمر بمراحل النمو، نشهد شيخوخة الأب، وفي النهاية يصبح هو أبًا. كل ذلك يُروى عبر شخصيات ملموسة تشبه الفِرْقِ المَصنوعة من اللباد، مُحاكَة بعناية ومُعالجة بالحاسوب باستخدام Maya.
تقول كيّرا بوشور: “هذا فيلمنا الخامس مع فاين، وقد كانت كلها مشروعات تُنجز من منطلق حبّ حقيقي.” لقد كان من المجزي جدًا أن نرى الشخصية وعالمها ينموان ويزدادان مغزى لدى المشاهدين. في هذا الجزء أردنا أن نحكي واحدة من أحرّ قصصنا وأكثرها إلهامًا، نضع فاين في قلب رحلة إنسانية جامعة.
شخصيات فاين وعائلته كائنات صغيرة تشبه الأقزام تسكن في صناديق خلف رفوف متاجر ميغروس. ترتدي قبعات على شكل أجراس ميلادية صغيرة، وتحب التسلل تحت ماسحات الباركود، وتستغلّ قطع التغليف والمنتجات لصنع مساحاتٍ دافئة للعيش؛ شکولاتة مغلفة بالقصدير تتحول إلى مرآة ولعبة وطعام، كمثال بسيط على براعة التفاصيل.
ما يمنح “بابا” سحره — إلى جانب رسالته العالمية — هو مقدار الشعور الذي ينقله كيّرا وكونستانتين عبر شخصيات لا تتكلم وتملك تعابير وجه شبه ثابتة. يشرح كونستانتين بايبلو: “حركات دقيقة، وضعية الجسد وتوقيت بسيط يحملون العبء العاطفي. ميلان الرأس، توقّف قصير أو حركة يد صغيرة قد تنقل الفضول أو الدفء أو المودّة. القوام اللبادي والمظهر الحرفي في الـCG يضخمان تلك الدقة، فيجعلان كل حركة محسوسة ومقنعة.”
هذه أول مرة يمزجان فيها كيّرا وكونستانتين لقطات حية مع التحريك لخلق الإطار الواقعي للمشهد، حيث استخدما فرعًا من ميغروس في مبنى قديم لإضفاء مصداقية أكبر. ورغم أن ذلك أضاف جواً حميمًا للعمل، فإن التصوير المفترض قبل الموسم بعشرات الأسابيع جلب تحديات خاصة.
تقول كيّرا: “التصوير جرى في منتصف الصيف وسط أمطار غزيرة، فكانت لقطات الخارج تحديًا. اضطررنا لتجهيز مكان التصوير بثلوج اصطناعية وألواح كبيرة فوق الشارع لحجب المطر وإضافة تساقط الثلج عبر الـCG.”
في النسخة النهائية نرى ثلجًا يتساقط بلطف، يغطي الشوارع بينما يتدفّق ضوء دافئ من نوافذ المتجر، وتتلألأ الزينة، وتضيء أعمدة الإنارة برقة. داخل المتجر يستمر الإحساس المصنوع يدويًا في بث الدفء، ليقرب العالم الكبير بالخارج من عالم فاين الصغير بداخله.
“نستمتع بالعمل على أفلام تشبه قصة ضمن سلسلة، نروي شيئًا جديدًا في كل مرة ونمنح الوقت لاستكشاف الشخصيات وعالمها. كل مغامرات فاين محورها العائلة والمشاعر، وجمال تلك البساطة يكمن في أن هناك دومًا ما يستحق أن يروى. من الرائع صقل عمليتنا لإبداع هذا العالم سنة بعد سنة، إضافة مزيدٍ من التفاصيل وتطوير الشكل ليصبح أغنى وأكثر جاذبية في كل مرة”، يختم كونستانتين.
أنتج الإعلان Passion Animation بالتعاون مع Stories AG لصالح ميغروس.