فنان أداء من لوكسمبورغ حوّل بضعة خطوط مرسومة بـــطباشير رذاذ قابلة للغسل إلى ليلة قضاها في السجن خلال فعاليات آرت بازل ميامي بيچ — نتيجة يصفها بأنها جاءت غير متوقعة ولكنها ذات مغزى.
توماس أيزر اعتُقل الأسبوع الماضي بعدما رشّ على نافذة مركز مؤتمرات ميامي بيتش عبارة «عذرًا على الإزعاج، عمل فني جارٍ» بخط غرافيتي مبالغ فيه، ثم دَعَا ابنته ذات الثلاث سنوات لتضيف علاماتها بقلم طباشير. وُجهت إليه تهمة إلحاق الأذى الجنائي، وهي جنحة.
في مقابلة لاحقة مع صحيفة Miami New Times قال أيزر إنه كان يتوقع احتمال الاعتقال، لكنه أُصيب بالدهشة لأن الشرطة «قيدته فورًا» وأقدمت على ذلك أمام ابنته. أيزر سبق وأن نفذ تدخلات مماثلة في دول أخرى واحتُجز من قبل على خلفيتها، ما يجعل افتراضه بأن الشرطة الأمريكية قد تنتظر لحظة أنسب أو أكثر مراعاة أمراً مثيراً للدهشة. في شريط مصور نشره على إنستغرام قال إن والدة الطفلة كانت «تصور من على بعد أمتار قليلة»، مع أن إفادته للشرطة كانت أنه كان وحده مع الطفلة.
على إنستغرام قدم أيزر الحادثة كـ«أداء عن الرقة والحرية والحدود غير المرئية التي نحملها». وصف كتابة الطباشير بأنها «فعل صغير من الحب والشجاعة والمرح»، وأكد أن «لا شيء تضرر»، وقدم التدخل كهدية لابنته. «في عالم غالبًا ما يتوقف فيه الوصول إلى الفن على الامتياز»، كتب، «أردت أن أمنحها مكانها الخاص — حتى لو غلى ذلك ثمن حريتي».
الفنانة المقيمة في ميامي جيليان ماير، التي صادفت المشهد أمام مركز المؤتمرات، روت لـARTnews: «رأيت رجلاً مطليًا بالجسم من الرأس حتى أخمص القدمين بالأسود مع خطوط ذهبية ويرتدي ما يشبه السباحة الصغيرة—كان محاطًا بضباط ينظرون إليه بهدوء». سألت إن كان بإمكانها تصويره فأجابها: «نعم، بالطبع! إنه فن!» ماير ليست بغريبة عن فن طلاء الجسد؛ ففي 2013 نشرت فيديو بعنوان «دروس مكياج: كيف تختفي من أمام الكاميرات»، الذي لفت انتباه الإعلام وحتى الكاتب الكوميدي جون أوليفر.
ماير سألت الضباط إن كانوا عند اعتقال شخص مكياجُه مكثفًا يصوّرونه بهذا الشكل، فتبيّن أن الشرطة توثق المعتقلين بصورٍ وهم بالزي أو المكياج، وصورًا أخرى دون ذلك.
وصف أيزر ما تلاه بأنه أقل هزلًا: السجن في ميامي كان «هبوطًا حقيقيًا إلى الجحيم»، حسب قوله، مشيرًا إلى زنازين باردة وطعام رديء وحراس يسلطون مصابيح على وجوه المحتجزين طوال الليل. أُفرج عنه بعد دفع كفالة بلغت 600 دولار وهو الآن مهدد بجلسة محاكمة.
منذ الحادثة أعاد أيزر تفسير استجابة الشرطة باعتبارها امتدادًا غير مقصود للعمل الفني؛ قرار تقييده قبل التحقق مما إذا كان مسؤولًا عن الطفلة وصفه بأنه «رد فعل آلي نُفِّذ في لحظة إنسانية بعمق»، وأضاف أن هذا الرد «أصبح جزءًا من الأداء». تصريحه يستحضر المثل القديم القائل إن حرية المرء تتوقف حيث تبدأ أنوف الآخرين — وربما لم يصل هذا المبدأ بعد إلى لوكسمبورغ.
يقول أيزر إنه قد يُمنع الآن من العودة إلى الولايات المتحدة، وواصفًا إياها بأنها «دولة تتجه نحو السلطوية في كثير من النواحي» — وصف قد يبدو مبالغًا فيه ردًّا على تدخل فني بلا ضرر، وإن كان سيئ التدبير. ومع ذلك أصرّ أنه سيكرر الأداء «دون تردد».