الاحترام الذي يستحقه بجدارة فنّ وين وايت

أهم درس يُدرَّس في كبرى كليات الدراسات العليا المرموقة بجنوب كاليفورنيا هو أن الحاصل على درجة الماستر في الفنون الجميلة (MFA) لا ينبغي له أن يعرض فنه في مطعم مطلقاً.

ومع ذلك، بدأ أحد أكثر رسامي لوس أنجلوس تميّزاً وتميّزاً بأسلوبه الخاص، وين وايت، مسيرته الفنية الرفيعة عام 1998 بفعل ذلك تماماً.

بينما ينال بعض الفنّانين كسرهم الكبير على جدران معبد اللووبرو، غاليري La Luz De Jesus، أو يجتازون عقداً من معارض المجموعات قبل أن يلمع اسمهم في MOCA أو LACMA، علّق وايت لوحاته فوق طبق البيكون والبيض في Fred 62 — مقهى‑مطعم مُصمَّم بقالب دنّيزي، مع قائمة طعام مألوفة وطابور من الهيبسترات على الباب.

كان جورج كارلين يروي مشهداً عن مطاعم الإفطار ويتساءل عن مصدر عبارة «تُباع كالكعك الساخن»، لأن مجرد مراقبة طلبات الإفطار في أي مقهى تُثبت أن البيض هو الأكثر رواجاً، ومع ذلك لا أحد يحتفي بهذه الحقيقة؛ عند ذلك الدينر، كانت لوحات وين تُباع كـبيض، وما زالت تحقق مبيعات مماثلة في معارضه الفردية لدى صالات الفن الجادّة التي ينتظرها الفنانون المتمسّكون بكتاب قواعد الـMFA انما.

تنبع لوحات وين من أعمال يُعاد استعمالها من محلات البضائع المستعملة. في مجال استغله فنانون آخرون مثل أنثوني أوساسغانغ (Anthony Ausgang) وفريد بشيد (Fred Beshid) وجيم شو، يستحوذ وايت على سطح جاهز كان ركيزة ديكور الطبقة المتوسطة في الخمسينيات والستينيات: قطع مُنتَجة على نطاق واسع، جاهزة لتعديلها وتحويلها إلى لوحات ذات خطاب بصري جديد — وبهذا يختزل البذخ الزخرفي إلى مادة خام تستدعي السخرية والتأمل في آن واحد.

بهذه المبادرة البسيطة، أعاد وايت تعريف المسار التقليدي للفن المعاصر: من رفوف المتاجر الرخيصة إلى جدران المطاعم، ثم إلى قاعات العرض، مسيرة تثبت أن قيمة العمل الفني قد تُكتسب على طرق غير متوقعة. بدات هذه الخطوات الصغيرة تفجر مناخاً إبداعياً لا يقلّ احتراماً عن المسارات الأكاديمية الرسمية.

يقرأ  لذّات ومخاطر «نسوية الفتاة الجذّابة»

أضف تعليق