الانعتاق الأنثوي لدى دانييل مكيني

والثام، ماساتشوستس — في عام 2020، عندما انقلب العالم على وجهه ودخل في عزلة قسرية، شرعت دانيل ماكيني في الرسم. مدربة أصلاً على التصوير الفوتوغرافي، حولت الفنانة المقيمة في نيوجيرسي تجاربها إلى تصوير داخلية غنية — بدأت بالأكريليك ثم انتقلت إلى الزيوت — تملأها نساء سوداوات وحيدات في حالة استرخاء مطلق لا يقيده زمن. يعرض متحف روز للفنون في جامعة برانديز معرض ماكيني الأول من نوعه في متحف أميركي منفرد بعنوان «أخبرني بالمزيد» (Tell Me More)، الذي يختزل رحلة فنية استمرت خمس سنوات، ويجسد نوعاً أنثوياً مميزاً من الحرية: حرية ترتقي بالراحة إلى مرتبة الجمال عبر دواخل حميمة مصغرة على قماش.

المساحة التي تحتضن المعرض، مطلية بدرجة وردي خافت ومضاءة بإضاءة منخفضة، تشبه إلى حد بعيد داخلية من لوحاتها؛ مقاعد زرقاء مبطنة بشكل عميق تقدم أماكن للتأمل والتمدد. إن نظرة واحدة شاملة للمكان تكشف عن اختيارات تأطيرية ذكية: اللوحات ليست مرتبة زمنياً، بل مجمعة حسب طريقة ارتخاء الموضوع، ولا يتجاوز عددها ثلاث لوحات على الجدار الواحد. على جدار، تتراخى الأجسام على الأرائك؛ وعلى الجدار المقابل، تستكين في أسرة بيضاء. حيثما تغمض شخصيات ماكيني عيونها غالباً بانعطاف نحو الداخل، تبرز هنا عملان من 2021، «غرفة القراءة» و«الحديقة السرية»، ليكسرَا الجدار الرابع وينظرَا مباشرة إلى المشاهد، محدثين لحظة مفاجِئة تعيد قفل التنويم على الغرفة — كما لو أن أحدهم قد رطم الباب. في احدى الأعمال الأخرى، «ملاذ» (2023)، فقط تظل عينا الشخصية مفتوحتين؛ ملتفة في سترة كريمية كثيفة وعلى ذقنها كف يدها، تحدق بهدوء متجاوزة الفراشة المتمركزة على أطراف أصابعها المرسومة بالخشخاش، كأنها سيجارة.

تحدد ماكيني تركيب لوحاتها عبر قالب تصوري تصنعه من قصاصات مجلات عتيقة، وتظهر أعمال مثل «ملاذ» — ومعها اثنتان أخريان على ما سأسميه «جدار التدخين»، هما «العثة» (2021) و«أخبرني بالمزيد» (2023) — كيف تستعير عناصر جمال تقليدية من عالم الأزياء: القص المحكم، الأجساد الرشيقة، ولمعات الزينة (كالأظافر ذات لون الكادميوم) التي تتألق من فضاءات ضبابية ومخففة الإضاءة.

يقرأ  بورتريه دورا مار لبيكاسو يُباع بمبلغ ٣٧ مليون دولار — أربعة أضعاف التقدير

في أعمالها الأحدث، بما في ذلك عملان أنجزتهما خصيصاً لهذا العرض، «من البداية» (2025) و«القدر» (2025)، تبدو متأثرة أكثر بالمراجع التاريخية للفن التي تلهمها، لا سيما روّاد الحداثة أمثال بيكاسو وماتيس، بخطوط حرة وزاهية تعكس التساهل الذي يظهر في سلوك مواضيعها. هنا تتصرف ماكيني بثقة أكبر، فتنسق فضاءات أكثر ترفاً تحوي — دون أن تقيد — نساء سوداوات يترفهن بزمن عاري من الوجود الاجتماعي. لوحاتا، ومثل المعرض ذاته، تقترح أن التأمل هو أرقى صور البذخ، وتؤكد أن لحظات الجمال البديعة الممنوحة للذات ليست ترفاً فحسب بل طوق نجاة.

يستمر معرض «دانيل ماكيني: أخبرني بالمزيد» في متحف روز للفنون (415 شارع ساوث، والثام، ماساتشوستس) حتى 4 يناير 2026. أعده وأشرف عليه الدكتورة غانيت أنكوري، المدير الأشهر والمُحاضر الرئيسي.

أضف تعليق