البيت الأبيض يستهدف قطعًا فنية محددة في متاحف سميثسونيان

ليلة الخميس بدا أن البيت الأبيض قد دان نطاقاً من الأعمال الفنية والمعارض والقطع المعروضة في مؤسسة سميثسونيان، مواصلاً بذلك احتجاجات الرئيس دونالد ترامب ضد شبكة المتاحف هذه.

نُشرت على موقع البيت الأبيض قائمة في مقال عنوانه «الرئيس ترامب على حق بشأن السميثسونيان»، وشملت عروض سبق للرئيس أن انتقدها، من بينها معرض يتناول التماثيل بوصفها علامات للهيمنة في متحف الفن الأمريكي بالسميثسونيان. كما شن هجوماً آخر على المتحف الوطني لتاريخ الأمريكيين من أصل أفريقي وثقافتهم لعرضه مواد وصفها بـ«ثقافة الهيمنة البيضاء»، وهو الأمر الذي سبق أن أشار إليه في أمر تنفيذي صدر له في وقت سابق من هذا العام.

غير أن القائمة لم تقتصر على ما عرف عنه من شكاوى؛ فقد وردت فيها أيضاً عروض لم يسبق لترامب أن أشار إليها، وبينها عمل لم يُعرض أصلاً في أي متحف من متاحف المؤسسة. من هذه الأعمال لوحة للفنانة إمي شيرالد تُظهر امرأة سوداء متحولة تتقمص تمثال الحرية، وكان من المقرر أن تُعرض في نسخة المتحف الوطني للبورتريه من معرضها المتنقل؛ فانسحبت الشاعرة — الفنانة— من تلك النسخة متهمة المتحف بالرقابة، مع الإشارة إلى أن اللوحة ظهرت سابقاً في نسخة متحف ويتني من المعرض.

كما أوردت القائمة عملاً محدداً أثار استنكار ترامب: لوحة لريغوبيرتو أ. غونزاليس (2022) بعنوان «لاجئون يعبرون جدار الحدود إلى جنوب تكساس»، والتي كانت من المرشحين النهائيين في مسابقة للبورتريه نظّمها المتحف الوطني للبورتريه في سنة إنتاجها. ونشرت حسابات تابعة للبيت الأبيض صورة العمل على منصة إكس مرفقة بتعليق مفاده: «هذا ما يعنيه الرئيس ترامب عندما يقول إن السميثسونيان خارج السيطرة».

كما دانت القائمة بورتريهاً بتحريك الإيقاف (stop-motion) لأنطوني فاوتشي، المدير السابق لمعهد الحساسية والأمراض المعدية، الذي كان موضع احتجاج متكرر من قبل ترامب بسبب تعامله مع جائحة كوفيد-19. وورد أيضاً تمثال من الورق المعجون يصور تمثال الحرية ممسكاً بطماطم بدل الشعلة، وهو مجسم استُخدمه متظاهرون خلال احتجاج من أجل حقوق العمال في إيموكيلي عام 2000، ويقع الآن ضمن مقتنيات المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي.

يقرأ  نونامي يعيد ابتكار مخبأ المراهقين المصنوع من الكرتون في أحدث عمل تركيبي له

تضمنت القائمة أيضاً عروضاً لم تعد معروضة، مثل معرض 2023 في المتحف الوطني للفن الأفريقي الذي دار حول مملكة «دريكسيا»، لكن استشهادات البيت الأبيض بتلك العروض اقتصرت على مقتطفات ونصوص مأخوذة من موقع السميثسونيان من دون تفسير مفصل لأسباب اعتراضات ترامب.

كما وجّهت إدارة ترامب انتقادات إلى نصوص الجدران التفسيرية في مؤسسات سميثسونيان، من بينها المتحف الوطني للأمريكيين من أصل لاتيني، مشيرة إلى وصفات حول حركة «حياة السود مهمة» وذوي الإعاقة من اللاتينيين والهجرة والاستعمار. وادعى البيت الأبيض أن هذا المتحف يصوّر التاريخ كأساسه قرونٌ من الضحية والاستغلال؛ كما اعترض ترامب على المصطلحات الواردة في عرض «تاريخ LGBTQ+» في المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي.

وكانت هذه هي المرّة الثانية خلال هذا الأسبوع التي تستنكر فيها إدارة ترامب مؤسسات السميثسونيان. ففي منشور سابق على منصة «تروث سوشال» كتب ترامب أن ما يُعرض في السميثسونيان يركز على مدى فداحة تاريخ بلادنا، على وحشية العبودية، وعلى ما اعتبره نقص إنجازات المظلّين، «لا شيء عن النجاح، لا شيء عن التفاؤل، لا شيء عن المستقبل»، وأضاف أنه لن يسمح باستمرار ذلك وأنه أبلغ محامييه بمراجعة المتاحف بنفس الطريقة التي تم بها التعامل مع الجامعات والكليات.

سبق أن طالب ترامب بمراجعة ما تُقدّمه السميثسونيان، وقالت المؤسسة إنها ستجري تقييماً للمعروضات، لكنها في الوقت نفسه أكدت استقلاليتها عن الإدارة. ورغم أن ترامب ليس عضواً في مجلس الأمناء، فإن نائب الرئيس ج. د. فانس يشغل مقعداً في مجلس الأمناء كما هو مقرر تقليدياً، وقد أثار ذلك تساؤلات عن مدى صلاحية ترامب القانونية لإجراء تغييرات في المتاحف.

وأخيراً، أعلن ترامب سابقاً أنه أقصى كيم ساجيت، مديرة المتحف الوطني للبورتريه آنذاك؛ وبعدما أشار إلى ذلك على «تروث سوشال» واصلّت ساجيت الحضور إلى مقر عملها إلى أن قدمت في النهاية استقالتها.

يقرأ  الخير الفوضويلقاء مع لورا لاين

أضف تعليق