الثورة الفنية لأليسون سار

أليسون سار تصنع الفن طوال حياتها. «أقول إن الأمر كان أشبه كلغة أولى»، هكذا أخبرت مجلة Hyperallergic. نشأت في بيت فنانين — ريتشارد وبيتي سار — وكانت هي وشقيقتاها «دائمًا يصنعن ويرسمن أشياء، ربما حتى قبل أن نتكلم كثيرًا… لم يكن هناك مفرّ من ذلك».

في لوريل كانيون، حي في لوس أنجلوس، نشأت هي وكتابتها شقيقتيها ليزلِي وتراساي على تشجيع متواصل للتجرّب والابتكار بلا اكتراث «بمدى غرابته أو عفّيته»، وهو ما غذّى شغفهن الإبداعي النامي. «كنا نؤمن أننا نستطيع أن نصنع ما نشاء، وأن كل شيء جيد وله قيمة»، تتأمل سار. «لم تكن هناك لوحة أو رسمة سيئة؛ أعتقد أن هذا كان هدية مذهلة من والدينا ومنحتنا حرية كبيرة لكي نصبح الفنانات اللواتي نحن عليهن اليوم».

هذا السبت، 20 سبتمبر، تُكرّم سار مقابل مسيرة فنية امتدت مدى الحياة — ممارسة تميّزت بأسلوب فلكلوري فريد يصور في المقام الأول نساء وفتيات سوداوات — في حفل ديفيد سي. دريسكِل الذي يقام في متحف هاي في أتلانتا. هي الحائزة العشرون على جائزة دريسكِل، وهي منحة غير مقيدة قيمتها 50,000 دولار تُمنح لفنّانين وباحثين يعزّزون تراكم الفن الأميركي الأفريقي. لجنة التحكيم هذا العام تضم مؤرخة الفن والبروفيسورة كيلي جونز، الحاصلة الأولى على الجائزة؛ والفنان ويلي كول، الفائز بجائزة دريسكِل عام 2006؛ وأمناء معارض من متحف هاي: كيفين دبليو. تاكر وماريا إل. كيلي.

«أظن أن ما يميز جائزة دريسكِل هو أنها تتبادل بين العلماء والفنانين. من الضروري ألا ننجح من دون الآخر، وفهم هذا يعني أن علينا أن ندعم كلا الطرفين كي ننجو ونظهر»، قالت سار في مقابلة مع Hyperallergic قبل الحفل. «إنها حقًا هدية رائعة للمجتمع الفني الأسود على مستويين».

يقرأ  الذكاء الاصطناعي والمعارض الفنية: تأثيرات وآخر أخبار الفن

تتذكر سار معرفتها بديفيد سي. دريسكِل — الفنان والمؤرخ الذي سُميت الجائزة على اسمه — أثناء دراستها في كلية سكرِبس بفضل مرشدتها وأستاذتها ساميلا لويس. دريسكِل أشرف على تنظيم المعرض التاريخي لعام 1976 «قرنان من الفن الأميركي الأسود» في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون، وهو معرض اعتبرته سار مقدمة قويّة لأبحاثه. بمرور الزمن تعرّفت سار على دريسكِل عن قرب عبر أصدقاء وروابط فنية مشتركة، وعمل الاثنان على مجلس إدارة مدرسة سكوهيغان للرسم والنحت.

«معرفتي بديفيد وإعجابي به عبر هذه السنين جعلت الأمر لطيفًا جدًا أن أجد اسمي بين قائمة الفنانين والعلماء الرائعين الذين منحوها»، تقول سار. من بين الحائزين السابقين نعمة نعومي بيكويث في 2024، آمي شيرالد في 2018، وزافيرا سيمونز في 2008.

أصبحت سار نفسها جزءًا لا يتجزأ من قانون الفن الأسود. تَشتهر أعمالُها بتجريب المواد والأساس البحثي، وبوقارها لتواريخ الشتات الأفريقي والأمومة والروحانيات. كثيرًا ما تتناول موضوع العبودية المتعلّقة بالملكية، مُدمِجةً محاصيل نقدية مثل قصب السكر، والقطن، والأرز، والنيلة، والتبغ، مقدّمةً تصورات تخيّلية عن التمرد والتمكين.

تعمل سار بكنز من المواد وفي وسائط مختلفة: رسومات بالفحم والطباشير، لوحات بالألوان المائية والأكريليك، ومنحوتات غالبًا مركبة من أشياء معثور عليها أو منحوتة في خشب متين. في تماثيلها تتحوّل المعادن المطروقة إلى بشرة داكنة جميلة، مشبّعة بالمسامير، وتشكّل الأسلاك تاجًا لأفرو أو تنمو كخصل متدفقة من الشعر. زخارف صفائح السقف القديمة تزيّن فساتين منحوتاتها، وهي تحمل أدوات زراعية قديمة مصقولة ومُحترقة كأنها أسلحة وعود وشواهد زمن.

«أصبحت مهتمة حقًا بالنظر إلى الثورة وبنوعٍ ما التمرد على ظروفنا مستخدمات السلاح الوحيد الذي كان لدينا: أدواتنا»، تشرح سار. «وفكرة تحويل المناجل والمجارف والفؤوس إلى أسلحة من أجل الحرية».

يقرأ  تائهٌ في حلمٍ شَفَقِيٍّ لبيتي سار

تنحدر هذه العناية بتاريخها الأسري من تنشئة بين نساء قويات شاركن في حركة الحقوق المدنية، لا سيما والدتها وجدتها. «ترعرعت على دراسة واحترام تاريخنا والسعي الدائم لدفع هذا الخطّ نحو المساواة والعدالة للأميركيين من أصول أفريقية وللشعوب الملونة في الولايات المتحدة»، تذكر سار.

تتخيل جدتها ناشطة في فرع باسادينا لرابطة تقدّم الأشخاص الملونين NAACP، وأن نسخة من كتاب لورين هانزبري «الحركة: وثيقة نضال من أجل المساواة» كانت على طاولة القهوة لديها. أمها، بيتي سار، فنانة مرموقة في حركة الفنون السوداء، معروفة بأعمال التجميع والطباعة. تعاونت الأم والابنة في أعمال مثل «بيت الغريس غريس» (1989) وعرضتا جنبًا إلى جنب في معرض سفر بعنوان «إرث العائلة: فن بيتي وليزلي وأليسون سار».

متأملةً تأثيرهن، تقول سار إنها كانت «محاطة بنساء سوداوات قويات ودوماً مندهشة من قدرتهن على تربية العائلات وتغذيتها والعمل — كلّهن كنّ عاملات — وفي الوقت نفسه، جلب الجمال إلى العالم كفنانات أو حرفيّات».

لاحقًا، أصبح أن تصبح أمًا قوة مؤثرة في فنها. ولادة طفلها الأول أيقظت لديها رغبة محددة في تركيز تصويرها على النساء والفتيات. «يبدو أمراً ساحرًا أن النساء يُقدمن هذه الأرواح والأنفس الجديدة إلى العالم»، تتأمل.

تداخلت مسيرتها الفنية مع معالم الأمومة، وكانت ابنتها مصدر إلهام ونموذجًا لعدد من أعمالها مثل «مرآة مرآة (مولاتا تبحث عن السمراء الداخلية)» (2006) و«انهضي سالي انهضي» (2003). «طول مسيرتي كانت مرسومة على تقويم أطفالي وتطورهم وأين كنا»، تعيد القول.

عائدتها إلى متحف هاي لتسلّم جائزة دريسكِل تمثل أيضاً عودة إلى لحظة غنية في تاريخها الفني. زيارتها الأولى للمؤسسة كانت لمعرضها عام 1993 «أرض خصبة» — واحد من أوائل معارضها المنفردة، والذي تزامن مع حملها وولادة ابنتها، بحسب ذاكرتها. تتذكّر «خروجها من الطائرة وصدمتها بالرطوبة ورائحة التراب ورائحة صنوبر جورجيا. وعندما تطير فوق ذلك الطين الأحمر… خصوبة ذلك المكان كانت ساحقة بالنسبة لي».

يقرأ  تخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي قد تعزز قروض الأعمال الفنية بينما يغتنم جامعو الفن الفرص

منذ «أرض خصبة» عُرضت أعمال سار في متاحف وصالات عرض بارزة مثل متحف ويتني للفن الأميركي والمتحف الأميركي للفنون، وكان أكبر استرجاع لأعمالها بعنوان «من الأثير والأرض» في 2020–2021 بمتحف بنتون في كلية بومونا ومركز أرموري للفنون في باسادينا. افتتحت أولى معارضها الأوروبية الصيف الماضي في Galerie Lelong بباريس، نفسها المدينة التي كُلّفت فيها بإنشاء نصب تذكاري دائم للألعاب الأولمبية 2024. وأعلنت مؤخرًا عن أحدث أعمالها العامة لمركز أوباما الرئاسي في شيكاغو.

مع هذه الجوائز والخطوات، تتطلع سار إلى المستقبل. تخبر أن استقرارها في استوديو جديد ومنحها فراغًا للخلق دون قيود يذكرها بحرية بداياتها. خلال الانتقال أعادت اكتشاف مواد مفقودة تعود لعقود، جاهزة لتُعاد إدماجها في ممارستها.

«متحمسة حقًا لإخراج تلك الأشياء ورؤية إن كانت ستلهم أي شيء، وأن أبدأ بالعمل واللعب بلا أفكار مسبقة أو مواعيد نهائية أو التزامات»، تقول. هذه الصفحة الفارغة، على حد وصفها، «مخيفة من جهة، لكنها محررة جدًا من جهة أخرى…. إنني متحمسة جدًا للحصول على فرصة للاستكشاف من جديد».

أضف تعليق