الجلال الأمريكي في أعمال إيمي شيرالد — مجلة هاي فروكتوز

تُثنِي شيراالد هذا القوس إلى الداخل، مُظهِرةً أن الحياة الداخلية للإنسان — ما يختبئ في أعماق النفس — عميقة وبالغة العمق لا تقلّ عن أي شيء نواجهه في العالم الطبيعي أو نسعى إليه داخل المجتمع.

كل ما يحيط بالجلد ألوانه صارخة، أو على الأقل متباينة بحدة. نقشة “هاوندستوث” بالأبيض والأسود، مثلاً، قد تفتقر إلى اللون لكنها تتمتع بحدة تتناقض مع الرمادات الناعمة التي تستخدمها لرسم اللحم. القبعات والأشياء والخلفيات — كلها مليئة بالألوان الزاهية. ومع ذلك، فإن براعة شيراالد تكمن في أن هذه المحيطات القزحية لا تفعل سوى أن تجذبنا نحو الوجه، نحو العينين.

وفي اللحظة التي نغوص فيها في عيني الشخصية نشعر أنها تتحول إلى إنسان بحد ذاته. العرق تجربة يصوغها المجتمع؛ خريطة طريق للعيش تحاول الثقافة فرضها وفرضها على نطاق واسع. الشخصيات في لوحات شيراالد من ذوي البشرة السوداء، لكن سِمَة الاسودتهم ليست بدايةهم ولا نهايتهم ولا تعريفهم. هم بلا حدود، غير مثقلين بالأوصاف. هم حقيقيون، فضوليون، ويحلمون.

الشخصيات في لوحات شيراالد من ذوي البشرة السوداء، لكن سِمَة اسودتهم ليست بدايتهم ولا نهايتهم ولا تعريفهم.

وفق ما تقول شيراالد في كتالوج المعرض، فإن شخصياتها “هادئة، لكن ليست خاملة.”

ونستطيع أن نستشف أكثر مما تعنيه من خلال “موسيقى” عناوينها: تُعنون أعمالها بتلاعبات لفظية، وباقتباسات من الشعر والأدب، وبعبارات تحيل إلى الجودة الجوهرية للوحة نفسها.

العمل المعنون عام 2016 بعبارة: «استمعي، يا معجزة. أنت مدينة من امرأة. لديك جغرافيا خاصة بك» مقتبس من قصيدة للكاتبة لوسيل كليفتون.

وجملة 2017 «جَرّبي الأحلام حتى أجد الحلم الذي يناسبني. فهي كلها تناسبني» تبدو، بحسب علمي، أصلية من شيراالد نفسها. لكن أي لغة أخرى كانت لتستج capture موقفَ المُوَجَّه، الإيماءة، الصلابة المتزنة ذات البصيرة في نظرة الموضوع؟

يقرأ  إسرائيل تهدّم أبراجاً أخرى في غزةوالغارات تودي بحياة 53 شخصاًفيما يرتفع عدد ضحايا المجاعةأخبار جامعة الدول العربية

عنوان 2017 «حلم ظهيرة صيفي» يلعب باسم رومانسيّة شكسبير، بينما تستعير محتواه من أيقونات فيلم ساحر أوز؛ كأن دوروثي أعيد تشكيله كشخص معاصر، أقرب ربما إلى منتصف العمر، ومن ذوي البشرة الداكنة. سياج الألواح البيضاء والمنزل المكون من طابقين هناك، قريب في متناول يدها. أحد الضمانات المؤسسة لحلم أمريكا جاهزة لأن تأخذها، أو أنها تملكها بالفعل.

ومن هنا يمكننا أن نبدأ التأمل في مفهوم السموّ. في منظور تاريخ الفن الغربي، استُخدم السموّ ليصف لقاءات الإنسان بضخامة الطبيعة، أو شعورنا بضآلة مقامنا أمام جلال العالم الطبيعي؛ كوننا جزءاً منه وفي الوقت ذاته منفصلين عنه جوهرياً. وهو الوعد بأن الطبيعة سترغم أو تؤدب الحضارة البشرية إن لم نفرض على أنفسنا التأنّي أولاً — شعور بالرعب الممزوج بالإعجاب.

أضف تعليق