يعلن متحف ومكتبة المجتمع الهسباني في شمال مانهاتن عن طرح عشرات الأعمال الأوروبية من الفترة الكلاسيكية القديمة للبيع في مزاد إلكتروني يهدف إلى تمويل صيانة المجموعة وشراء مقتنيات جديدة. المتحف، المؤسس عام 1904 بغرض “تعزيز دراسة اللغتين الإسبانية والبرتغالية وآدابهما وتاريخهما”، يعرض 45 لوحة في المزاد، معظمها من المواضيع الدينية والنبيلة، فيما يُعدّ إجراءً استراتيجيًا لإعادة توجيه المجموعة وتنوّعها المسؤول.
من بين الأعمال المعروضة لوحة “القديس دومينيك في الصلاة” المنسوبة إلى ورشة إل غريكو، والمتوقّع أن تُباع بمبلغ يتجاوز 150 ألف دولار، مع عرض أعلى حالي يبلغ 160 ألف دولار. كما تضمّ القائمة عملاً بعنوان “صورة الإمبراطور شارل الخامس على كرسي” نسخة حديثة بعد تيتيان، ولوحات من المدرسة الإسبانية في أواخر القرن السادس عشر والقرن السابع عشر، وتحويرات هسبانو-فليمية للقديس سيباستيان، بالإضافة إلى أعمال من المدرسة الإيطالية الوسطى.
يذكر المتحف أنه يحتفظ بنسخة من الطبعة الأولى لدون كيخوتي وخريطة عالمية مؤرخة سنة 1529، ويُنظّم فعاليات موجهة لسكان حي واشنطن هايتس، المصنّف كـ”منطقة تاريخية دومينيكانية” في السجل الوطني للأماكن التاريخية. من بين القطع الأخرى المطروحة: لوحة “العذراء والطفل” تليداً للرسام لويس دي موراليس، وصورة لإيزابيلا البرتغالية على يد تابع لتيتيان، ولوحة القرن العشرين للفنان إشبيلي كليمنت دل كامينو إي بارلادي بعنوان “الأرجوحة” (El Columpio).
تُعرض الأعمال عبر دار كريستيز في ما وصفته المؤسسة بأنها “عملية سحب من المجموعة استراتيجيّة خاصة”، إذ رأت إدارة المتحف أن هذه القطع تقع خارج نطاق مهمتها الأساسية في سياق مساعيها لتنويع مقتنياتها بطريقة مسؤولة. ولم يكشف المتحف علناً عن تفاصيلٍ أدق بشأن كيفية توظيف عائدات البيع.
تضع جمعية المتاحف الأمريكية (AAM) ضوابط صارمة لاستخدام عائدات سحب الأعمال، لكن العناية بالمجموعات تُعدُّ من الاستخدامات المسموح بها وفق معاييرها. وتسمح الإرشادات ببيع قطع تعتبر مكررة أو تالفة أو ضعيفة الجودة. كما تشير الجمعية إلى أن عمليات السحب قد تكون مؤشراً على تقصير في الدعم المؤسسي المستمر عبر سنوات.
ستُعرض اللوحات في مقر كريستيز بمركز روكفلر للناظرين حتى 15 أكتوبر، ويُختتم المزاد عبر الإنترنت في 17 أكتوبر، فيما يُنتظر أن تلعب العائدات دورًا في إعادة ترتيب أولويات المتحف لصيانة مجموعاته وتعزيزها.