الجيش الإسرائيلي يداهم منزل مخرج فيلم «لا أرض أخرى»

أفادت تقارير بأن الجيش الإسرائيلي داهم، يوم السبت 13 سبتمبر، منزل باسل عدرا — المخرج المشارك لفيلم «لا أرض أخرى» — في الضفة الغربية المحتلة، حسبما نشر الصحفي الاستقصائي يوفال إبراهيم على منصة إكس.

جاءت المداهمة بعد هجوم نفّذه مستوطنون على أرض عدرا في قرية الطواني بمنطقة مسافر يطا. وقال عدرا في منشور على إنستغرام إن مجموعة من المستوطنين حاولت دهس شقيقه بجهاز رباعي الدفع ثم اعتدت جسديًا على الأخير وعلى شقيقه الأكبر وابن عمهم. وذكر أن أحد المعتدى عليهم نُقل إلى المستشفى، كما تعرّضت ناشطة تضامنية أجنبية للضرب. وأشار إلى أن المعتدين أتوا من مستوطنة «حفات معون» غير القانونية، التي يقيم فيها نحو 600 شخص والتي ورد أنها جمعت تبرعات من مقيمين في الولايات المتحدة لتمويل مجموعات شبه عسكرية.

يأتي الحادث في ظل موجة اعتداءات استهدفت مناصرين ومنتجين مشاركين في الفيلم الدولي الحائز على إشادات واسعة، والذي يوثّق الاحتلال الإسرائيلي والتهجير القسري في منطقة مسافر يطا. في يوليو الماضي، قُتل ناشط ساهم في تصوير الفيلم برصاص مستوطن معروف، وفي وقت سابق من العام الجاري تعرّض المخرج المشارك حمدان بلال للضرب في منزله خلال شهر رمضان بينما كان بعض المستوطنين يسخرون منه بوصفه «صانع الأفلام الحاصل على الأوسكار».

أثناء تواجده في المستشفى برفقة أفراد عائلته المصابين، قال عدرا إن الجيش داهم منزله حيث كانت زوجته وطفله البالغ تسعة أشهر بداخله. وأضاف لهيئة إعلامية أن القوات أوقفت سيّارة إسعاف على طريق قرية. وبحسب مقابلة مع عدرا، اعتدى المستوطنون على أفراد أسرته بعد دخولهم بستان زيته؛ فيما بررت القوات الإسرائيلية المداهمة بأنها تردّ على رشق حجارة تجاه مدنيين إسرائيليين، وهو ما نفاه عدرا.

يقرأ  الحوثيون: غارات إسرائيلية في اليمن تُسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن تسعة أشخاص

نشر عدرا على إنستغرام سلسلة مقاطع قصيرة تُظهر رجلاً يقود المركبة الرباعية بعنف متّجهًا نحو مجموعة من الناس، وتُظهر مقاطع أخرى رجلاً يطارد امرأة ناشطة تضامنية ويدفعها من الرقبة أو أعلى الظهر إلى الأرض حيث تجثو في وضعية الجنين. وأكد عدرا أنه قدّم عشرات الشكاوى بشأن رعي المستوطنين لقطعانهم في بساتين الزيتون الخاصة به، لكن الشرطة لم تتخذ إجراءات لردعهم.

حتى الآن لم يرد عدرا على طلبات التعليق من بعض المنصات الصحفية.

فاز عدرا وثلاثة من المشاركين الآخرين في إخراج الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي في مارس، واستخدموا دقيقتَي خطاب الفوز لطلب وقف العنف ضد الفلسطينيين. يصوّر الفيلم مشاهد مروعة من هدم منازل بالبلدوزرات وعنف المستوطنين في قرية عدرا؛ ويختتم الفيلم بمشهد يُظهر إصابة ابن عمه زكريا عدرا بطلق ناري في البطن. قال عدرا في كلمته بعد الفوز: «قبل شهرين فقط أصبحت أبًا، وأمنيتي لابنتي ألا تضطر إلى أن تعيش ما أعيشه الآن من خوف دائم من العنف وهدم المنازل والتهجير القسري الذي تواجهه مجتمعنا في مسافر يطا كل يوم».

في مارس، قدّمت أكاديمية فنون وعلوم السينما اعتذارًا للمخرج المشارك حمدان بلال بعد أن أغفلت ذكره وذكر اسم فيلم «لا أرض أخرى» في بيانها الأولي الذي ألمح إلى هجومه. وانضم آلاف العاملين في صناعة السينما إلى عريضة نُشرت مؤخرًا تقضي بمقاطعة المؤسسات والمهرجانات السينمائية الإسرائيلية تضامنًا مع صانعي الأفلام الفلسطينيين. المشاهد المصورة في الفيلم والقضايا التي يطرحها جزء من المسحتوى الذي أثار اهتمامًا واسعًا دوليًا.

أضف تعليق