الحكومة البريطانية تتكفّل بتأمين سجادة بايوه خلال إعارتها إلى المتحف البريطاني

من المقرر أن تغطي وزارة الخزانه البريطانية ضماناً بقيمة تقارب 800 مليون جنيه إسترليني (نحو مليار دولار) لحماية نسيج بايو عندما يُعار إلى المتحف البريطاني عام 2026.

بعبارة أخرى، سيقع العبء النهائي على دافعَي الضرائب البريطانيين إذا تعرض هذا النسيج الطويل الذي يبلغ طوله نحو 70 متراً للضرر أو الفقدان أثناء نقله من فرنسا إلى المملكة المتحدة. هذا الضمان يندرج ضمن نظام التعويض الذي تعتمده الحكومة بدلاً من شراء تأمين تجاري، لكنه لا يمثل دفعة نقدية فورية؛ إذ يُعد التزاماً طارئاً لا يستحيل إلا في حال وقوع حادث يستدعي دفع التعويض.

مقالات ذات صلة

تقول الخزانة إن هذا النظام أنقذ المتاحف البريطانية ما يقرب من 81 مليون جنيه إسترليني حتى الآن، وقد غطى قروضاً مثل عرض لوحة «غرفة النوم» لفنسنت فان غوخ (1888) في المعرض الوطني خلال 2024–2025.

ويعتقد الوزراء في بريطانيا أن احتمال تعرض النسيج للضرر ضئيل جداً بفضل إجراءات النقل والعرض الصارمة. وأكدت الخزانة لصحيفة فاينانشال تايمز أنها تلقت «تقييماً تقديرياً» للنسيج تم «الموافقة عليه مبدئياً»، ويتوقع مسؤولون أن يصل المبلغ النهائي إلى نحو 800 مليون جنيه إسترليني، وإن امتنعت الخزانة عن الكشف عن القيمة الدقيقة.

قبل إتمام التعويض يجب أن يمنحه موافقة وزيرة الخزانه راشيل ريفز. وتندرج الصفقة في إطار اتفاق ثقافي أوسع بين بريطانيا وفرنسا أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارته الرسمية إلى لندن في يوليو.

ليس الجميع راضين عن نقل هذا التطريز الصوفي الذي يبلغ قرابة ألف سنة؛ فبعض الأسماء في المشهد الفني الفرنسي أعربت عن قلقها من تعرضه للتلف أثناء النقل، وبرزت عريضة جمعت نحو 50 ألف توقيع ضد الإعارة.

نص اتفاق من ست صفحات نُشر أخيراً بين وزارتي الثقافة الفرنسية والبريطانية على تفاصيل النقل والعرض: يوصف النسيج بأنه «قماش هش ومتهالك يبلغ من العمر ألف سنة»، ويجب نقله داخل صندوق مُصمم خصيصاً وعرضه خلف حجاب واقٍ. وستشرف فرنسا على تجربة نقل تجريبية باستخدام نسخة مزيفة مزودة بأجهزة لرصد الاهتزازات. ويتوقع المسؤولون نقله بالشاحنات عبر نفق القنال.

يقرأ  في ذكرى جامعي الفن الراحلين: من إيلين وين إلى ريتشارد كرامليش

عند وصوله إلى لندن سيتولّى المتحف البريطاني العناية به حتى يوليو 2027، وسيتكفّل بتمويل تقرير الحالة عندما يُعاد إلى بايوو. ووصف جورج أوزبورن، وزير الخزانة السابق ورئيس المتحف البريطاني الحالي، العرض بأنه قد يكون «أكبر عرض لجيلنا»، مقارناً إياه بمعرض توت عنخ آمون عام 1972.

يُعتقد أن النسيج، الذي ربما صُنع في إنجلترا في القرن الحادي عشر وربما على يد راهبات، يروِي الغزو النورماني لعام 1066 بأسلوب شبيه باللوحات المصوّرة المتسلسلة. ويتوقع المتحف أن يولّد المعرض إيرادات كبيرة من السلع التذكارية.

ستتزامن الإعارة مع أعمال ترميم في بايو، وكجزء من الاتفاق ستُرسل تحف بريطانية، من بينها كنوز ساتون هو، إلى متاحف في نورماندي كجزء من مقايضة مؤقتة.

أضف تعليق