الخير الفوضوي لقاء مع لورا لاين

لاورا لاين فنانة تقيم في فنلندا، تميزت رسوماتها الطيفية بقدرتها على الجسر بين عالمي الموضة والفن والغرائبية. لاقت أعمالها مكاناً في صفحات مجلات مرموقة مثل Vogue وElle وفي صحف كبرى، لكن مسارها لم يكن دائماً مرسوماً على أنه يصبح فنّاً مرئياً. نشأت في أسرة فنية؛ كان والداه فنانين فغمرت طفولتها بيئة تكوّن الفنان.

«مع ذلك أتذكر بوضوح أنني لا أرغب أن أصبح فنانة مثلهم في البداية، ودرست تصميم الأزياء بدلاً من ذلك»، تقول لاين. «وبما أنه لم يكن بوسعي تجاهل ما أشعر به حقاً، عدت في النهاية إلى ما كان يستهواني. عندما كبرت كانت كلمة “فنان” بالنسبة إلي شيئًا استثنائياً يتطلب استحقاقاً، أما اليوم فلم أعد أهتم بالألقاب الوظيفية كثيراً.»

تحدثنا معها لنستكشف الإلهامات الشبحية والأسطورية التي تقف وراء رسوماتها السريالية وتأثيرها على عالم الموضة.

س: هل تعتمدين على مراجع أو على نماذج لعملك؟
ج: ليس دائماً، لكن في كثير من الأحيان أبدأ بصورة مرجعية. غالباً ما تكون صورة فوتوغرافية، وأحياناً أستخدم رسومات قديمة من جلسات الكروكي. أظن أن الكروكي يعلّمك حفظ الكثير عن تشريح الإنسان بطريقة مفاجئة وفعّالة. لا أتّبع المراجع حرفياً أبداً؛ في الغالب أستعين بها لأفكار التكوين فقط.

س: ثمة طابع سريالي يبعد عملك عن أثر منصات العرض. كيف تفكرين في الشكل؟
ج: أفكّر في الصورة من منظوري التكويني، من حيث التكوين، والشكل، والملمس، وما يمكنني إبداعه بوساطة هذه العناصر. أحياناً يبدو الجسد عنصراً ثانوياً تماماً في الصورة، كذريعة تقريباً، حتى لو كان موضوع العمل شخصية بشرية. أميل إلى تشويه الأشكال واللعب بالنسب. في أعمالي هناك تداخُل بين الجسد والشكل؛ الجسد يخضع دوماً للشكل لكنه يمارس تأثيره الخفي عليه. وفي الوقت ذاته أحب أن أحافظ على إحساس بالواقعية، كأن كل ما أرسمه قد يكون على الأقل قابلاً للحدوث في العالم الحقيقي.

يقرأ  آن الأوان لإعادة التفكير في مبدأ «نصف–نصف» بين الفنانين وصالات العرض الفنية

س: كيف يؤثر الجسد في عملك؟
ج: يعمل الجسد كأداة تعبيريّة للوصول إلى نتيجة محددة تختلف من عمل لآخر. أفكر قليلاً جداً من زاوية الجماليات الجسدية التقليدية. قبل سنوات قرأت نقداً يزعم أن أعمالي تروّج لصورة جسد نحيف غير صحي، لكن إن نظرت حقاً إلى شخصياتي فالقليل فقط فيها واقعي أو جميل بالمعايير التقليدية. يهمني تلاعب الجسد لخلق مزاجٍ أو شكل، ولصياغة شخصيات قوية—ليس فتيات جميلات الشكل فحسب. احياناً أفضّل أن يكون التركيز على الحضور والوظيفة البصرية بدل الاهتمام بالمظهر التقليدي.

أضف تعليق