تتوشّح واجهة مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي بشريط زخرفي على طراز الآرت ديكو، مجموعة من المنحوتات المصنوعة من البرونز المذهّب مُثَبّتة على شُرفاتٍ حديدية، تمثل كلّ واحدةٍ منها كائنًا يرمز إلى خطرٍ صحيّ يهدّد الإنسان. هذه المجموعة تحوي عشرة حيوانات، غالبيتها حشرات وعنكبيات مثل البراغيث والبعوض والقراد، تعيش متقاربةً من بيئة الإنسان وتستفيد من مأكله ومسكنه. ثمانيةٌ منها معروفة بوصفها ناقلات للأمراض، حتى أُطلق عليها لقب «النواقل المذهّبة للأمراض»، فيما يستثنى من ذلك الكوبرا وبق الفراش. بُني المبنى عام 1929، وهو مدرجٌ الآن ضمن الدرجة الثانية للتراث، وصمّمه فيرنر أوين ريس وبرسي ريتشارد مورلي هوردر، وينسب شريط النحت الأخير إلى مورلي هوردر. المنحوتات تصوغ الأشكال بأسلوبٍ تجريدي لكنه قابل للتعرُّف العلمي — فتُكبَّر الحشرات لتُسهِم الرؤية وتُصغَّر الكوبرا —، وما دامت الآفات منتشرةً بالرغم من حملات الصحة العامة منذ الحرب العالمية الأولى، يظلُّ هذا الشريط الزخرفي عملًا فنيًا فريدًا وحاملًا لرمزية باقية.
قمل الجسم (Pediculus humanus)
قمل الجسم حشرةٌ صغيرة رمادية بلا أجنحة تتشبّث بالملابس والمفروشات بواسطة أطرافٍ مخلبية، وتزدهر في ظروف الاكتظاظ وسوء النظافة. تتغذّى على دم الإنسان ويمكن أن تنقل أمراضًا شديدة مثل الحُمّى التيفية وحُمّى الخنادق وحُمّى المتكرّرة عبر فضلاتٍ ملوّثة تدخل الجلد عن طريق الخدش. يمرّ بقمل الجسم بثلاث مراحل تطورية قبل البلوغ وينتشر عن طريق الملامسة المباشرة أو الملابس والمستلزمات الملوّثة. قمل الرأس (Pediculus capitis) المتطابق تقريبًا مظهريًا يعيش في شعر فروة الرأس ويسبّب حكة مزعجة لكنه لا ينقل أمراضًا؛ وعادةً ما تُرى بيضاته البيضاء (الصئبان) أثناء التسريح.
بقّ الفراش (Cimex lectularius / C. hemipterus)
بقّ الفراش ينتمي إلى جنس Cimex ويشمل نوعين يهاجمان البشر: Cimex lectularius المنتشر عالميًا وC. hemipterus الشائع في المناطق المدارية. حشرات صغيرة بلا أجنحة، لونها بني شاحب يتحوّل إلى بنّي محمّر بعد امتصاص الدم، وتستخدم أجزاء فمية مخترقة لامتصاصه. تختبئ في شقوق الأسرة والأثاث نهارًا وتخرج لتمتص الدم ليلاً، وتكمّل دورة حياتها المتعدّدة المراحل داخل تلك الملاجئ. تنتقل عن طريق مستلزمات مستعملة ملوّثة مثل المراتب والحقائب، وتسبّب تهيّجًا جلديًا وردود فعل تحسّسية لدى بعض الأشخاص. أُستبعد كونها ناقلة للأمراض، لكنها تظل آفةً مزعجة ومتفشية.
ذبابة تسيتسي (Glossina)
ذبابة تسيتسي (من جنس Glossina) تضم نحو 23 نوعًا، ومن بينها G. morsitans وG. palpalis المرتبطتان بنقل مرض النوم. هذه الذبابات كبيرة نسبيًا بلون بني مائل للسواد (6–14 مم) ذات خرطوم بارز متجه إلى الأمام تخترق به الجلد وتمتص الدم؛ كلا الجنسين يتغذيان على الثدييات، وتستدلّ على فرائسها بالبصر والشم، وتسكن عادةً النباتات في مناطق السافانا والغابات الفرعية الاستوائية في إفريقيا جنوب الصحراء. دورة حياتها مميزة بإنتاج يرقةٍ حية تتطوّر داخلها حتى تتحول إلى عذراء ثم إلى بالغة. تستريح ذبابة تسيتسي بجناحين مطوّين على الظهر، رغم أن النحت في المدرسة يصوّرها ذات أجنحة مبسوطة. تلعب دورًا جوهريًا في نقل طفيليات Trypanosoma المسبِّبة للتربانوزوما لدى الإنسان والحيوان.
القراد (Ixodes)
قراد من جنس Ixodes، وهو عضو في عائلة القراديات ذات الجسم الصلب (Ixodidae)، قرادة صغيرة مقوّسة المسطح (2–4 مم) مزوّدة بأجزاء فموية مخترقة مكيَّفة لامتصاص الدم. لها ثمانية أرجل ويتراوح لونها بين الرمادي والبني المحمر، وتنتشر عالميًا حيث تتوافر مضيفاتٍ برية. يُلتقط القراد عادةً عن طريق المرور في بيئات موبوءة ثم يُثبّت نفسه في الجلد لفترة طويلة ليمتص الدم، وتضع الأنثى آلاف البيض التي تمر بثلاث مراحل قبل البلوغ. تسبب لدغات قراد Ixodes تهيّجًا وقد تنقل مسبّبات مرضية مثل Borrelia المسبّبة لمرض لايم، كما تحمل أنواعٌ أخرى من القراد مخاطر صحية متعددة.
ذباب المنزل (Musca domestica)
ذباب المنزل، Musca domestica، هو الأكثر شيوعًا من بين نحو 70 نوعًا في نفس الجنس، حشرة صغيرة رمادية (6–9 مم) ذات زوجٍ واحد من الأجنحة وأطرافٍ لاصقة تُيسّر التصاقها بالأسطح الملساء. يعيش هذا الذباب متقاربًا جدًا مع الإنسان ويتغذى على موادٍ شبه سائلة كالمأكولات والنفايات والمواد المتحلّلة عبر فمٍ مَصِّي متخصص. تشمل دورة حياته طوراتٍ عدة، إذ تُرى اليرقات غالبًا في المواد المتحللة قبل أن تتحول إلى بالغ طائر. تتميز عيونه الكبيرة الحسّاسة وسلوكه السريع الذي يصعّب الإمساك به، ويشكّل خطرًا صحيًا بنقله الميكانيكي للممرضات إلى الطعام، منتجًا أمراضًا معوية كالإقياء والإسهال.
البرغوث (Siphonaptera)
البراغيث من رتبة Siphonaptera حشراتٌ صغيرة بنية بلا أجنحة، ذات أجسام ضيّقة وسيقان قوية تُمكّنها من القفز لمسافات طويلة. من بين حوالي 2200 نوعًا وانتشار واسع على نحو 220 جنسًا، معظمها يتغذى على الثدييات، وقليل يعيش على الطيور. البراغيث التي تؤثر على الإنسان، مثل Pulex irritans، توجد في المفروشات والملابس وتتغذى على الدم بواسطة أجزاء فموية حادّة. تمر دورة حياتها بمراحلٍ متعدّدة داخل بيئة المضيف. بينما تسبّب لدغاتها حكةً واضطرابًا، فإن بعض الأنواع مثل Xenopsylla cheopis (برغوث الجرذ) كانت ناقلةً لأمراضٍ خطيرة كالطاعون الدبلي وحُمّى التيفوئيد الجراذي، ولعبت دورًا تاريخيًّا في أوبئة مدمّرة مثل الطاعون العظيم بلندن.
بعوض الأنوفيلس (Anopheles)
بعوضات فرعية Anophelinae، وخصوصًا جنس Anopheles، ذات أهمية طبية بالغة بسبب دورها في نقل الملاريا، ويُعدّ Anopheles gambiae من أخطر الأنواع في إفريقيا. حشرات رفيعة وصغيرة (3–6 مم) ذات سيقان طويلة وأجنحة نحيفة وفمّ مُطوّل؛ يتغذّى كلا الجنسين على السكريات لكن الإناث وحدهنّ يمتصّن الدم ويشكّلن خطرًا صحيًا. تحتاج دورة حياتها للمياه الراكدة، وتكون الإناث أكثر نشاطًا عند الفجر والغسق، ويُميَّز سُلوك الأنوفيلس بوضعية الراحة بزاوية نحو الأعلى (حوالي 45 درجة) كما تجسّدها المنحوتة. عند التغذية، تُحقن الإناث المصابات طفيليات Plasmodium إلى الدم مسبِّبةً الملاريا، وهي أمراض قاتلة شائعة في المناطق المدارية وشبه المدارية؛ وبعض أنواع Anopheles تنقل أيضًا داء الفيلاريات.
بعوضات كوليكاين (Aedes, Culex)
الفصيلة الفرعية Culicinae تشمل نحو 2750 نوعًا عبر 38 جنسًا، وتعدّ أجناس Aedes وCulex من أهم ناقلات الأمراض. هذه البعوضات الصغيرة (3–6 مم) ذات فمٍ طويل وأرجلٍ نحيلة وأجنحة ضيقة، وتتغذى إناث بعض الأنواع على الدم بينما يقتصر تغذية الذكور على السكريات. تنتشر معظم Culicinae في أوروبا الشمالية وآسيا والأمريكيتين وتتطلب مياهًا عذبة لدورة حياتها المتعددة المراحل. تُصدر الإناث أزيزًا مميّزًا وتتمتع بحواسّ حادة تساعدها على النجاة؛ وتستريح عادةً بجسمٍ مساوٍ لسطح الاستراحة، على عكس Anopheles. تنقل أنواع Aedes فيروساتٍ طفيلية ومعوية مثل الضنك، زيكا، الحمى الصفراء والتشيكونغونيا، بينما ينقل Culex فيروساتٍ مثل فيروس غرب النيل والتهاب الدماغ الياباني وبعض أشكال الفيلاريات.
الجرذ (Rattus)
جرذان من جنس Rattus، بما فيها الجرذ الأسود (Rattus rattus) والجرذ البني (Rattus norvegicus)، ثدييات صغيرة تتواجد بوفرة قرب مساكن الإنسان. ليلية النشاط، ذات قابلية عالية للتكيّف وقواطعٍ أمامية تنمو باستمرار تمكّنها من قَرض المواد الصعبة. تتميّز بسرعة تكاثرها وقدرة الإناث على الولادة المتكررة مما يُفضي إلى تجمعات كبيرة. تاريخيًا أدخلت الجرذان من آسيا أضرارًا وأمراضًا واسعة الانتشار في أوروبا، ولا سيما عبر براغيث الجرذ التي ساهمت في تفشّي الأوبئة الطاعونية. اليوم ما تزال مصدر تهديد صحي وبلِّي نظافة، وقد تنقل أمراضًا مثل داء لايم الحاد وحُمّى وايل عبر بولٍ ملوث.
ثعبان الكوبرا (Naja naja)
الكوبرا الممثلة في الشريط تنتمي إلى جنس Naja، وبالأخص Naja naja (الكوبرا الهندية)، أفعى سامة موطنها شبه القارّة الهندية وأجزاء من إفريقيا. عندما تشعر بالخطر ترفع رأسها وتوسع ذراعين الرقبة في ما يعرف بالقلنسوة، وضعية دفاعيّة التقطها النحت. قد يصل طول البالغين إلى مترٍ واحد أو أكثر (1–1.5 م)، ويقطنون بيئات متنوّعة من الغابات وحقول الأرز إلى القرى، يبيضون وتخرج الصغار مكتملةً للاستقلال. تفترس الضفادع والجرذان والطيور الصغيرة، فتسهم في ضبط أعداد القوارض المُتلفة للمحاصيل والحبوب. ورغم خطورتها بسبب سمّها القوي، فإن للكوبرا مكانة ثقافية ورمزية في مناطق متعددة، وترتبط ممارسات الشفاء والرموز الطبية القديمة — كعامود أسقليبيوس — التي ما زالت تُستعمل كشعاراتٍ لمؤسسات طبية عالمية.