الفنان الفرنسي جي آر يكسو جسر بون نوف في باريس تكريماً لكريستو

بعد مرور سنوات على رحيل النحات كريستو، لا تزال رؤيته الضخمة تعيد تشكيل معالمٍ أيقونية. عنل المصوّر الفرنسي وفنان الشارع جي آر خطةً لـ«لفّ» جسر بون نوف التاريخي الذي يعبر نهر السين في باريس، تكريماً لكريستو ولشريكته وزوجته طويلة المدى، جين كلود.

في يونيو المقبل سيُكسى الجسر الذي يبلغ طوله نحو 761 قدماً بقماش، في استحضار لتدخلات الزوجين المميزة، وعلى رأسها تحويل قوس النصر في باريس إلى رداء من القماش بمساحة تقارب 269,097 قدماً مربعة، مشروع أُنهي بعد وفاة كريستو. من استوديوه في باريس قال جي آر للغارديان إن العمل التكريمي بعنوان «كهف بون نوف» هو «بلا شكّ أصعب مشروع قمت به على الإطلاق».

مقالات ذات صلة

بحسب تقارير، تواصل ابن أخ كريستو، فلاديمير يافاتشيف، مدير مؤسسة كريستو وجين كلود، مع جي آر ليتبنى المشروع احتفاءً بذكرى مرور ثلاثين عاماً على العرض الأولي له.

«أحب التحدّي»، أضاف جي آر. «أدركت أنها فرصة لأقوم بشيء احتجت إليه ولم أتمكن من تحقيقه سابقاً. فجأة أدركت أن بإمكاني فعلاً أن ألفّ هذا الجسر وأخلق فيه كهفاً حقيقياً» — وهي رؤية تحمل في طيّاتها مَدى الطموح والمخاطرة.

مع جين كلود، نفّذ كريستو بعض أشهر التركيبات العامة خلال نصف القرن الماضي، غالباً مستخدِماً موادَ عاديةً ليجعل من المألوف غريباً، ومن المعروف معادلاً جديداً داخل المشهد. من بين المنشآت التي غُطيت بواسطة الزوجين جزر في خليج بيسكاين في ميامي، رايخستاغ في برلين، وليس أدنى ذلك جسر بون نوف في باريس. وعلى الرغم من أن اللفّ كان جانبهم الأكثر بروزاً، فإن الفعل نفسه كان يكشف عن بيروقراطيات متشابكة وطموحات خلف إنشاء هذه النُصُب الضخمة — وما يترتّب عليها من آثار واقعية.

يقرأ  في «انتهت الحفلة»: مورمور يواجه المشهد العبثي لنهاية الأزمنة — كولوسال

هذا الميدان ليس غريباً على جي آر، الذي على مدى أكثر من عقدين صنع أعمالاً عامة واسعة النطاق تعالج تقاطعات الهجرة والتحضر والمناخ والنزاع. في العام الماضي نفذ خداعاً بصرياً على واجهة محطة ميلانو المركزية بدا كشقّ هائل يفتك بواجهتها.

مؤخراً افتتح التاجر الفرنسي إيمانويل بيروتين معرضه الجديد في لندن بأعمال من سلسلتين لجي آر: «Déplacé·e·s» (2022–مستمر) و«أطفال أورانوس»، التي عرضت للمرة الأولى في فضاء بيروتين بنيويورك عام 2023. كلا المشروعين سلّطا الضوء على معاناة اللاجئين، وخصوصاً الأطفال، الهاربين من اضطرابات اجتماعية في أوكرانيا وصولاً إلى رواندا وكولومبيا.

كان عمر الفنان عامين عندما غُطّي جسر بون نوف للمرة الأولى عام 1985. «لاحقاً، عندما اكتشفت أعمال كريستو وجين كلود، أدركت ما فاتني»، قال جي آر.

وتابع: «أن يُطلب مني أن أفعل شيئاً بعد أربعين عاماً على العمل نفسه على ذات الجسر هو مسؤولية جسيمة، لكنه أيضاً لحظة مذهلة لأبتكر شيئاً يخدع العين ويشدّ الألباب، لأدفع حدودي ولأصنع عملاً آمل أن يخلف أثراً في مدينة باريس — وربما في العالم — كما فعل كريستو وجين كلود».

أضف تعليق