المتحف المتروبوليتان للفنون — معهد الأزياء يعيد الشكل إلى قلب الموضة
أعلن المتحف يوم الاثنين أن معرضه الضخم لرُبعِ ربيعِ 2026 سيحمل عنوان «فنُّ الزيّ»، ويتقصّى الروابط المعقدة بين الجسد المكسو وتاريخ الفن البصري. أندرو بولتون، القيم المسؤول عن معهد الأزياء، أوضح أن تلك العلاقة طُمست طويلاً تحت افتراض بأن تجريد الأزياء من الجسد يرفعها إلى مرتبة «الفن» المجرد.
المتحف لا يضع ثقله المنهجي فحسب، بل ويُسخّر له موارد مالية: سيُدشِّن المعرض قاعات كوندي م.ناست الجديدة التي تكاد تبلغ مساحتها 12,000 قدم مربع بجوار الصالة الكبرى، وحُملت التسمية تكريماً لمؤسس المجلة تقديراً لصداقتهما وَلِدَعمِ شركته كهدية قيادية.
سيركّز المعرض على «مركزية الجسد المكسو» داخل مجموعة المتحف، من خلال جمع أزياء تاريخية ومعاصرة من معهد الأزياء إلى جوار لوحات ورسوم وقطع ممتدة عبر خمسة آلاف سنة، مُنتقاة من ستة عشر قسماً إدارياً آخر. «لا توجد صالة واحدة في المتحف لا يُمثّل فيها الجسد المكسو»، كما قال بولتون، «ما يجعل الأزياء خيطاً رابطاً يمتد عبر ستمائة ألف قدم مربعة من صالات العرض».
النقاش حول ما إذا كانت الموضة فناً لا يزال متواصلاً رغم الجذب السياحي الهائل الذي أثبته معهد الأزياء، وبالرغم من وفرة النقد المصاحب لمعرضه الافتتاحي. ففي «الهيئات السماوية: الموضة والخيال الكاثوليكي»، أكثر المعارض زيارة في تاريخ المتحف، استقطب المعرض 1.66 مليون زائر، متجاوزاً حتى معرض «كنوز توت عنخ آمون» عام 1978، الذي أعاد تعريف مفهوم المعرض الضخم الحديث.
«خلال العقدين الأخيرين، اكتسبت الموضة قبولاً متزايداً كموضوع يستحق التأمل الجاد ذاته الممنوح للفنون التقليدية — الرسم والنحت»، قال بولتون. «لكن قبول الموضة كفن تم كثيراً بشروط الفن التقليدي، على افتراض تخلّيها عن كل علاقاتها بالجسد. ما غُفل عنه هو كيفية اختِبار هؤلاء الأزياء من قِبَل مرتديها، ليس فقط كمقتنيات بصرية تُشاهَد، بل كأقمشة مادّية تُلبس وتُعاش.»
نظّم بولتون المعرض حول «تصنيف للأجساد» يمكن تقريبه إلى ثلاث مجموعات: أجساد تبدو نحيلة ومتشنّجة كما في الفن الكلاسيكي، وأجساد نادراً ما تُحتفى بها في عالم الأزياء، كالحوامل والمسنّات، وغيرها. ألقى العرض التمهيدي لمحات عن التزاوجات المتوقعة: فستانُ الحمل لِالمصمّمة البريطانية جورجينا غودلي (1986–87)، موضوع على مانيكانٍ ببطنٍ منتفخ، وُضع مقابلاً لصورةٍ لِهاري كالاهان عُرّضت بتعرّضٍ مزدوج فتبدُو بطن زوجته ككوكبٍ ينبثق من ظلّ الفضاء، مع ثديين شبيهين بالقمر يدوران بالقرب. جدير بالذكر أن بولتون أفاد في المعاينة الصحفية أن غالبية الأعمال المعروضة ستكون في حوار مع تاريخ الفن الغربي.
كل مصمّم هنا قد أبرَز أو أزعج الطبيعة الإنسانية، سواء بالاستعانةُ بالرمزية الفنية أو بالصور التشريحية — أو بكليهما معاً. على سبيل المثال، جمبسوت محكم من تصميم والتر فان بيريندونك (2009) مطعّم بصورة الجسد الذكري العاري، يستحضر سردية محدّثة لحديقة عدن حيث يأكل آدم التفاحة، وفي امتدادٍ محتمل، لا يشعر بالخجل من عريه المكتشف.
«فن الزيّ احتفالٌ بالجسد بكل ما فيه من قوة وضعف، من مرونة وهشاشة، من كمالٍ ونقائص، من خصوصياتٍ وعموميات، من جمالٍ سامٍ وتعقيدٍ مدهش، ومن تنوّعٍ مجيد ومعجِز»، هكذا اختتم بولتون تصريحَه.