افتتح المتحف المصري الكبير، الذي استغرق بناؤه عقْدين من الزمن، في وقت سابق من هذا الشهر بحفل حضره قادة عالميون، غير أنه يواجه الآن مشكلات جدية في ضبط الحشود.
بعد أيام قليلة على الافتتاح في 4 نوفمبر، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور تُظهِر آلاف الزوار المحبطين يتدافعون إلى هضبة الجيزه بعد أن مُنعوا من الدخول. وفي بيان تلفزيوني يوم الجمعة، أفاد الرئيس التنفيذي للمتحف، أحمد غنيم، بأن أكثر من 27,000 تذكرة بيعت—متجاوزة بكثير الحدّ اليومي المقرر البالغ 20,000—موضحاً أن الإدارة ستعيد تقييم السياسات التي أدّت إلى هذا الارتباك المؤقت في القاهرة.
مقالات ذات صلة
حالياً يُسمح بحجز التذاكر عبر منصات إلكترونية وأكشاك مادية منتشرة في أنحاء العاصمة، وهو النظام نفسه الذي تولّد عنه الإفراط في إصدار التذاكر يوم الجمعة. وأعلن غنيم أن المتحف سيتحوّل اعتباراً من الشهر المقبل إلى نظام حجز إلكتروني حصري. وأضاف أن الإدارة تواجه صعوبة في تقدير أعداد الزوار بدقة نظراً للزخم المستمر في مداخل ومخارج المتحف في أي وقت.
بعد أسبوعٍ من الافتتاح تعرّض المتحف لانتقادات من مصريين لم يتمكنوا من الحصول على تذاكر ليومي الأحد والاثنين. وانتشرت مزاعم بأن المتحف خصّص حصة مبالَغاً فيها من التذاكر للأجانب على حساب السكان المحليين—بنسبة مُعلنة بلغت 80‑20—وصَف غنيم تلك الادعاءات بأنها “شائعة”. وأوضح أن المتحف يضع حالياً استراتيجية تكفل تخصيص نسبة محددة من التذاكر يومياً للمصريين وللسائحين الأجانب على حدة، كإجراء وقائي لاحتواء مشاكل الحشود قبل تفاقمها. وستختلف هذه النسب باختلاف المواسم، لكنها “لن تتجاوز أبداً 60‑40” لأيٍّ من الطرفين.
وقال غنيم إن المتحف استقبل 15,200 زائراً يوم الجمعة الكارثي؛ 56% منهم مصريون، واستشهد بهذه النسبة للدلالة على أن السكان المحليين لم يُستبعَدوا.
غير أن ذلك لم يُقنع الجميع. ونقلت صحيفة “ذا ناشيونال” عن النائب فريدي البياضي، عضو البرلمان عن التيار الاجتماعي الديمقراطي والناقد الصريح لسياسات الحكومة، أنه قدّم طلباً رسمياً يوم السبت لإلغاء نظام الحصص. وتساءل: “كيف لا يجد مواطن هذه البلاد مكاناً في حين يُسمح للأجنبي بالدخول بحرية؟” مدعياً أن لا نظام مماثلاً موجود في “أي متحف في العالم”.
وأضاف النائب: “تراث وطننا ليس سلعة. وحق المصريين في أرضهم ليس عرضة للتفاوض.”
شهد افتتاح المتحف المرتقب في نوفمبر — وهو مشروع بقيمة مليار دولار — حضور عشرات القادة والشخصيات الأجنبية. ويُصنّف المتحف الآن من بين أكبر المتاحف في العالم، إذ يضم مبنى بمساحة 968,000 قدماً مربعاً ومجموعة تمتد على نحو 7,000 عام؛ كما تُخصص قاعة بمساحة 80,000 قدماً مربعاً لعرض 5,600 قطعة جنازية من قبر الملك توت عنخ آمون.