المتحف اليهودي يعيد افتتاح أبوابه بعرض أعمال نادرة لأنيش كابور

أمضى أنيش كابور ستة عقود وهو يغوص في فراغات الكون ومعانيها، لكن هذا الأسبوع وجد نفسه يتأمل في دلالة كونه يهودياً.

ستُعرض منحوتاته الصبغية اللافتة وأشكاله الصغيرة التي تتحدى العمق في معرض “أنيش كابور: أعمال مبكرة” بالمتحف اليهودي المعاد توسعته، الذي سيفتح أبوابه للجمهور في 24 أكتوبر.

في معاينة للمعرض، اعترف كابور — الذي نشأ في منزل يجمع بين الهندوسية واليهودية في مومباي قبل أن يعيش لفترة في كيبوتس بإسرائيل ثم ينتقل إلى لندن في السبعينيات — بأن الاعتراف بالهوية اليهودية مع معارضة الدمار الكارثي في غزه بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر يثير مشاعر معقدة. قال إن الواقع المعاصر للحرب في فلسطين يجعل من الصعب التمسك باليهودية وفي الوقت نفسه التأكيد بصورة قوية على معارضة ما يجري، وأضاف أن موقفه يجب ألا يُفهم على أنه عداء لليهود أو معاداة للسامية، بل هو موقف مناهض للحرب وداعم للإنسانية.

المتحف اليهودي يواجه أيضاً صعوبات في المواءمة بين مهمته التعليمية حول تنوع الثقافة اليهودية وبين الانقسامات داخل مجتمعه بشأن حرب إسرائيل على غزة؛ ففي العام الماضي اقتحم محتجّون مناهضون للصهيونية حديث فني لفنانة إسرائيلية، زويا تشيركاسكي.

تمنح المبنى المصمم حديثاً — الذي أضيفت إليه طبقتان جديدتان مخصصتان لمجموعته الضخمة من الأعمال الفنية والتحف والطقوس — فرصة جديدة لاحتضان هذه التوترات. كلفت عملية التجديد 14.5 مليون دولار واستغرقت نحو عام، وقد ضاعفت تقريباً مساحة الأماكن المفتوحة داخل قصر فيليكس إم. واربِرغ السابق في الجادة الخامسة وشارع 92 الشرقي. وكان من بَدايات الفكرة مدير المتحف جيمس سنايدر، الذي انضم إلى المؤسسة في أغسطس 2023 بعد عقود من الخبرة في متاحف مرموقة، منها دوره كنائب مدير في متحف مومَا وإدارته لمتحف إسرائيل.

يقرأ  اعتقال المئات في المغرب بعد تحوّل الاحتجاجات إلى أعمال عنف — أخبار الاحتجاجات

قال سنايدر أمام جمهور من الإعلام وموظفي المتحف إن “مهمتنا، خصوصاً للمؤسسات ذات الطابع الثقافي الخاص، أن نكون الترياق لوباء العنصرية وكراهية الأجانب المنتشر الآن.”

الطابقان الأولان مخصصان للمعارض المؤقتة — حالياً أعمال كابور ومعرض استرجاعي لفنان النشاط الاجتماعي بن شاهن — بينما سيضم الطابقان الثالث والرابع مقتنيات المتحف الدائمة. يضم الطابق الثالث أكثر من 200 عملاً تمتد من العصر البرونزي إلى العصر الحديث، بينها لوحات لمارك شاغال ومارك روثكو وتابوت توراة صممه فيليب جونسون كان موجوداً في كنيس بمقاطعة ويستشستر. وصلت أيضاً لوحة لأليس نيل من عام 1936 بعنوان “النازيون يقتلون اليهود” عبر إعارة مؤخراً، وُعلقت إلى جانب روائع القرن العشرين.

أشار سنايدر إلى أن بعض الأعمال تعبّر عن الصدمة والبعض الآخر عن النشوة، واصفاً لوحة نيل بأنها “جدار الصدمة” ولوحة شاغال بأنها “جدار النشوة”.

في الوقت نفسه، يضم الطابق الرابع مركزاً تعليمياً بمساحة تقارب 7000 قدم مربع يتضمن غرفة تخزين مفتوحة دراماتيكية تحوي 130 من مصابيح الحانوكا من أنحاء العالم، فضلاً عن بورتريهات ومناظر طبيعية لفنانين بارزين مثل أليكس كاتز، وغرفة حفر أثرية تفاعلية صممها فريق كو كو للهندسة المعمارية والتصميم تسمح للأطفال وعائلاتهم بالبحث عن مصابيح زيتية وقطع أثرية بين أكوام من الحطام (من دون قبعة فيدورا فالتجربة طبعاً).

قالت الدكتورة دارسي ألكسندر، الكبرى القيّمين، خلال المعاينة الصحفية إن “ما تقرر المؤسسات جمعه وعرضه يقول الكثير عن قيمها. نحن أيضاً نحب الدراما؛ ركزنا على الأشياء التي تحمل أقوى القصص الشخصية.”

كان من حسن التوقيت أن يفتتح معرض كابور في الطابق الثاني، الذي لم يمسه التجديد، في اليوم نفسه الذي أعاد فيه المتحف افتتاح أبوابه؛ لكن المساحة الإضافية للمعارض ستمنح فنانين يهود معاصرين مزيداً من الفرص للوصول إلى جمهور أوسع ومواصلة سرد قصة هوياتهم. كما أشار سنايدر إلى أن الجدراة الموضعية لتاليا ليفيت بطول 20 قدماً في صالون الطابق الرابع بعنوان “تصنع ذاتها” (2025) لا تقل أهمية عن مئات الشموع وزينة التوراة في أرشيف المتحف.

يقرأ  متحف ويتني يعيّن دان نادل أمينًا لقسم الرسومات والمطبوعات

العمل، الذي أُنتج بتكليف من المتحف كجزء من سلسلة يستجيب فيها الفنانون لأشياء من المجموعات، هو لوحة أكريليك تحتوي على تماثيل وحيوانات بالإضافة إلى صورة الفنانة نفسها وهي تصوّر سنترال بارك المقابلة لنا، في إشارة تربط السرد المتحفي بمن نكون وأين نقف.

أضف تعليق