قضت محكمة اتحادية في ولاية إلينوي الشهر الماضي لصالح الفنان الاسكتلندي بيتر دويغ في نزاع قضائي غريب امتد عقوداً حول لوحة منظر صحراوي يؤكد الرسام أنه لم يرسمها. في 29 يوليو أكدت المحكمة حكماً سابقاً يقضي بمسؤولية تاجر فنون في شيكاغو ومالك العمل ومحاميه بدفع 2.5 ملليون دولار لدويغ.
تشبه الرواية مسرحية هزلية أكثر من كونها سلسلة مرافعات واستئنافات: بدأت القصة في 2013 عندما رفع موظف سابق في السجون يدعى روبرت فليتشر وتاجر الأعمال الفنية بيتر بارتلو دعوى ضد دويغ، الذي أنكر تأليفه للوحة المؤرخة بـ1976 والموقعة ظاهرياً باسم «بيت دوِيغ». اشترى فليتشر اللوحة المتنازع عليها بمئة دولار من نزيل في مركز احتجاز ثندر باي في أونتاريو بكندا، حيث كان يعمل أثناء دراسته في جامعة ليك هيد المجاورة. وادعى أنه شاهد النزيل، الذي ظن أنه دويغ، يرسم العمل، وأنه ساعده لاحقاً في العثور على عمل عبر اتحاد محلي.
في 2011، بحسب أوراق المحكمة، اقترح صديق لفليتشر أن اللوحة ربما تكون لدويغ، وهو الفنان الذي وصلت أعماله في المزادات إلى 39 مليون دولار. تواصل فليتشر مع بارتلو، الذي اتصل بدوره ببيتر دويغ للتحقق من صحة اللوحة. ونفى جوردون فينيكلاسن، شريك في صالة مايكل ورنر التي تمثل دويغ، أن يكون الرسام هو من أنجز العمل.
في 2013 أقام بارتلو وفليتشر دعوى ضد الفنان وصالات عرضه للمطالبة بحق نسب اللوحة إلى دويغ، زاعمين أن الفنان وصالاته «تدخلوا في ميزة اقتصادية مستقبلية» للعمل، وطالبوا بتعويض يصل إلى عشرة ملايين دولار عن «التدخل في الدخل بعمد ضار».
رد محامو دويغ بسجلات تثبت أن دويغ، رغم إقامته المؤقتة في كندا، لم يُسجَن هناك ولم تُسجل عليه سوابق جنائية. وتعقب محاموه امرأة تُدعى مارلين دويغ بوفارد، التي شهدت أن شقيقها الراحل بيتر إدوارد دويغ سُجِن في السبعينيات في المنشأة التي عمل فيها فليتشر، وأنه أثناء سجنه أنجز عدة لوحات، وأن العمل المتنازع عليه يصور مكاناً في أريزونا حيث عاش الأشقاء.
رغم تزايد الأدلة، واصل محامي فليتشر وبارتلو ويليام زيسكي ملاحقة الدعوى، لتنتهي في 2016 بحكم قضى أن دويغ ليس مؤلف اللوحة وأنها من عمل شخص يُدعى بيتر دوِيغ (Peter Doige).
عبر البريد الإلكتروني إلى Hyperallergic رفض بارتلو التنازل عن اتهامه لدويغ بأنه مؤلف العمل، واتهمه بإخفاء سجل جنائي محتمل في ثندر باي. وعلق بارتلو قائلاً: «فريقه القانوني في المحاكمة كان أكبر من فريق أوجي سيمبسون».
تواصلت Hyperallergic مع دويغ ومحاميه وصالة مايكل ورنر لطلب تعليق.
بعد الحكم طالب دويغ بفرض عقوبات على فليتشر والمتقاضين معه، بمن فيهم زيسكي، بتهمة تدبير القضية بغير جدية وبسوء نية. وفي يوليو أيدت محكمة استئناف الولايات المتحدة قرار 2023 بفرض عقوبة قدرها 2.5 مليون دولار، شاملة أتعاب المحامين، على فليتشر.
عند صدور الحكم الأصلي أعلن دويغ أنه سيتبرع بالمبلغ لجمعية غير ربحية تخلق فرصاً فنية للمحتجزين.