بعد أربعة أيام من الحجز، اعترف اثنان من المشتبه بهم “جزئياً” بصلتهم بسرقة المجوهرات التي وقعت نهاراً في متحف اللوفر، بحسب ما أعلنته المدعية العامة بباريس لوران بيكو خلال مؤتمر صحفي اليوم. أما المشتبهان الآخران المرتبطان بسرقة 19 أكتوبر فلا يزالان طليقين، ولا تزال التاجات المسروقة، التي تقدر قيمتها بأكثر من مئة مليون دولار، مفقودة.
كشفت بيكو عن بعض التفاصيل القليلة المتوافرة عن المعتقلين: الأول أوقف مساء السبت في مطار شارل ديغول، وهو رجل يبلغ من العمر 34 عاماً من أصل جزائري ويقيم في فرنسا منذ 2010. كان لديه تذكرة ذهاب باتجاه الجزائر، وله سجل قضائي بإدانة سابقة بتهمة السرقة، كما أنه معروف لدى الشرطة بعدة مخالفات مرورية. وبحسب ما ورد، كان عاطلاً عن العمل وقت تنفيذ السرقة، مع سجل عمل سابق كجامع نفايات وسائق توصيل. تم تحديد هويته عن طريق آثار حمض نووي (DNA) تركت على إحدى السكوترات المستخدمة في الجريمة.
المشتبه الثاني هو رجل فرنسي المولد يبلغ من العمر 39 عاماً، اعتقل بالقرب من منزله في ذات الليلة. هذا الرجل معروف في سجل العدالة بحادثتي سرقة مشددة في 2008 و2014، ويخضع “لإشراف قضائي” في ملف آخر تتوقع المحكمة الجنائية في بوبيني محاكمته بشأنه في نوفمبر المقبل. أخبر المحققين أنه يعمل سائقا أجرة وكان يعمل أيضاً كسائق توصيل في أوقات سابقة. تم التعرف عليه أيضاً عبر عينات DNA وُجدت على بعض القواعد المعروضة المكسورة وعلى أشياء تركت أثناء الفرار.
يقطن الرجلان في حي أوبرفيلييه شمال شرق باريس. وهما الآن أمام قضاة التحقيق بوصفهما متهَمَين بعدة سرقات ارتكبتها عصابة منظمة، تندرج تحت جرائم تصل عقوبتها إلى 15 سنة سجناً وغرامة مالية كبيرة، حسب ما صرحت به المدعية العامة. وامتنعت عن تقديم مزيد من التفاصيل إلى أن يتم توقيف المشتبه بهما الآخرين.
وأكدت بيكو أنه لا توجد دلائل تشير إلى تورط موظفين تابعين للّوفر في الجريمة، وأن نحو عشرين شاهداً كانوا في قاعة أبولو أثناء السرقة لم يبلغ أي منهم عن تهديدات. كما تبيّن أن شخصين مجهولين استوليا على سلة رفع (basket lift) استُخدمت في السطو نهار الجمعة 10 أكتوبر، وأن المشتبهين حاولوا إشعالها بعد مغادرتهم المتحف؛ إذ وُجدت آثار ضئيلة من البنزين.
أعربت المدعية عن تفاؤلها بإمكانية استعادة المجوهرات، مشددة على أنها “غير قابلة للبيع” حالياً، وأن أي شخص سيشتريها سيرتَكب جريمة قبول مسروقات متصلة بهذه القضية. وذكرت الصحافة أن هيئة Hyperallergic تواصلت مع المدعية والمتحف لطلب مزيد من التعليق.