المعرض الوطني في لندن، الحاضن لروائع الفن الغربي من القرن الثالث عشر وحتى مطلع القرن العشرين، يعتزم إنشاء جناح جديد لاستيعاب «مجموعة موسعة» بعد تزويد المشروع بتبرعات خاصة تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 375 مليون جنيه إسترليني (~500 مليون دولار). تُعد هذه المبادرة التحول الأبرز في تاريخ المؤسسة منذ تأسيسها عام 1824.
سيضم الجناح الجديد فضاءات عرض دائمة ومرنة تُتيح دمج «المقتنيات المكتسبة في العصر الحاضر» مع أعمال نشأت «في التقليد الغربي» قبل عام 1900، وفق ما أوضح متحدث باسم المؤسسة لموقع Hyperallergic.
أعلن الماتحف الوطني في 9 سبتمبر أنه تلقى تعهدين نقديين بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني لكل منهما من مؤسسة عائلة الملياردير الوايلزي الأصل مايكل موريتز ومن صندوق راعية الأعمال الخيرية البريطانية الراحلة جوليا راسينغ، لتمويل مبادرة التوسعة المعروفة باسم «مشروع دوماني». وذكرت تصريحاته الرسمية أن هذين التعهدين يمثلان أكبر تبرعين منفردين معلنين علناً لأي متحف في العالم.
وأضافت مساهمات بقيمة 75 مليون جنيه إسترليني أخرى من صندوق المعرض الوطني ومانحين من مجلس إدارة المتحف ومتبرعين مجهولين.
تضم مجموعة المعرض الوطني أعمالاً أيقونية مثل زهور دو فينسنت فان غوخ (1888)، و«سيدة الكهوف» الغامضة لليوناردو دا فينشي من القرن الخامس عشر، و«بورتريه أرنولفيني» ليان فان إيخ (1434)، فضلاً عن أعمال بارزة لرمبرانت وفيرمير ورافائيل وسيزان ومونيه وغيرهم.
ورغم تقارير عدة تفيد بأن الجناح الجديد قد يشير إلى نية المعرض الوطني البدء بجمع أعمال الفن الحديث لأول مرة — وهو تحول عن اتفاق طويل الأمد كان يقضي بعدم جمع أعمال بعد عام 1900 وترك هذه الحقبة لمؤسسة «تِيت» الأحدث عمرًا — فإن إعلان «مشروع دوماني» لم يتضمن وعداً صريحاً ببدء اقتناء الفن الحديث والمعاصر، واكتفى بالإشارة إلى «تعاون متزايد» مع التِيت. وقال البيان إن المؤسستين شكّلتا بالفعل مجموعة عمل لمناقشة إعارات الأعمال وتطوير «العروض الجديدة» في المعرض الوطني.
لم يؤكد متحدث باسم المعرض الوطني بشكل مباشر ما إذا كان المتحف سيشرع في جمع الفن الحديث والمعاصر، لكنه أشار إلى أن المتحف يملك حالياً مجموعة صغيرة تتألف من نحو 25 عملاً أنشئت بعد عام 1900، من بينها لوحة بابلو بيكاسو الزيتية لعام 1914 «طبق فاكهة وزجاجة وكمان».
نقلت صحيفة الغارديان عن مصادر عليا، طلبت عدم كشف هويتها، أن احتمال امتداد جمع المعرض الوطني لما بعد بدايات القرن العشرين قد يثير توتراً بين المؤسستين حول نطاق كل منهما الفني. من جهتها، صرّحت مريا بالشو، مديرة تِيت، بأن الأمناء وفرق القِيام من المؤسستين سيلتقون لمناقشة سبل التعاون. وقد تواصل موقع Hyperallergic مع تِيت للحصول على تعليق إضافي.
كخطوة أولى ضمن «مشروع دوماني»، أعلن المعرض أنه سيطلق مسابقة معمارية دولية لاختيار تصميم جناح متكامل جديد يضم المجموعة الموسعة. سيُقام الجناح على قطعة أرض «سانت فنسنت هاوس» التي اقتناها المعرض قبل نحو ثلاثين عاماً وتشكل جزءاً من حرمّه الحالي.
قال المتحدث لموقع Hyperallergic إن الجناح الجديد من المتوقع أن يفتتح في وقتٍ ما خلال أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.