اغلقت صالة العرض الوطنية للفنون في واشنطن العاصمة أبوابها وأوقفت جميع برامجها في ظل الإغلاق الحكومي المستمر الذي بدأ يوم الاثنين 29 سبتمبر. المتحف من بين المواقع الثقافية الممولة اتحاديًا المتأثرة بتعطل إنفاق الحكومة، بينما يواصل الديمقراطيون والجمهوريون الصراع حول قضايا الرعاية الصحية.
مع دخول الإغلاق أسبوعه الثاني، جرى إيقاف خدمات مئات الآلاف من العاملين الفدراليين في وكالات حكومية حيوية وإحالتهم إلى الإجازة القسرية.
تأسس المعرض بمرسوم من الكونغرس عام 1937، ويعمل كمؤسسة خاصة غير ربحية بالشراكة مع الحكومة الفدرالية، ويحصل سنويًا على مخصصات كونغرسية كبيرة. في عام 2024 تلقى المتحف مخصصات بقيمة 209 ملايين دولار تغطي الأجور والمعارض الخاصة وتكاليف التشغيل. ويعتمد في تمويل برامجه واقتناءاته على دعم جهات خاصة وراعين.
ظل المتحف مفتوحًا حتى يوم السبت 4 أكتوبر مستعينًا بأموال السنة السابقة. وعمّم الموقع الإلكتروني للمتحف بيانًا مفاده أن “جميع البرامج ملغاة حتى إشعار آخر” وأن البريد الإلكتروني الإعلامي للمتحف لم يكن مراقَبًا حتى 6 أكتوبر، حسب البيان.
كان من المقرر أن يفتتح المعرض بضخامة عرضًا للأعمال الفنية للسكان الأصليين الأبورجنال وسكان جزر مضيق توريس في 18 أكتوبر. ويحمل المعرض عنوان “النجوم التي لا نراها: فن السكان الأصليين الأستراليين” ومن المقرر أن يكون أكبر عرض لفن السكان الأصليين الأستراليين خارج قارة أستراليا.
في حين أغلق المعرض الوطني للفنون مع بداية الأسبوع الثاني من الإغلاق، مدد معهد سميثسونيان تاريخ إغلاقه المقدر خمسة أيام إضافية؛ إذ كان قد أعلن في البداية أن الأموال المتاحة ستسمح لبقائه مفتوحًا عبر 21 متحفًا وحديقة الحيوان حتى الاثنين 6 أكتوبر، لكنه سيمتد الآن حتى السبت 11 أكتوبر في حال استمرار الإغلاق الحكومي.
وقال متحدث باسم المؤسسة لوسائل الإعلام إن “جميع موظفي الحكومة غير المعفيين سيُحالون إلى الإجازة القسرية” إذا أُجبر سميثسونيان على الإغلاق.
كما أُغلقت مواقع تديرها خدمة الحدائق الوطنية خلال الإغلاق مع إحالة العاملين إلى الإجازة القسرية، ومنها موقع مقبرة العبيد الأفارقة في مانهاتن. أما المؤسسات الثقافية الخاصة في العاصمة، مثل متحف جامعة جورج واشنطن ومتحف النسيج، فبقيت مفتوحة.
أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة وقع بين ديسمبر 2018 ويناير 2019 واستمر 35 يومًا. وتُظهر تقديرات أن المعرض الوطني للفنون خسر أكثر من مليون دولار من العائدات خلال تلك الفترة، في حين تكبّد سميثسونيان خسائر بالملايين نتيجة إغلاقه آنذاك. وكمؤسسة حكومية مستقلة، حصل سميثسونيان على مخصصات أعلى من المعرض الوطني للفنون، إذ بلغت مخصصاته العام الماضي نحو 1.09 مليار دولار.