انسحاب مجموعة من الفنانين من معرض بارز في أحد أهم متاحف الفن المعاصر في إيطاليا، احتجاجاً على ما وصفوه بـ«روابط المؤسسة بإبادة في فلسطين»، جاء قبل افتتاح المعرض المقرر هذا الأسبوع.
سبعة فنانون — تانيا بروغيرا، دورا غارسيا، فيل كولينز، سينيشا ميتروفيتش، أليسندرا سافيوتي، وجيما ميدينا — كان من المقرر أن تُعرض أعمالهم ضمن المعرض المنتظر «1+1: سنوات العلاقات» الذي يفتتح اليوم في MAXXI بروما. المعرض، الذي ضمن أيضاً أعمال فانيسا بيكروفت، ماوريتسيو كاتيلان، فيليكس غونزاليس-توريس، بيير هويغ وريركريت تيرافانيجا، يعمد إلى استعراض منظومة الجمالية العلاقية التي صاغ أطرها النظرية نيكولا بوريّو عام 1998، وهو نفسه القيم على المعرض.
في رسالة مفتوحة نُشرت على موقع نيرو إدشنز، دار نشر متخصِّصة بكتب الفنانين وكاتالوجات المتاحف، كتب الفنانون أنهم «اكتشفوا موقف MAXXI من الإبادة المستمرة في غزة ومن الاحتلال الوحشي لفلسطين، تجسَّد في قبولها تمويلاً وتعاوناً حديثاً مع شركات مثل إيني وليوناردو وكيانات أخرى متواطئة مباشرة في هذه الفظائع.» هنا وردت عبارة التعاون على نحو خاطئ في النص الأصلي.
تتصل كل من ليوناردو وإيني بإسرائيل؛ ليوناردو تُعدّ أكبر مصنِّع أسلحة في الاتحاد الأوروبي ومن بين الأكبر عالمياً، وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI). أما إيني فهي شركة تعمل في مجال التقنيات الطاقية، وكانت واحدة من ست شركات منحتها وزارة الطاقة الإسرائيلية رخصة للتنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط في أكتوبر 2023، بحسب تقرير لرويترز.
وتوضح الرسالة أيضاً أن MAXXI «لها تاريخ من الشراكات مع شركات متورطة مباشرة في إبادة الشعب الفلسطيني»، ومن الأمثلة التي ذُكرت أن إيني دعمت هذا الخريف عملاً موكلاً إليه منتَج من MAXXI للفنان الإيطالي ماوريتسيو نانوشي في Gazometro G3 داخل مجمَّع إيني بروما. كما أوردت الحواشي أربعة برامج ذات صلة بإسرائيل نظمها المتحف خلال السنوات الأخيرة، من بينها معرض 2018 «تل أبيب، المدينة البيضاء» وفعالية شباط/فبراير 2024 بعنوان «7 أكتوبر 2023: إسرائيل تحرق».
يقول بيان الفنانين: «ليست حالات معزولة؛ فمثل هذه الممارسات المربكة تشكِّل نمطاً أوسع من الخيارات المؤسسية التي تُظهر دور المتحف في إضفاء الشرعية على الدعاية الصهيونية وسرديات تمكّن المسح المنهجي للثقافة والتاريخ والحياة الفلسطينية. نرى أن هذا سياق غير مقبول لعرض أعمالنا.»
إلى جانب بيان انسحاب الفنانين، أصدرت خمس مجموعات ناشطة مناهضة للصهيونية — Galassia Antisionista وVogliamo Tutt’Altro وBDS Roma وIl Campo Innocente وANGA — بياناً إضافياً، أشاروا فيه إلى أن إيطاليا تحتل المرتبة الثالثة بين مورِّدي الأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة وألمانيا، استناداً إلى دراسة 2024 لمعهد SIPRI.
وجاء في نصّ المجموعات الناشطة: «لن نسمح لأعمالنا أن تخدم مؤسسات تدعم وتلمع تدمير المجتمعات، تصحُّر النُّظم البيئية، وإنكار حقوق الفلسطينيين. الفن ليس محايداً. لا ينبغي على الفنانين التعاون مع MAXXI ما دامت المؤسسة لا تتخذ موقفاً واضحاً وعاماً ضد الإبادة وتقطع شراكاتها مع الكيانات المستفيدة من الاستعمار الصهيوني لفلسطين.»
أطلقت هذه المجموعات أيضاً مقاطعة لعدة مؤسسات ثقافية إيطالية في أبريل الماضي، شملت MAXXI ومعرض Miart ومتحف Palazzo delle Esposizioni في روما.
لم يتضح بعد ما إذا كانت أعمال الفنانين ستُزال فعلاً من المعرض؛ فمحاولات ARTnews المتكررة للحصول على تأكيد بالانسحاب أو تعليق من إدارة MAXXI لم تَلْقَ رداً.
دعا الفنانون في بيانهم الآخرين للانضمام إلى المقاطعة حتى «تدين MAXXI بشكل لا لبس فيه إبادة إسرائيل في غزة واستعمار فلسطين، وتلتزم بقطع كل الصلات مع الشركات المتواطئة في جرائم ضد الإنسانية.» لاحظوا أيضاً: «في ضوء موقف MAXXI وتحالفاته، لا يمكننا ضميرياً التعاون مع مؤسسة من هذا النوع، ولذا انسحبنا جماعياً من المعرض. هذا القرار يؤكد قناعتنا بأننا كفنانين يجب أن نتحمّل مسؤولية الظلم الذي قد تُستخدم أعمالنا لتبريره أو لتجميله فنياً. النضال من أجل تحرير فلسطين لا ينتهي بخطة سلام تُستغل ذريعةً رقيقة للاضطهاد والتوسع الاستعماري. علينا أن نواصل رفع أصواتنا وتوضيح مواقفنا وما نعارضه.» — ادانة واضحة للموقف المطلوب من المتحف.