أعلنت مؤسسة بانتون عن لون السنة 2026: “كلود دانسر” (PANTONE 11-4201). لون يشبه نفسًا رقيقًا من الأبيض، ممتلئ بالهواء ومصمم كي لا يشعر كـ«لون» بالمعنى التقليدي بقدر ما يشعر كوقفة قصيرة؛ مهرب محتمل من الحالة الكئيبة السائدة أو انعكاس لقراءة بانتون لمزاج العالم، حيث بدا الناس مرهقين بعد أحداث متلاحقة.
بينما كان لون 2025، موكا موس، يحاول أن يهدئنا بدفئه، يتحرك كلود دانسر في الاتجاه المعاكس لصالح الهدوء: نبرة هادئة تقابل فرط التحفيز الذي يعيشه نمط حياتنا العصري — الذكاء الاصطناعي متضمن. إنه تنظيف بصري لمساحات تتسارع من حولنا، محاولة لإفساح مجال للصمت والتأمل.
تصف بانتون كلود دانسر بأنه “درجة من الصفاء”؛ تقيّد التعقيد وتبسط المشهد. تقول لياتريس إيزيمان، المديرة التنفيذية لمعهد ألوان بانتون، إن “الضجيج المحيط بنا أصبح طاغياً”، وكلود دانسر يقدم وسيلة للابتعاد عن ذلك الصوت المضطرب، لاستعادة الصوت الداخلي الذي يختفي في عجل الحياة. لوري برسيمان، نائبة رئيس المعهد، ترى أننا نعيش لحظة انتقالية: الناس يبحثون عن الحقيقة والاحتمال ونمط حياة جديد، ويصفان كلود دانسر كلون يجلس بين مستقبلنا الرقمي وحاجتنا البدائية للاتصال — لون عبوري للحظة عبورية، ومنصة انطلاق لإبداع يتشكل حين تتلاشى الحدود.
احتفاءً باللون، تعامل بانتون كلود دانسر كقماشٍ أبيض أصلي، وتكلف فنانين لتأويل الدرجة بطريقتهم. التعاون الأول مع الرسام إميليانو بونزي ظهر في حقيبة توتي محدودة الطبعة تمزج لغته البصرية الحادة بسكون اللون الهوائي. وهو بمثابة بداية لمبادرة أوسع تمتد طوال 2026، تسعى إلى تسليط الاضاءة على الإبداع عبر التخصصات ومنح المجتمع مساحة للتجربة واللعب.
اللون لم يمضِ دون أن يلفت انتباه السوق: موتورولا أطلقت نسخة خاصة من Edge 70 بغطاء جلد نباتي مبطن وتفاصيل من سواروفسكي، وبلاي-دو أعاد تخيل عجينه بلون كلود دانسر احتفالاً بسبعين عاماً من تشكيل الخيال الصغير، مؤطراً الدرجة كأداة للعب أهدأ وأكثر قصداً. علامة بوست-إت تضيف اللون إلى مجموعة الحياد التي ستصدر في الربيع، وPura تُرجمه إلى عطر يحاول التقاط هدوئه الهوائي، وسبوتيفاي جَمعت قائمة تشغيل مُنسقة مستوحاة من كلود دانسر — الأولى من نوعها.
تأخذ فنادق ماندارين أورينتال لمسات كلود دانسر إلى مساحاتها، من تجارب السبا إلى تركيبات موسمية حالمة، بينما تطور Joybird أقمشة محسية وتصاميم أثاث تردّد هدوء الدرجة.
للمبدعين، يفتح كلود دانسر نقاشاً أوسع عن البساطة. لقد كان 2025 عاماً صعباً للعديد من العاملين في الصناعة، لا سيما المستقلين وأصحاب الاستوديوهات الذين صاحبتهم حالتا عدم اليقين وتقلّبات الميزانيات والتغيير المستمر. أبيضٌ بنيويّ مثل كلود دانسر يبدو في وقته المناسب: ليس صاخباً ولا متطفلاً، بل داعم وثابت. هذه وجهة نظري.
الأهم أنه يمهد لعام 2026 حافل بالإبداع، كأساس متعدد الاستخدامات يتيح للألوان الأخرى أن تتألق، وفي الوقت نفسه كافٍ التعبير بنفسه ليؤصل للموضة، والديكور الداخلي، والجمال، والتغليف، والتصميم الرقمي. في الأزياء، ينتقل بسلاسة بين أشكالٍ عازلة وملابس شيفون عائمة؛ في الجمال، يصبح قاعدة نظيفة وحديثة لأي رؤية إبداعية؛ وفي المساحات الداخلية، يتعلق الأمر بخلق غرف تتنفّس من جديد.