نشر الفنان الغامض بانكسي صورة لعمله الفني الجديد على وسائل التواصل الاجتماعي، من دون أن يوضح مكان وجوده، ما دفع محبي الفن إلى التكهن حول الموقع الحقيقي لهذا العمل، وكذلك معناه الرمزي.
الرسمة الجدارية تُظهر منارة مرفقة بعبارة مكتوبة تقول: “أريد أن أكون ما رأيته فيّ”. اللافت أن هذه المنارة مرسومة بطريقة تجعلها تبدو كأنها ظل لحاجز معدني موضوع على طرف الرصيف، مما يعكس حس الفنان في الدمج بين الواقع والخيال البصري.
بانكسي، المعروف برسوماته الجدارية المثيرة للجدل وهويته المجهولة، نشر صورتين لهذا العمل يوم الخميس عبر حسابه على إنستغرام، الأمر الذي أثار موجة من النقاشات حول مكان تواجد اللوحة.
وبحسب ما نشره حساب MyArtBroker، المعني بالفنون ومقره لندن، فإن العمل الجديد يقع في مدينة مرسيليا الساحلية جنوب فرنسا، وهي مدينة تشتهر بتاريخها كميناء رئيسي وكمركز ثقافي غني بتنوعه واحتضانه للمهاجرين.
كالعادة، لم يوضح بانكسي الرسالة المباشرة خلف العمل، مما فتح الباب أمام التفسيرات المختلفة. وأشار MyArtBroker إلى أن الرسمة قد تكون مرتبطة بمواضيع مثل “المنظور، المعنى، والأصوات المهمشة”، خاصة أن مرسيليا تعتبر نقطة التقاء بين الثقافات ومساحة للتعبير عن قضايا اجتماعية متعددة.
أما العبارة المكتوبة في العمل “أريد أن أكون ما رأيته فيّ”، فيُعتقد أنها مقتبسة من كلمات أغنية لفرقة Lonestar الأمريكية تحت عنوان “Softly”، والتي تقول كلماتها: “أريد أن أكون ما تراه فيّ، أريد أن أحبك كما تحبني”، ما يضفي بُعدًا إنسانيًا عميقًا يمكن تفسيره كدعوة للتقدير الذاتي أو للتعبير عن مشاعر غير معلنة.
بانكسي، الذي لطالما ارتبط اسمه برسومات تعالج قضايا مثل الحرب، والفقر، والفساد، والاستهلاك المفرط، والظلم الاجتماعي، يواصل من خلال هذا العمل الجديد إثارة الجدل وتحفيز التفكير دون تقديم إجابات مباشرة، متمسكًا بأسلوبه الذي يترك مساحة للمشاهد لتأمل الرسالة والمعنى بطريقته الخاصة.
ورغم الغموض الذي يكتنف معاني رسوماته دائمًا، يظل تأثير أعمال بانكسي حاضرًا بقوة، ويبرهن من جديد أن الفن يمكنه أن يخلق حوارًا واسعًا من مجرد جدار وصبغة وعبارة مختارة بعناية.