بعثة إسبانية استعمارية مفقودة على تخوم تكساس تُكتشف من جديد

اكتشاف موقع مهمة تاريخية ضائعة

أُعيد اكتشاف موقع مهمة نوسترا سيغنورا ديل إسبيريتو سانتو (سيدتنا روح القدس)، إحدى أوائل النقاط الاستيطانية على حدود الاستعمار الأوروبي في تكساس، بعد أن ظلّ مفقوداً طويلاً.

قادت فريق آثار من جامعة تكساس للتقنية (Texas Tech University) بالتعاون مع علماء آثار من لجنة تكساس التاريخية إلى العثور على الموقع في مقاطعة جاكسون بولاية تكساس، على مزرعة خاصة قرب حصن بريزيديو لا باهيا وحصن سانت لويس. أُنشئت المهمة خلال ثمانينات القرن السابع عشر على يد المستكشف والتاجر الفرنسي رينيه-روبير كافالييه، سيور دو لا سال، الذي لعب دوراً محورياً في محاولات الاستيطان الفرنسي في أمريكا الشمالية، وبطريقة غير مباشرة أسهم في إدعاء الولايات المتحدة لولاء على إقليم تكساس. كانت مهمة سيدتنا روح القدس من أنجح المحاولات لتحويل قبيلة الكارانكاوا إلى المسيحية، ولكنها في نهاية المطاف تسببت في زواله: فقد قُتل لا سال أثناء بعثة للعثور على مصب نهر المسيسيبي، بينما دمرت قبيلة الكارانكاوا المستعمرة، وتعرّض بعض أعضائها للقتل والتشتت والخطف.

احتل الإسبان الموقع ضمن حملتهم التبشيرية في أمريكا الشمالية، غير أن المستوطنة لم تلبث طويلاً، وفُقد أثر المهمة بالكامل عندما شرعت إسبانيا في الانسحاب من الحدود الشرقية خلال القرن الثامن عشر وسط تقلبات إقليمية بين فرنسا وإسبانيا وبريطانيا. بقي الموقع مفقوداً لكنه لم يُنسَ، وظلت أجيال متعاقبة من علماء الآثار تبحث عن الموقع الذي يمثل خاتمة قصة لا سال.

قادتهما تمرا والتر، الأستاذة المساعدة في علم الآثار بقسم الاجتماع والأنثروبولوجيا والعمل الاجتماعي، الفريق الذي عثر أخيراً على الموقع. قالت والتر لصحيفة Phys.Org: «كان هناك تعاون كبير، وقد ظلّ الكثيرون يحاولون إيجاد الموقع لسنوات طويلة. لم يكن بوسعنا إتمام هذا العمل لولا مساهمة عدد كبير من الناس».

يقرأ  أوديلي دونالد أوديتا يقاضي معرض جاك شاينمان بعد احتجاز أعماله الفنية

يستعد الفريق، الذي يضم طلاباً من جامعة تكساس للتقنية، لإجراء مسح مغناطيسي لتحديد الحدود الدقيقة للموقع، ثم لحفر أثري محتمل لاستخراج ما تبقى من قطع أثرية.

وأضافت والتر أن ثمة مواقع أخرى من نفس الحقبة لكنها ظلّت محتلة لما يقرب من مئة عام، فأخفت الطبقات اللاحقة آثار الإشغالات الأولى. «في هذه المهمة، تشير الدلائل إلى نشاط امتد تقريباً من عام 1721 أو 1722 إلى عام 1725 أو 1726. لدينا لقطـة زمنية واضحة لما كان يَعنيه العيش على الحدود الإسبانية في تكساس في تلك اللحظة بالذات.»

أضف تعليق