بدا أن وزارة الثقافة السورية نشرت أمس تفاصيل حول القطع الأثرية المسروقة من المتحف الوطني بدمشق يوم الأحد، ثم حذفت البيان الموجز بعد عدة ساعات. وأثارت تلك التغريدة المحذوفة مزيدًا من المطالب بالشفافية بشأن ما فُقد وبشأن مجريات التحقيق.
أفادت وسائل إعلام دولية يوم الثلاثاء بأن ستة تماثيل رومانية وسبائك ذهبية سُرقت من قسم الآثار الكلاسيكية بالمتحف، نقلاً عن مصادر طلبت عدم الإفصاح عن هويتها. في وقت لاحق، أعلت المديرية العامة للآثار والمتاحف ووزارة الثقافة، المشرفة على المتحف، وقوع السرقة وبدء تحقيق رسمي، لكنها امتنعت عن الإفصاح عن تفاصيل إضافية.
مقالات ذات صلة
نحو الساعة ٨:٣٠ مساءً بتوقيت دمشق يوم الأربعاء، نشرت منصة «سوريا ناو» على فيسبوك صورًا لستة تماثيل زعمت أنها القطع المسروقة. وتحقق ما ورد جزئيًا بعد نصف ساعة حين نشرت وزارة الثقافة إشعارًا تضمن نفس التماسيه الرخامية العارية المُنقوشة للآلهة فينوس مع أبعادها وأرقامها في الكتالوج، داعية الجمهور إلى الإدلاء بمعلومات. ومع ذلك، سُحب المنشور خلال ساعات.
لقد بقيت طلبات ARTnews للتعليق من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف ووزارة الثقافة دون رد.
تأسس المتحف عام 1919 ويحتضن آلاف القطع الأثرية الممتدة من عصور ما قبل التاريخ إلى الحقبتين الرومانية والبيزنطية. وتعززت إجراءات الحماية في المتحف مع اندلاع الحرب الأهلية السورية التي استمرت 14 عامًا، ثم عقب انهيار نظام الأسد الذي استمر في الحكم 54 عامًا في ديسمبر الماضي. أغلق المبنى لست سنوات خلال الحرب، وأُغلق مجددًا في 7 ديسمبر 2024، قبل يوم من وصول مقاتلين إلى دمشق، مما أثار مخاوف من نهب. وأُعيد افتتاح المتحف في يناير الماضي.
لكن الحادث أعاد إحياء المخاوف السابقة بشأن قدرة المتحف على توفير الحماية الكافية لمجموعاته.
قال متحدث باسم اليونسكو لصحيفة الآرت نيوز: «لاحظت اليونسكو خلال تقييم أُجري هذا الصيف وجود نواقص جوهرية في تدابير السلامة». وأضاف أن المنظمة تدعم حاليًا متحف دمشق في شراء أنظمة مراقبة وأقفال أبواب وإنذارات حريق لتنفيذ ترقيات أمنية أساسية تهدف إلى تعزيز حماية مخزن واحد فقط، وذلك بسبب محدودية الموارد.
ذكر تقارير أن السرقة وقعت ليل الأحد واكتُشفت صباح الاثنين عندما وُجد باب مكسورًا. وأخبر مصدر مقرب من إدارة المتحف وكالة «فرانس برس» أن ستة عناصر سُرقت ووُصفت بأنها سبائك ذهبية، مع استنكاف المصدر عن تأكيد أعمارها أو مصدرها. وصرّح قائد شرطة دمشق، اللواء أسامة عتكة، لوكالة سانا الرسمية بأن عددًا من التماثيل ومقتنيات نادرة فُقدت من المتحف. واحتُجز عدة موظفين وحراس للاستجواب على خلفية التحقيق ثم أُفرج عنهم لاحقًا.