شرعت أعمال الهدم في الجناح الشرقي للبيت الأبيض التاريخي في وقت سابق هذا الأسبوع لفسح المجال لقاعه رئاسية جديدة من مبادرة الرئيس دونالد ترمب، فطلب الصندوق الوطني للحفاظ على التراث التاريخي من إدارة ترمب إيقاف أعمال البناء مؤقتاً إلى حين مراجعة مخططات البناء.
أرسل الصندوق الوطني يوم الثلاثاء رسالة إلى لجنة التخطيط للعاصمة الوطنية، وخدمة المتنزهات الوطنية، ولجنة الفنون الجميلة، أعرب فيها عن مخاوفه بشأن حجم المشروع وطبيعته. وتضمن نص الرسالة تحذيراً مفاده: «بينما يعترف الصندوق الوطني بفائدة وجود مساحة اجتماعات أكبر في البيت الأبيض، فإننا نشعر بقلق عميق من أن الكتلة والحجم والارتفاع المقترح للبناء الجديد سيفوقان هيبة البيت الأبيض ذاته—وهو مشروع تبلغ مساحته حوالي 55 ألف قدم مربعة—وقد يخلّان نهائياً بالتوازن الكلاسيكي الدقيق لتصميم البيت الأبيض، الذي يرتكز على جناحين شرقي وغربي أصغر وأدنى.»
ورغم أن الصندوق الوطني للحفاظ على التراث التاريخي مؤسسة غير ربحية أُنشئت بقرار من الكونغرس وتُعنى بسياسة الحفاظ على المواقع التاريخية الأمريكية، فإنه لا يملك سلطة قانونية لإيقاف البناء.
وأشار الخطاب كذلك إلى المعايير والإرشادات المنصوص عليها في معايير وزير الداخلية لإعادة التأهيل، مشدداً على أن الإضافات الجديدة يجب ألا تدمر النسيج التاريخي للموقع وأن تكون الأعمال الجديدة متوافقة مع الكتل والحجوم والمقاييس والسمات المعمارية القائمة. وبصفته «معلمًا تاريخيًا وطنيًا، وحديقة وطنية، ورمزًا معترفًا به عالميًا لمثل أمتنا»، طالب الصندوق باحترام الإجراءات القانونية ودعا الإدارة وخدمة المتنزهات الوطنية إلى وقف الهدم لحين اجتياز مشروع القاعه المزعوم عمليات المراجعة العامة والشرعية المطلوبة، بما في ذلك المشاورات والمراجعات أمام لجنة التخطيط للعاصمة الوطنية ولجنة الفنون الجميلة، وإتاحة الفرصة للتعليق العام.
أعربت جمعية مؤرخي العمارة عن مخاوف مُماثلة في بيان الأسبوع الماضي، كما نادى المعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين في رسالة أرسلت في أغسطس بشأن حجم القاعه وتأثيرها الكلي على البيت الأبيض—وعلى الرغم من ذلك، لا يمتلك أي منهما دورًا تشريعيًا في مراقبة المشروع.
تتولى خدمة المتنزهات الوطنية صيانة حدائق ومرافق البيت الأبيض، وقد أوضحت في وثيقة مكونة من 56 صفحة عام 2014 نواياها للتعاون مع الإدارات الرئاسية، وخدمات الحماية، وغيرها من الوكالات الحكومية «لضمان كلٍّ من الحفاظ والاستخدام لهذا المنزل الذي يُعدّ من أكثر المباني شهرة في العالم.» وقد تواصلت ARTnews سابقًا مع خدمة المتنزهات لطلب تعليق، لكن الهيئة لم تُبدِ رداً بعد.
تأتي هذه التجديدات الضخمة قبيل الذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة، وفي ظل استمرار إحدى أطول حالات إغلاق الحكومة في تاريخ البلاد—التي تُعد ثاني أطول إغلاق حكومي، علمًا أن أطولها سبق وأن وقع أيضًا خلال الولاية الأولى لترمب.
شبهت أليسا فاراه جريفين، مساعدة سابقة لترمب في ولايته الأولى، البناء الجديد بالثورة الفرنسية، وصرّحت في برنامج تلفزيوني «كأنها ماري أنطوانيت»، في تلميح إلى حياة البذخ التي ارتبطت باسم الملكة وإهمالها للفقراء، وهو ما اعتُبر سببًا في فقدانها للسلطة.
من جهتها، دافعت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، عن الخطط قائلة لشبكة فوكس نيوز: «كاد كل رئيس عاش في هذا البيت الأبيض الجميل خلفي أن يجري تحديثات وتجديدات خاصة به. لقد تمنى الرؤساء لعقود مساحة فعاليات أكبر هنا في البيت الأبيض تستوعب مئات الحضور أكثر من غرفة الشرق وغرف تناول الطعام الرسمية الحالية.»
نشرت الصفحة الرسمية للبيت الأبيض ورقة حقائق عن تجديدات المبنى وتوسعاته خلال القرن الماضي، وفيها هجوم لاذع على «اليساريين الهائجين وحلفاء الأخبار المزيفة الذين يثقلون صدورهم قلقًا تجاه الإضافة الرئاسية الباهرة، الممولة خصوصياً»، ووصف الإعلان الإضافة بأنها «تراث رئاسي يفخرون به.»
أفادت شبكة CBS News أن مسؤولاً في البيت الأبيض قال إن مخططات البناء ستُعرض على لجنة التخطيط للعاصمة الوطنية «في الوقت المناسب»، ونُقل عن مسؤول آخر أن نطاق وحجم المشروع ظلّا خاضعين للتغيير أثناء تطور مسار العمل.