في هجوم لاذع على منصة «تروث سوشال» يوم الثلاثاء، وصف دونالد ترامب مؤسسة سميثسونيان بأنها «خارجة عن السيطرة». وقال إن شبكة المتاحف والأبحاث تركز بشكل مفرط على «كم كانت العبيدية سيئة» و«مدى وحشية بلدنا».
وتجاوز ترامب في تعليقاته هذا الحد فاعتبر المتاحف في الولايت المتحدة «الركن الأخير لما يُسمى بالـ›ووك‹»، وهو مصطلح يستعمله المحافظون لتقويض القيم التقدمية، مع أن للمصطلح جذوراً تاريخية عميقة في الثقافة السوداء تعود إلى حركة الحقوق المدنية، ويشير إلى وعي اجتماعي وسياسي في سياق العدالة العرقية.
الأسبوع الماضي، بدأت إدارة ترامب في مرجعة عمل السميثسونيان، متعهدة بإجراء «تصحيحات في المحتوى» حيث يرى مسؤولون أن المواد «مُفرقة».
وكتب الرئيس قائلاً إنه «لن يسمح بحدوث ذلك»، مضيفاً أنه كلف محاميه بمراجعة المتاحف وبدء نفس العملية التي جرت مع الكليات والجامعات حيث أُحرز تقدم كبير. وأضاف: «لا يمكن لهذا البلد أن يكون WOKE، لأن WOKE مكسور.»
بعد أن سحب ترامب في وقت سابق من هذا العام منحاً اتحادية بقيمة 400 مليون دولار من جامعة كولومبيا، رضخت الجامعة لمطالبه، بما في ذلك تبني تعريف مثير للجدل للعنصرية المعادية للسامية يتضمن بعض أشكال نقد إسرائيل والامتثال لإجراءات مناهضة للتنوّع والمساواة والشمول. واتفقت كولومبيا على دفع غرامة قدرها 200 مليون دولار في تسوية لاستعادة التمويل.
ومع أن السميثسونيان مؤسسة مستقلة، فهي تعتمد اعتماداً كبيراً على الأموال الفيدرالية؛ نحو 62% من تمويلها يأتي من الحكومة الفيدرالية، ويشغل نائب الرئيس ورئيس المحكمة العليا مقعدين في مجلس الأمناء.
وقد اقترحت الإدارة بالفعل إلغاء التمويل للمتحف الوطني لللاتينيين الأمريكيين، الذي لم يُبنَ له مقر فعلي بعد، ولمتحف مجتمع أناكستيا الذي تأسس عام 1967 لتوسيع التفاعل مع سكان واشنطن من السود.
ورد تحالف المتاحف الأمريكي ببيان يدين محاولات الإدارة لتشكيل السميثسونيان. وجاء في البيان: «يثق الناس في المتاحف لأنها تعتمد على البحث العلمي المستقل، وتحافظ على معايير مهنية رفيعة، وتحتضن البحث المفتوح. حين تملي أي توجيهات ما ينبغي عرضُه أو ما لا ينبغي عرضه، فإنها تخاطر بتقليص نافذة الجمهور على الأدلة والأفكار وطيف كامل من وجهات النظر.»