ترامب يقيل لجنة الإشراف على الفنون بأكملها

أصدر البيت الأبيض قراراً بإنهاء عمل جميع أعضاء لجنة فدرالية مستقلة أُنشئت بقرار من الكونغرس لتقديم المشورة للرئيس والحكومة في قضايا التصميم والجماليات التي تمس المصلحة الفدرالية وتحفظ هيبة عاصمة البلاد. هذه الخطوة طالت أعضاء هيئة استشارية تاريخية كانت مهمتها رسم معالم المشهد العام في واشنطن ومراجعة مشاريع تتعلق بالمظهر العام للعاصمة.

أُبلغ ستة أعضاء شاغلون في “لجنة الفنون الجميلة” عبر رسالة إلكترونية صادرة عن موظفين في البيت الأبيض بأن مناصبهم أُلغيت فوراً “نيابة عن دونالد ج. ترامب”، حسبما أفادت واشنطن بوست أولاً مساء الثلاثاء. وكانت الوكالة معنية بمراجعة مخططات قاعة رقص جديدة ومقترح ما سُمّي بـ«قوس الاستقلال».

تأتي عمليات الإقالة هذه بعد قرار الرئيس بهدم الجناح الشرقي التاريخي للبيت الأبيض الأسبوع الماضي لإفساح المجال لمشروع قاعة رقص فاخر، على الرغم من حصوله على تصاريحٍ مثارة للجدل. وتتزامن أيضاً مع تحقيقات رسمية يفتحها الديمقراطيون لتقصّي الأبعاد السياسية لتمويل المشروع من قبل متبرعين خاصين.

راجع موقع “هايبرأليرجك” رسالة الإقالة المختصرة المكوّنة من سطرين، والتي أُرسلت باسم ماري سبراولز من مكتب شؤون الموظفين الرئاسي، وهي نفسها المسؤولة عن إقالة المجلس الوطني للعلوم الإنسانية في وقت سابق من الشهر ذاته.

قال مسؤول في البيت الأبيض لموقع “هايبرأليرجك” إن الإدارة تستعد لتعيين أعضاء جدد للّجنة. وفي بيان إلكتروني أضاف المسؤول: “نجهّز لائحة جديدة من الأعضاء تتوافق أكثر مع سياسات الرئيس ترامب ضمن أولويات ‘أميركا أولاً’.” وتشمل وعود الرئيس ضمن هذه الأولويات تشييد جدار على الحدود، وتخفيض البيروقراطية الحكومية، وفرض تعريفات جنسية وصفها منتقدون بأنها معادية للمتحولين جنسياً، وإعادة تسمية معالم عامة لتكريم تاريخ الأمة كما يرى هو مناسباً.

تأسست لجنة الفنون الجميلة بموجب قانون عام 1910 كوِحدة مكوّنة من سبعة أفراد “قضاة مؤهلين في الفنون الجميلة” يعينهم الرئيس. ووفق التشريع الأصلي، تضطلع اللجنة بتقديم المشورة بشأن مواقع واختيار التماثيل والنصب والحدائق العامة في دائرة العاصمة. ولاحقاً، وسّع أمر تنفيذي لعام 1910 نطاق إشراف اللجنة فأوجب عدم إقامة أي مبانٍ عامة في واشنطن دون عرض مخططاتها على هذه الهيئة.

يقرأ  سبنسر إلدن يخسر قضيته بشأن صورة طفولته على غلاف ألبوم

شغلت مقاعد اللجنة، خلال فترة إدارة بايدن، شخصيات من المعماريين والمخططين الحضريين من بينها أستاذة جامعة هوارد هازل روث إدواردز ومدير مبادرة “العلوم الإنسانية في المكان” بمؤسسة ميلون جاستين غاريت مور، وقد وُضع هؤلاء لأدوارٍ تؤديها فترات خدمة تمتد لأربع سنوات. وكانت اللجنة ناقصة العضوية بعد رحيل بيلي تسيين عند انقضاء مدتها، بحسب ما أفيد.

أشارت صفحة الوكالة إلى أن نشاط اللجنة توقف مؤقتاً بسبب إغلاق الحكومة، قبل أن تعقبها هذه الإقالات. وتعد هذه التحركات جزءاً من سلسلة خطوات تختبر مدى سيطرة الرئيس على قرارات تصميم البنية الفدرالية في منطقة واشنطن الكبرى. ففي أشهر سابقة اجتذب طرحه لبناء مبانٍ فدرالية «بالطراز الكلاسيكي» انتقادات واسعة من المعماريين الذين رأوا في ذلك تقييداً للتعبير الإبداعي وفرضاً لتفضيلات تصميمية رسمية. كما اقترح بناء «قوس الاستقلال» في أرلينغتون، وعند سؤال مراسل عن لمن سيكون هذا المعلم أشار إليه بنفسه.

حاولت “هايبرأليرجك” الاتصال بجميع الأعضاء الستة السابقين المتأثرين بقرار الإقالة للحصول على ردودهم.

أضف تعليق