عنوان: معرض ايتشي الثلاثي السنوي يثير احتجاجات على خلفية شراكات اقتصادية مع إسرائيل
المعرض الثلاثي لآيتشي، وهو حدث دولي متكرر يُقام في اليابان ويحظى بمتابعة واسعة، وجد نفسه محاطاً بسحابات احتجاجات ناتجة عن روابط بين حكومة محافظة آيتشي والكيانات الإسرائيلية، لا سيما وأن المحافظة هي الجهة المانحة لجزء من تمويل المعرض.
تتركز الاحتجاجات حول برنامج التوفيق بين آيتشي وإسرائيل (Aichi‑Israel Matching Program)، الذي يربط شركات محلية في المحافظة بشركات ناشئة إسرائيلية بهدف تمكين المؤسسات المحلية من “اكتشاف تقنيات مبتكرة” كما يصف موقع البرنامج نفسه. وينبع البرنامج من مذكرة تفاهم أُبرمت بين المحافظة وهيئة الابتكار الإسرائيلية عام 2022.
رغم أن معرض آيتشي الثلاثي ليس مرتبطاً رسمياً بالبرنامج، فكلاهما يتلقيان دعماً مالياً من المحافظة. وقد تداولت رسالة مفتوحة على الإنترنت تحثّ الفنانين المشاركين في المعرض على تبنّي وسم #SMASHTHEMATCH والمطالبة بإلغاء البرنامج فوراً، متهمة إياه بـ«تطبيع أول إبادة جماعية مدعومة بالذكاء الاصطناعي وفصل عنصري تقوده التكنولوجيا» وتحويل الشركات والعاملين فيها إلى متواطئين مع جرائم الإبادة، على حد تعبير الرسالة.
وقع العديد من الفنانين على تلك الرسالة، من بينهم باسل عباس ومايكل راكويتز ودالا ناصر ومانري كيم، مؤسس فرقة الأداء “تايهن”. وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل احتجاجاً صغيراً أمام المعرض خلال حفل الافتتاح الأسبوع الماضي.
في رد عبر البريد الإلكتروني، قال متحدث باسم معرض آيتشي الثلاثي لموقع ARTnews إن العرض «ليس مرتبطاً مباشرة بأي شراكات اقتصادية أو صناعية أخرى تقوم بها محافظة آيتشي».
أخرجت الدورة الحالية بإشراف هوور القاسمي، مديرة مؤسسة الشارقة للفنون، وحملت التسمية «زمن بين الرماد والورد» مقتبسة من قصيدة للشاعر أدونيس، الذي أفادت القاسمي بأنه منحها إذناً باستخدام الاقتباس. كما تحدثت القاسمي عن الحرب في غزة خلال مناسبات نظمها المعرض، ونقلت التقارير قولها في مؤتمر افتتاح المعرض إن «العمل العسكري الإسرائيلي يُشكل إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً»، وأضافت: «كانت تجربة عاطفية للغاية. أرددُ ما يقوله كثيرون: لا أحد منا سيكون حراً حتى يكون الجميع أحراراً. فليكن تحرير فلسطين».
ومن جانبه قال متحدث المعرض إن «آيتشي الثلاثي يحترم حرية التعبير الكاملة لجميع فناناته المشاركة. إنّ ‘زمن بين الرماد والورد’ منصة تجسد فكرة أن التضامن والأصوات الجمعية يمكن أن تمهّد لمستقبل أكثر إشراقاً للأجيال المقبلة».
كما هو الحال سابقاً، تم إعداد هذه الدورة من قبل لجنة تنظيمية، وقد خسرت اللجنة عضواً واحداً منذ اندلاع الجدل حول برنامج التوفيق. فقد أكّد المتحدث رحيل هيدييوكي توميتا، رئيس ومدير تنفيذي لشركة توهو تكنولوجي، عن منصبه في إدارة المعرض. وتشير تقارير سابقة إلى أن توهو تكنولوجي «قررت التركيز على منظومة الشركات الناشئة الإسرائيلية» عام 2020، إلا أن ARTnews لم تتمكن من التثبت من مشاركة الشركة الرسمية في برنامج التوفيق. ولاقى تورط توميتا اعتراضات من حسابات اجتماعية مهتمة بالقضية الفلسطينية.
أوضح المتحدث أن توميتا غادر لأسباب شخصية، بينما تواصلت ARTnews مع شركة توهو تكنولوجي للحصول على تعليق.