تعطّل مشروع «تمساح ألكاتراز» لكن التراث الأصلي لا يزال مهدداً

أصدرت قاضية اتحادية أمس، السابع من أغسطس، أمراً قضائياً يوقف استمرار أعمال البناء في مركز الاحتجاز المعروف إعلامياً باسم «جزيرة التماسيح — ألكاتراز»، استجابة لدعوى قضائية تؤكد أن المشروع يهدد التنوع البيولوجي وتراث السكان الأصليين.

تقول الدعوى إن السجن لا يضر فقط بأنواع مهددة بالانقراض مثل فهد فلوريدا وخفّاش ذو قُبَّعَة، بل يتعدى أيضاً على الروابط الثقافية والروحانية العميقة لشعب ميكوسوكيه مع الأراضي المحيطة بمطار تدريب ومرحلة ديد-كولير (Dade-Collier Training and Transition Airport)، حيث بُني المركز.

وفقاً لشيوخ القبيلة، توجد خمس عشرة قرية تقليدية نشطة داخل محمية بيغ سايبرس الوطنية، وكثير من مواقعهم الطقسية ومقابرهم الدفينة تقع في تلك المنطقة. عشرة من قرى الميـكوسوكي تقع ضمن دائرة نصف قطرها ثلاثة أميال من موقع السجن؛ ومن بينها مخيّم Panther-Osceola الذي يقيم فيه أعضاء القبيلة فعاليات ثقافية وطقوسا مقدَّسة بصورة منتظمة، ويبعد قرابة ألف قدم عن حدود مركز الاحتجاز.

تعتبر المستنقعات والأراضي الرطبة في بيغ سايبرس مقدّسة لأبناء القبيلة، الذين دفعتهم سياسات القرن التاسع عشر إلى التوغل أعمق داخل إيفرغليدز، ويعاملون هذه الأرض كملاذ وحافظة للهوية. وذكرت القبيلة، في بيان شاركته مع منابر إعلامية، أن المنطقة بعيدة كل البعد عن كونها «برية خالية من البشر للتماسيح والثعابين» كما وصفها بعضهم، بل كانت مأهولة ومدارة من قبل الميـكوسوكي منذ زمن طويل.

قال رئيس قبيلة الميـكوسوكي، تالبرت سايبرس، في البيان: «القبيلة مصممة على ألا تتحول أراضينا الأجدادية في بيغ سايبرس إلى مرفق احتجاز دائم.»

الدعوى الأصلية رفعتها ثلاث منظمات: أصدقاء إيفرغليدز (Friends of the Everglades)، ومركز التنوع البيولوجي، ومنظمة إيرثجستس (Earthjustice)، متهمة السلطات المحلية والفدرالية بالمضي قدماً في البناء دون إجراء دراسة تأثير بيئي مطلوبة. وفي 14 يوليو قدّمت القبيلة طلباً للتدخّل في القضية، مؤكدة أن إنشاء «جزيرة التماسيح» تم من دون استشارة قبلية كما تقتضي القوانين والإجراءات.

يقرأ  مؤلف مشارك في مشروع ديناه لصحيفة «بوست»: إدراج حماس في القوائم السوداء «عدالة تاريخية» لضحايا ٧ أكتوبر

أوضحت شكاوى التدخّل أن المرفق أقيم في صميم أراضي القبيلة الأجدادية حيث «تقع مئات، إن لم تكن آلاف، من المواقع الطقسية والدينية المحمية». كما تشير وثائق المحكمة إلى أن التلوث الضوئي والضجيج وحركة المركبات وعوامل أخرى تشكل أضراراً جسيمة للنظام البيئي للمستنقعات وللمياه الصالحة للشرب، وتعيق حق القبيلة في استخدام الأرض لأغراض دينية وطبّية كما يكفله قانون حديقة إيفرغليدز وقانون المنطقة المحجوزة للميكوسوكي.

تحرك الناشطون وأعضاء القبيلة بسرعة عقب قرار الحاكم رون ديسانتس مصادرة المطار المتعطل بموجب أمر تنفيذي طارئ في يونيو، وقد تجمّع الدعم من فنانين وفاعلين مجتمعيين في المنطقة. نظم تحالف «فنانون من أجل الفنانون» في ميامي ورش عمل وإجراءات مباشرة ضد ما وصفوه بتشويه الكرامة التي ترعاها الدولة. وفي 13 يوليو فتح المصوّران كلايد ونيكي بوتشر معرضهم على طول طريق تاميامي، على مقربة من موقع الاحتجاز، لإبراز التنوع البيولوجي والدلالة الأجدادية للمنطقة، بحضور ناشطين وعضوات قبيلة منهم بيتي أوسيولا.

الأمر القضائي المؤقته الصادر عن القاضية كاثلين ويليامز من محكمة المقاطعة للمنطقة الجنوبية من فلوريدا يوقِف استمرار أشغال البناء — بما في ذلك تعبيد الطرق وبناء الأسوار والتجريف — لمدة أسبوعين قادمين. ومع ذلك، لا يُوقف الأمر عمل المخيم الخيموي القائم حالياً، حيث يواجه المئات من المحتجزين ما وُصف بـظروف لا إنسانية تفاقمت بسبب فيضانات مهدِّدة للحياة وانتشار البعوض. وتدور أيضاً دعوى حقوق مدنية منفصلة تزعم احتجاز محتجزين بلا توجيه تهم ومنعهم من التواصل مع محامين.

ووصَف ميسايل سوتو من مجموعة Artists 4 Artists ميامي هذه الخطوة بأنها واعدة لكنها غير كافية لوحدها، مشيراً إلى أن الغالبية ستواصل الضغط عبر المناصرة البيئية والضغط المجتمعي لإغلاق المخيم نهائياً كما حدث في السبعينيات عندما أُحبطت محاولات إنهاء بناء المطار. وأضاف أن هذه التكتيكات هي ما تنوون تكثيفه في الفترة المقبلة.

يقرأ  مسؤول سابق في الرابطة الوطنية لكرة السلة يخطط لسلسلة فنادق رياضية بعد افتتاح مشروع بقيمة 26 مليون دولار في رواندا

أضف تعليق