في عمله «حقيبة الغنيمه» الذي عرض في Roq La Rue بسياتل العام الماضي، يصور مارتن ويتفوث طائراً من نوع البجع يفوح من منقاره ما لا يُحصى. باربى، فيل لعبة وخنزير يبرزون من الفوضى كما لو أنهم يحاولون الفرار. علب الصودا، بالونات، أكواب للاستخدام مرة واحدة وطعام جاهز تشكّل معظم ما تبقى من محتويات تُبقي منقاره مفتوحًا كأنها سلة نفايات مطبخية.
«ننتج بكميات هائلة أشياء ملونة وجذَّابة بطريقة غريزية، وستُقَدَّر لفترة زمنية قصيرة جداً»، يقول ويتفوث عبر الهاتف. يذكر الفنان المقيم في نيويورك كيف غرقت المحيطات بالنفايات — «قمامة متفجرة»، على حد وصفه — ما أحدث مشكلات بيئية جسيمة مثل ما يُعرف بـ «رقعة النفايات الكبرى في المحيط الهادئ». يثير بجعه لدى المشاهد صورًا للحيوانات العالقة في فوضى من صنع الإنسان. لكن ذلك ليس إلا جزءًا من ما يحققه اللوحة.
يُضيف ويتفوث طبقة أخرى من المعنى بإدراج ألعاب تُشبه حيوانات حقيقية؛ «كاريكاتورات لِما في الطبيعيه»، يسميها. قد تدفع الناس إلى الردّ بـ «ما ألطفه». إنها الطفرة الظريفة للطبيعة من دون أي رابط بالعالم الطبيعي نفسه — طريقة لإيجاد جمال في حيوانات الطبيعة من دون تفاعل حقيقي معها.
تتغذى أعمال ويتفوث على علاقات الإنسان بالطبيعة. لوحاته الزيتية تضع الحيوان في الموقع البطولي، بينما يغيب البشر عن المشاهد التي يصورها، لكن آثار عالمهم كثيرًا ما تظل حاضرة. في «القفص الطائر» يقف الفهد على شجرة كرز مصحوبًا ببضع طيور متناثرة، يطلّان على جدار طوبي متقوّض ويلتقطان من النافذة مشهداً للمدينة التي ترتفع أدناه.
وضعٌ مشابه نجده في «احتلال»، حيث يتوازن ثور على عارضة فولاذية فوق أفق نيويورك. في «الحصاد» ينقّب دب في سلة أزهار بينما تنتشر بعض القمامة على الأرض أمامه. في «بييتا II» يستلقي نمر فوق سيارة صدئة.
«في مرحلة ما تركت الشكل البشري تمامًا»، يقول ويتفوث، الذي ظهر على غلاف مجلة Hi-Fructose عام 2011. مع الحيوانات يستطيع الفنان أن يروي نوعًا مختلفًا من القصة. «عندما ترى لوحةً تتضمن شخصًا بشريًا، تصبح تلك قصته، لا قصتك الذاتية».
«عندما يواجه الناس قوى الطبيعة وهي تقوم بما تفعله، عادة ما يكون رد الفعل خوفًا.»