تقرير يكشف انتعاش سوق الفن في ٢٠٢٥ بقيادة الانطباعيين والحداثيين

أصدرت أكبر دارَي مزاد نتائج 2025 مؤخراً، مبينةً قفزة مبيعات بلغت 17% في سوذبيز وارتفاعاً يقارب 7% في كريستيز. وفي تقرير ختامي أصدرته شركة أبحاث وتحليل سوق الفن ArtTactic، تُعرض تفاصيل مبيعات الفن عبر كل الدور الرئيسية.

وفق تقرير ArtTactic، عاد سوق المزادات ليستعيد نشاطه إلى 4.55 مليار دولار، مسجلاً رتفعت بنحو 11.1% عن 2024. وعلى صعيد الفئات التاريخية — أي فنون المدارس القديمة والانطباعية والحداثية — حقق النمو أعلى معدلاته، إذ بلغ 42.3% على أساس سنوي. في أسواق متباطئة، عادةً ما يفضّل المشترون المواد المجرّبة ذات السمعة الراسخة، ويبدو أن 2025 لم تكن استثناءً، إذ تراجع أداء الفن المعاصر وما بعد الحرب مقارنةً بذلك.

دفع التعافي مجموعة من مبيعات المجموعات المملوكة لورثة وأصحابها سابقاً، أبرزها ممتلكات ليونارد لاودر وسيندي وجاي بريتزكر وبولين كارپيداس. فقد بلغت قيمة المجموعات البارزة المباعة إجمالاً 884.9 مليون دولار، بما يمثل نسبة استثنائية تبلغ 32.9% من مجمل مبيعات المزادات في النصف الثاني من العام.

كما يشير التقرير إلى تحسّن في سوق «القطع الفاخرة» أو ما يُعرف بـtrophy market للقطع التي تتجاوز قيمتها 10 ملايين دولار؛ إذ وصل مجموعها إلى 1.48 مليار دولار، بارتفاع مقداره 19.4% عن 2024.

وسجّل فنّ الانطباعية أقوى صعودٍ بين الفئات، بعد فترة من التراجع إثر المستوى القياسي في 2022 حين طرحت مجموعة بول غ. ألن؛ إذ نما هذا القطاع بنسبة 80.4% مقارنةً بـ2024 ليصل إلى 1.04 مليار دولار. قاد هذا الارتفاع بيع ثلاث لوحات لغوستاف كليمت من مجموعة لاودر، والتي كانت أغلى الأعمال المبيعة خلال العام. كما تضاعفت قيمة الأعمال المضمونة في هذه الفئة سنةً على سنة، بفعل مجموعات مضمونة بالكامل مملوكة لشخص واحد.

يقرأ  خلال جولة في الشرق الأوسط — ترامب يُعلن انتهاء الحرب في غزة

نما سوق الفن الحديث بنحو 19.4% على أساس سنوي، مدفوعاً جزئياً بزيادة بنسبة 19% في عدد القطع «الكبيرة» المباعة ضمن هذه الفئة، لأسماء مثل ألكسندر كالدر (صعود 108.9%)، بابلو بيكاسو (صعود 23.8%)، ومارك روثكو (صعود 122.2%). وانعكس ثِقَة المشترين بارتفاع الضمانات على الأعمال الحديثة المعروضة في المزاد، حيث ازدادت مستوياتها بنحو 51% مقارنةً بالعام السابق، لتصل قيمة الضمانات بحسب قيمة المطرقة إلى 855.9 مليون دولار، بعد أن كانت 566.7 مليون دولار في 2024.

وعلى نحو لافت، ارتفع قطاع الروّاد القدامى (Old Masters)، الذي عانى في السنوات الماضية من ندرة المعروض، بنسبة قوية بلغت 68.8% على أساس سنوي ليبلغ 282.5 مليون دولار. وقد استحوذت لندن على 56% من المبيعات العالمية لهذه الفئة، فيما قدّمت نيويورك عرضاً قوياً من خلال البيع التاريخي لمجموعة جوردان وتوماس إيه. ساندرز.

شهد العام أداءً تاريخياً لفنانات الحركة السريالية، مع تحطيم فريدا كاهلو رقماً قياسياً لعمل لفنانة نسائية بواسطة لوحتها El sueño (La cama) (1940)، التي بيعت بمبلغ 47 مليون دولار في سوذبيز نيويورك في نوفمبر. كما بَيِعت أعمال ليونورا كارينغتون، ليونور فيني، ريميديوس فارّو وغيرهنّ بشكل جيد.

في المقابل، شهد الفن المعاصر تراجعاً ملموساً، إذ انخفضت قيمته بنسبة 14.4% خلال العام من 1.31 مليار دولار إلى 1.12 مليار دولار. وساء وضع الفنانين المعاصرين الأصغر سناً أكثر فأكثر، حيث هبطت مبيعاتهم بنسبة 39.1%. وجاء هذا التراجع مصحوباً بانكماش في الحجم: فقد انخفض عدد الأعمال المباعة بنسبة 24.7% على أساس سنوي، بينما تراجع المتوسط السعري بنحو 17.7%. ومع ذلك، ظهرت في المزاد أعداد أكبر من الفنانين الشباب خلال العام (861 فناناً) مقارنةً بالمتوسط العقدي (656).

شهدت فئة ما بعد الحرب أداءً ضعيفاً نسبياً بتراجع قدره 17.7%، ويُعزى ذلك جزئياً إلى تقلص مبيعات أسماء محددة تحدّد السوق مثل أندي وارهول، الذي تراجع سوقه بنسبة لافتة بلغت 41.7%. بينما انهارت مبيعات يايؤي كوساما بنحو 73%. وقد قاد بيع مجموعة فنّ البوب الخاصة للورثة مبيعات روي ليختنشتاين في سوذبيز، فبلغت مبيعاته السنوية 127.8 مليون دولار، أي ضعف مبيعات وارهول التي بلغت 61.9 مليون دولار، ما جعله الأكثر مبيعاً في فئة ما بعد الحرب من حيث إجمالي القيمة.

يقرأ  سابينا كارلسونالتوازن والقيادة واستدامة الطاقة الإبداعية

أضف تعليق