لماذا يمكن أن تُعتبر النباتات من مواليد أكثر من دولة بينما لا يُنسب ذلك إلى البشر؟ هذا السؤال هو نواة معرض واسع لِراؤول دي لارا، حيث يعرض منحوتاته السريالية التي تدمج بين النبات والأثاث لتقويض ثوابت الانتماء والحدود.
المعرض بعنوان HOST، يُعرض الآن في ذا كونتمبوراري أوستين، ويجمع أعمالًا تطرح أسئلة عن الهوية وترفض تصور الحدود الوطنية كثوابت طبيعية. مستخدمًا أخشابًا محلية من تكساس والمكسيك، ينحت دي لارا نباتات مونستيرا في أصص تنبت من سلاسل، ومقعد صف دراسي مغطى أشواكًا طويلة، وصبار متنكر في هيئة حدوة هزازة للأطفال.
تحول القطع الناتجة أشياءَ مألوفة — كمِجرفة أو باقة ضخمة من الأقحوان في إناء — إلى ما هو غريب ومخيف. كثير من الأعمال تصبح غير قابلة للاستخدام، من بينها سلم مسنن قد يتردد أشجعنا في تسلقه.
تفصيل من «ذبول» (2022)، خشب جوز، صنوبر، بلوط أحمر، يوريثان، صبغة، وبوليوثيران، الأبعاد: 125 × 25¼ × 45 بوصة.
حالياً يقيم في ريدجوود، كوينز، نشأ دي لارا قرب أوستن كابن لمهاجرين مكسيكيين. تعلّم النجارة أولًا في ورشة عائلته، التي يصفها بأنها «عالم لكل أداة لغتها الخاصة، ولكل قطعة خشب آثار مرور الزمن على جلدها، ومكان يمكنك فيه أن تتواصل بيديك.» كان يؤمن بقوة بالتحيّز للروحانية، والحظ، والخوارق داخل ذلك الفضاء المقدس، وتعلّم أن يوجّه طاقة مادة بعينها لصنع أشياء جميلة.
اليوم يرى النجارة وسيلة للسرد، حيث يزدهر الواقع السحري. يقول دي لارا: «أرحب بفكرة أن الأعمال الفنية تحمل شرارة حياة خاصة بها وتُمدّنا بها.» ويضيف:
عندما أصنع أعمالي أتذكر ذكريات الطفولة حين كنت أشاهد النحاتين المحليين يحولون الأغصان إلى قدّيسين. كنت دائمًا أتساءل في أية لحظة من عملية النحت يَدخل الشبح ذلك القطعة من الخشب. أسعى لصنع أعمال تدعو إلى نوع من الثقة والقبول من المشاهد، وتسمح لتلك القطع بالحياة خارج عالمنا.
مع تصاعد القلق العالمي حول الهجرة وحقوق الإنسان، تبدو أعمال دي لارا أكثر ترابطًا بوقتنا. الفنان يحمل وضع DACA ويعرف عن قرب هشاشة الوضع والتقلبات السريعة التي تجلبها تغيُّرات الإدارة.
«مرطب في رئتيك» (2019)، صنوبر، بلوط، غراء خشب، رمل من حدود المكسيك/الولايات المتحدة، أكريليك، وطلاء لَكّ، الأبعاد: 72 × 24 × 50 بوصة.
تلتقط منحوتاته روح الطرافة واللعب التي قد تبدو متناقضة مع تلك الواقع، لكن بالنسبة إلى دي لارا، النجارة والحرف التقليدية بوسعها أن تكون قوة خارقة. «لا يمكن سلبها منك لأنها ليست مرتبطة بمكان أو سياسة أو قوانين. تحملها معك وتمارسها في أي مكان ومع أي شخص، وغالبًا ما تُفكك الفوارق بيننا،» يقول الفنان.
المعرض HOST يستمر حتى 11 يناير 2026. تابع اعماله على إنستاغرام.
«لأنك أعسر» (2020)، صنوبر، قِطع علكة تشيكليتس، أكريليك، نحاس، فولاذ، ولوح جسيمات، الأبعاد: 24 × 13 × 13 بوصة.
منظور التثبيت لمعرض «HOST: راؤول دي لارا» في ذا كونتمبوراري أوستن (2025). تصوير: أليكس بوشنشتاين.
تفصيل من «لأنك أعسر» (2020)، صنوبر، قِطع علكة تشيكليتس، أكريليك، نحاس، فولاذ، ولوح جسيمات، الأبعاد: 24 × 13 × 13 بوصة.
«20 عامًا بعد» (2024)، خشب جوز، رماد، فولاذ، شمع بوليكس، وبوليوثيران، الأبعاد: 39 × 8 × 5 بوصة.
«عائلة» (2024)، خشب جوز، شمع بوليكس، وبوليوثيران، الأبعاد: 40 × 41 × 26 بوصة.
دي لارا مع «الدرج».
هل تهمك قصص وفنانون مثل هؤلاء؟ اصبح عضوًا في كولوسال الآن، وادعم النشر الفني المستقل.
– إخفاء الإعلانات
– حفظ مقالاتك المفضلة
– الحصول على خصم 15% في متجر كولوسال
– استقبال النشرة الإخبارية الحصرية للأعضاء
– التبرع بنسبة 1% لشراء مستلزمات فنية لصفوف K–12